تغطيات

ليبيا .. صراع على السلطة قبل التحرير

بني وليد - دارت اشتباكات متقطعة الجمعة في بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) بينما يفر سكان مدينة سرت مسقط راس معمر القذافي, بالمئات الجمعة من المدينة التي يحاصرها مقاتلو النظام الجديد وتتعرض لقصف من القوات الموالية للزعيم الليبي السابق الهارب منذ شهر.
واوضح احد قادة قوات السلطات الجديدة ان سيارة تقل اسرة كاملة دمرت.
وقال اسامة مطاوع صويلي لفرانس برس "كنا نواكب عائلات خارجة من سرت وتعرضت قالتهم للقصف" بنيران مدافع مضادة للطائرة وقاذفات ار.بي.جي واسلحة خفيفة من قبل القوات الموالية للقذافي.
واضاف "قتل احد مقاتلينا ودمرت سيارة اسرة" قتل جميع ركابها على الارجح.
وقع الحادث بالقرب من المدخل الغربي لسرت التي تشكل خط جبهة لقوات المجلس الوطني الانتقالي.
وقال صويلي ردا على سؤال عن توقف هجوم قوات المجلس لليوم الثالث على التوالي "نحاول اخراج جميع العائلات. ونقوم بتسيير ما بين 400 الى 500 سيارة يوميا. كما نحاول نوعا ما تجويع" قوات القذافي.
واشار الى ان المدنية اصبحت بلا مياه او كهرباء كما اغلقت المتاجر ولم يعد لدى الاهالي من ياكلونه.
وقال "بعد توقف سيل النازحين سياتي وقت التحرك. لا نريد انتصارا باي ثمن".
وفي بني وليد (170 كلم جنوب شرق طرابلس) هي معقل اخر للقذافي دارت الجمعة اشتباكات متقطعة بين مقاتلي المجلس الوطني والقوات موالية للعقيد الفار من دون اي معارك كبرى حتى الآن, كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس.
وفي موازاة الاشتباكات داخل بني وليد يقوم مقاتلون بين الحين والآخر بقصف المدينة من مواقع خارجها بصواريخ موجهة, فيما ترد عليهم القوات الموالية للقذافي بقصف عشوائي بصواريخ غراد.
ويواجه الثوار صعوبات في السيطرة على بني وليد منذ ان دخولها قبل ايام, وهي صعوبات تتمثل في المقاومة العنيفة التي يلقونها من قبل قوات القذافي.
واوضح احد هؤلاء الثوار ويدعى عادل بنوير عضو اللجنة الاعلامية لثوار 17 فبراير ان "غياب التنظيم وليس قوة الداخل هو ما يمنعنا من السيطرة على بني وليد".
واضاف ان "مشكلتنا هي ان كتائب الثوار تدخل بني وليد ثم تخرج من دون تنسيق", موضحا ان "ستين او سبعين بالمئة من القوات اتفقت على قيادة موحدة".
واكد عدد من الثوار لوكالة فرانس برس ان المتمردين سيختارون اليوم قيادة موحدة لهم ليتمكنوا من شن هجوم "حاسم" على بني وليد التي يواجهون صعوبة في السيطرة عليها.
وقال هؤلاء الثوار انه "من المتوقع ان يعقد الجمعة اجتماع لكبار القادة الميدانيين لتشكيل قيادة موحدة قبل شن هجوم حاسم على المدينة".
وكان الثوار اعادوا الخميس تمركزهم في مواقع لهم خارج بني وليد كانت تعرضت للقصف بصواريخ غراد الاربعاء.
من جهته, اكتفى القائد الميداني ضو صالحين بالتاكيد لفرانس برس ان "هناك خطرا" في الموقع الذي يتمركز فيه مقاتلون وصحافيون على بعد كيلومترات قليلة من بني وليد.
واصيب اثنان على الاقل من مقاتلي المجلس الانتقالي بجروح اليوم, بحسب ما افاد شهود عيان.
ورغم اعلان مسؤولين في المجلس الانتقالي قبل يومين ان "معركة حاسمة" للسيطرة على بني وليد قد تنطلق خلال ساعات, فان اعداد المقاتلين والآليات على الارض لا توحي بذلك حتى الان.
