صعدت واشنطن لهجتها إزاء باكستان التي تتهمها بلعب دور مزدوج مع عناصر طالبان المتواجدين على أراضيها، على اثر الهجمات الكبرى التي شهدتها كابول هذا الاسبوع، واكدت ان لديها "ادلة" عن تورط اسلام اباد في حركة التمرد الافغانية.
وقال السفير الاميركي في اسلام اباد كاميرون مونتر في مقابلة مع اذاعة "راديو باكستان" ان ثمة "ادلة" تربط بين "الحكومة الباكستانية" وشبكة حقاني المتحالفة مع طالبان، محملا تلك الشبكة مسؤولية الهجمات التي استهدفت السفارة الاميركية ومقر الحلف الاطلسي في كابول.
وقال السفير مونتر "دعوني اقول لكم ان الهجوم الذي وقع في كابول قبل ايام كان من عمل شبكة حقاني".
واضاف "ثمة ادلة تربط شبكة حقاني بالحكومة الباكستانية. هذا شيء يجب ان يتوقف".
وجاءت تصريحات مونتر بعد تحذير اطلقه وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا حيث قال عقب هجوم كابول ان الولايات المتحدة سترد على المتشددين الذين يتخذون من باكستان مقرا لهم.
وكان الهجوم استمر 19 ساعة وشهد اطلاق صواريخ على السفارة الاميركية ومقر حلف شمال الاطلسي في منطقة تشهد اكبر الاجراءات الامنية في العاصمة كابول مما خلف 15 قتيلا.
وكانت الولايات المتحدة حثت باكستان منذ امد طويل على التحرك ضد شبكة حقاني اذ تشتبه في ان تلك الجماعة تتلقى الدعم من الاستخبارات الباكستانية النافذة.
غير ان صدور تلك التصريحات علنا يعكس تدهور العلاقات بين اسلام اباد وواشنطن والتي ازدادت سوءا بعد ان نفذت الولايات المتحدة عملية قتل اسامة بن لادن في عمق الاراضي الباكستانية على مقربة من كبرى الاكاديميات العسكرية للبلاد في ايار/مايو الماضي، من دون ابلاغ السلطات الباكستانية بذلك مسبقا.
وردا على سؤال عن تقديم ادلة على تلك الصلات التي تربط الحكومة الباكستانية، اكتفى مونتر بالقول "نعلم ان هذا هو الوضع".
واقر السفير بصعوبات شهدها العام الماضي في العلاقات بين البلدين وحث على مواصلة العمل المشترك ضد الارهاب. وقال ان الولايات المتحدة وباكستان "على الجانب نفسه في الاساس".
ولم يرد اي رد فعل فوري من اسلام اباد حيال ذلك، غير ان الحكومة الباكستانية تنفي بشدة اي صلات لها بالجماعات المتشددة.
ويعتقد ان شبكة حقاني وراء بعض اخطر الهجمات في افغانستان حيث يخطط الحلف الاطلسي لانسحاب تدريجي لقواته بعد عشر سنوات من حرب ضروس.
وكثيرا ما يتسلل المسلحون عبر الحدود الافغانية الباكستانية بينما يشن عناصر شبكة حقاني هجماتهم في افغانستان فقط، وتربطهم صلات وثيقة بطالبان الباكستانية والافغانية فضلا عن القاعدة.
وقال مونتر "سيتطلب هذا جهدا حقيقيا للعمل معا لتحديد من هو العدو".
وادرجت واشنطن جلال الدين حقاني مؤسس الشبكة وابنه سراج الدين الذي يدير الشبكة الاسلامية، على لائحة الارهابيين الدوليين.
ويقول سراج الدين ان اكثر من اربعة الاف مقاتل تحت امرته، وشبكته متهمة بالمسؤولية عن تفجير انتحاري في 2009 في افغانستان اسفر عن مقتل سبعة من رجال وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه).
ويتهم المسؤولون الاميركيون الاستخبارات الباكستانية بلعب دور مزدوج مع المتطرفين بما في ذلك طالبان افغانستان وشبكة حقاني حتى تواصل نفوذها في افغانستان وتحيد قوة غريمتها الرئيسية الهند.
وقال بانيتا بعد يوم من هجوم كابول "المرة بعد الاخرى ونحن نحث الباكستانيين على استخدام نفوذهم ازاء هذا النوع من الهجمات من جانب عناصر حقاني ولم يحالفنا الكثير من التقدم".
ورفضت وزارة الخارجية الباكستانية تصريح بانيتا باعتباره "غير مقبول"، مشيرة الى ان الارهاب والتشدد "مسألة معقدة".
كما اتهمت وزارة الداخلية الافغانية الاحد عناصر في باكستان بالتحالف مع شبكة حقاني.
وقال صديق صديقي المتحدث باسم الوزارة "في اغلب الهجمات التي تنفذها شبكة حقاني، يتواصلون (المهاجمون) مع اصدقائهم على هذا الجانب من الحدود"، في اشارة الى باكستان.
وتابع "دائما ما اكدنا على ضرورة استئصال الارهاب وضربه من جذوره على الجانب الاخر من الحدود".
واضاف "نعتقد انه رغم كل الدعم والجهود الدبلوماسية لاشراك باكستان في الحرب على الارهاب، لم نر النتائج المرجوة".
وقد التقى كبار القادة العسكريين من الجانبين الاميركي والباكستاني في وقت متأخر الجمعة على هامش مؤتمر لحلف شمال الاطلسي في اسبانيا على امل تحسين العلاقات.
وجمع اللقاء رئيس اركان الجيوش الاميركية المشتركة مايك مولن ونظيره الباكستاني الجنرال اشفق كياني الذي يعتقد انه الرجل الاكثر نفوذا في باكستان، طيلة اكثر من ساعتين.
وكان الهجوم على السفارة الاميركية ومقر الاطلسي في كابول قد حول المنطقة الاكثر تحصينا في العاصمة الافغانية الى ساحة حرب، وتسبب في جرح ستة من القوات الاجنبية.
وصرحت قوات الاطلسي في افغانستان الخميس انها اعتقلت اثنين يشتبه في دورهما في الهجوم، احدهما ينمي الى شبكة حقاني والاخر من طالبان كانا يخططان ايضا لهجمات بسيارات مفخخة.
وقبل هجوم كابول الاخير اتهم الجيش الاميركي شبكة حقاني بالمسؤولية عن تفجير بشاحنة مفخخة في العاشر من ايلول/سبتمبر استهدف قاعدة للحلف الاطلسي في اقليم وردك ما اسفر عن اصابة 77 جنديا اميركيا.
يذكر ان الاف الجنود الباكستانيين قتلوا في معارك ضد المسلحين الاسلاميين في باكستان، غير ان اسلام اباد ركزت بالاساس على مقاتلة طالبان باكستان.