مع بدء العد التنازلي لإجراء أول انتخابات لمجلس الشورى عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر تباينت آراء عدد من البرلمانيين السابقين ورؤساء الأحزاب السياسية حول الإبقاء على المجلس مع تطويره أو إلغائه.
وفى هذا الاطار ابدى النائب المستقل السابق بمجلس الشعب الدكتور حمدى حسن في تصريحات له تأييده لإلغاء مجلس الشورى خاصة في ظل ميزانية الدولة المهترئة ولعدم تحميل الدولة أعباء مالية جديدة؛ الا أنه عاد واستدرك قائلا "طالما بقينا أمام أمر واقع في ظل الإعلان الدستوري الصادر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالإبقاء على مجلس الشورى فيجب ان يستعيد هذا المجلس دوره ونجعله مجلسا مؤثرا في الحياة السياسية المصرية إلى حين اعادة النظر في وجوده من خلال الدستور الجديد الذي سيوضع عقب انتخابات مجلس الشعب القادمة".
ودعا حسن كل الاحزاب السياسية القائمة على الساحة الى أن تقدم رؤيتها بشأن مجلس الشورى للجنة التأسيسية التى ستعد الدستور الجديد وكيفية الاستفادة منه لاثراء الحياة البرلمانية، معربا عن أمله فى دور أفضل لمجلس الشورى عن ذى قبل.
من جانبه أعرب أحمد فضالى رئيس حزب السلام الديموقراطى عن تأييده للابقاء على مجلس الشورى مؤكدا ضرورة ألا تنتقص ثورة الخامس والعشرين من يناير من قيمة الحريات والعمل السياسى.
ودعا فضالى الى تطوير الاداء والاليات التي تحكم عمل الشورى وتقليل عدد الاعضاء المعينين وأن يستمر تفوق عدد الاعضاء المنتخبين فى الدستور الجديد ويشارك المجلس فى المسائل الجوهرية الهامة ويكون له اختصاص أصيل لا ينازعه فيه مجلس الشعب.
وقال النائب المستقل السابق بمجلس الشعب واستاذ العلوم السياسية الدكتور جمال زهران فى تصريحات مماثلة أن الاشهر القليلة الماضية التى أعقبت الثورة كشفت أن هناك اتجاها عاما للغالبية العظمى من الشعب بأنه لا جدوى من مجلس الشورى وتطالب بالغائه وأنه واحداً منهم بل فى مقدمتهم منذ زمن بعيد.
وأضاف أن برنامجه الانتخابى الذي خاض على أساسه انتخابات مجلس الشعب عام 2000 كان يطالب بالغاء الشورى لانه "مستودع لكل أتباع النظام السابق "، واستطرد " طالما ثبت خلال تلك المدة أن الغالبية العظمى تطالب بالغاء الشورى فلماذا تجرى انتخاباته ولماذا لم يؤخذ بهذه الاراء والاتجاهات ".
ودعا الى الاكتفاء حاليا بانتخابات مجلس الشعب "واذا لم يقر الدستور الجديد وجود مجلس اخر الى جوار الشعب سنكون وفرنا الجهد والمال والوقت وتحاشينا اجراءات طويلة للانتخابات وما يمكن أن يصاحبها من عنف وبلطجة".
وعاد زهران موضحا "اذا لم يلغ مجلس الشورى فعلى الاقل يتقلص عدد اعضائه إلى مائة عضو فقط يتم اختيارهم جميعا بالانتخاب على أساس اربعة أعضاء من كل محافظة فى نفس وقت انتخابات مجلس الشعب حتى لايتم اهدار الوقت ".
وانتقد زهران زيادة اعضاء مجلس الشورى الى 390 عضوا بدلا من 264 كما كان معمولا به، وتساءل "على أى أساس تمت هذه الزيادة"، ياتى هذا فى الوقت الذى كشف فيه جمال زهران عن انه اعد مشروعا لاجراء الانتخابات البرلمانية بالقائمة بحيث تتكون ثلاث قوائم انتخابية الاولى للاحزاب والثانية للمستقلين والثالثة ائتلافية تضم الاثنين معا موضحا ان هذا النظام يؤدى الى المساواة وتكافؤ الفرص على عكس اجراء الانتخابات بالنظام الفردى والقائمة والذي يحقق مساواة شكلية فقط.
وقال ان من يدعى ان اجراء الانتخابات بنظام القوائم فقط سيؤدى الى الطعن عليه بعدم الدستورية مخطىء لان الدستور القديم سقط بمجرد صدور الاعلان الدستورى الذى يؤكد ان اجراء الانتخابات يمكن ان يتم من خلال النظام الفردى او القائمة او مايراه القانون قانون مجلس الشعب.
من جانبه أعلن الدكتور ابراهيم الجعفرى رئيس حزب العمل تأييد الحزب استمرار مجلس الشورى..وقال "إننا نؤيد أى مكتسبات للشعب المصرى ويجب الحفاظ عليها ,ومجلس الشورى ليس بدعة فهناك العديد من الدول التى تتبع نظام المجلسين "مشيرا الى أن مصر التى سيصل عدد سكانها إلى أكثر من 90 مليون نسمة خلال السنوات الخمس القادمة لا يكفيها برلمان واحد من 400 أو 500 نائب للمشاركة فى العملية التشريعية ودراسة القوانين .
وأضاف الجعفرى اننا مع بقاء مجلس الشورى ولكن مع تطوير الاداء وتوسيع دوره بدلا من أن يكون مجلسا مظهريا ونحن نؤيد ان يكون الشورى الذراع اليمنى لمجلس الشعب فى دراسة القوانين والاتفاقيات خاصة تلك المتعلقة بالامن القومى، ودعا إلى تعديل اختصاصات مجلس الشورى من حيث أدوات الرقابة حتى يمكن لنوابه استخدام آلية توجيه الاسئلة للوزراء.
وأبدى الدكتور ابراهيم الجعفرى اعتراضا على استمرار نسبة العمال والفلاحين بمجلس الشورى واعتبرها غير ذات جدوى لان الشورى يحتاج نوعية خاصة من الكفاءات والمهارات مطالبا بالغائها حتى تصل اليه النخب المصرية.
وأوضح ان مجلس الشورى بوضعه الحالى لا يفرق كثيرا عن المجالس القومية المتخصصة التي تضم الكثير من الخبراء لا يضيفون جديدا، مشيرا إلى انه يؤيد تقليص دور المجالس القومية وتطوير الشورى.
وقال الجعفرى اننا نريد أن نفعل الشورى لكى يكون مجلسا استشاريا يقدم الرأى والمشورة لرئيس الجمهورية، مؤكداً ان مصر فى المرحلة القادمة تحتاج إلى عقول رجالها الاوفياء.
كانت أصوات ترددت مؤخرا تطالب بالغاء مجلس الشورى بحجة توفير نفقاته المالية الكبيرة فى الوقت الذى طالب فيه فقهاء فى القانون الدستوري بزيادة صلاحياته حتى يكون قادرا على ممارسة دوره بكل قوة واقتدار.