وابلغ قادة ميدانيون فرانس برس في وقت سابق انهم اطلقوا حملة "اعداد وتنظيم" من اجل خوض "معركة حقيقة" في بني وليد, على ان يقوموا قبل اي هجوم كبير جديد بدراسة "طبيعة الارض" التي يقاتلون فيها.
اوضح قائد الجبهة الشمالية ومسؤول المجلس العسكري لبني وليد ضو صالحين الجدك ان "الجبهة ليست هادئة والقتال مستمر ونحاول ان نفرض اسلوبنا على العدو".
واكد لفرانس برس ان "الذين يقاتلون في بني وليد هم النفايات التي انسحبت من مناطق اخرى وعددها كبير جدا ويقودهم سيف الاسلام" نجل القذافي, مضيفا "سنشن هجوما موسعا بالتأكيد وفي القريب العاجل".
ويسود المدينة هدوء نسبي مع توقف القصف لكن الدخان كان لا يزال يتصاعد منها حسب مراسل فرانس برس.
من جهة اخرى, قال احد ضباط معمر القذافي بعد اعتقاله الاثنين جنوب سبها, ان الزعيم الليبي السابق "اتصل به هاتفيا" قبل عشرة ايام وانه "يتنقل بشكل سري" في مناطق الجنوب الليبي الصحراوية, بحسب ما افاد قائد كتيبة درع الصحراء بركة وردكو وكالة فرانس برس ببنغازي.
واوضح وردكو في اتصال هاتفي من ام الارانب (90 كلم جنوب شرق سبها) ان "العميد بلقاسم الابعج الذي قبضنا عليه الاثنين الماضي قال لنا انه كان على اتصال هاتفي بالقذافي قبل عشرة ايام وان القذافي كان يتنقل بشكل سري بين سبها وغات (اقصى الجنوب الغربي قرب الحدود مع الجزائر)".
ومع استمرار القتال لفرض سيطرة السلطات الجديدة على كامل الاراضي الليبية بدات الخلافات تظهر بين مختلف الاطراف السياسية التي تتنافس على السلطة.
فقد حذر محمود جبريل رئيس المكتب التفيذي للمجلس الوطني الانتقالي من هذا التنافس السابق لاوانه مشبها الامر بالصراع على "كعكة قبل ان تدخل الفرن".
من جهة اخرى اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة وجود مخزون من اليورانيوم المركز (الكعكة الصفراء) قرب مدينة سبها التي تبعد 660 كلم جنوب طرابلس.
وكانت شبكة سي ان ان الاميركية تحدثت امس عن عثور قوات النظام الليبي الجديد على موقع عسكري يحتوي على مواد مشعة على ما يبدو.
وقالت المتحدثة باسم الوكالة جيل تودور "يمكننا ان نؤكد وجود يورانيوم مركز (الكعكة الصفراء) مخزن في براميل بموقع قريب من سبها في وسط ليبيا كانت ليبيا ابلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عنه مسبقا".
وفي واشنطن اعلن مسؤول رفيع المستوى في صندوق النقد الدولي الخميس ان ليبيا بحاجة لاكثر من عام قبل ان تعود الى مستوى انتاج النفط الذي كانت عليه قبل الثورة.
وصرح مسعود احمد مسؤول صندوق النقد للشرق الاوسط واسيا الوسطى خلال الاجتماع السنوي للصندوق والبنك الدولي ان العودة الى مستويات الانتاج الطبيعية للنفط الليبي "ليست امرا يمكن تحقيقه في الاشهر ال12 المقبلة".
وكان مسؤول رفيع المستوى في المجلس الانتقالي صرح في وقت سابق الخميس ان انتاج النفط سيستانف سريعا. الا ان العودة الى مستويات ما قبل الثورة لا تزال بعيدة التحقيق.
وقال مصطفى الهوني عضو المجلس الانتقالي ورئيس لجنة الاقتصاد والمالية ان عودة ليبيا الى انتاج ال6,1 مليون برميل يوميا التي كانت تنتجها قبل الثورة "لا تزال بعيدة".
من جانبها اعلنت سويسرا الجمعة انها رفعت العقوبات التي فرضت على شركتين نفطيتين ليبيتين -- شركة النفط الليبية وشركة زويتينة للنفط -- وثالثة للطيران هي الافريقية ايرويز.
وقالت الحكومة السويسرية في بيان ان الاجراء الذي اتخذته السلطات السويسرية الاربعاء دخل حيز التنفيذ الجمعة.
 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى