تغطيات

ولاية النيل الأزرق ... عنوان أزمة جديدة في السودان

بعد أسابيع من التوتر وتبادل الاتهامات في ولاية النيل الأزرق، وقع المحظور باندلاع اشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحين ينتمون إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال، واضعةً المنطقة أمام أزمات متعددة، أخطرها احتمال ولادة تمرّد جديد. قالت بعثة الامم المتحدة في السودان إن ستة اشخاص قد قتلوا في تجدد القتال الذي اندلع في ولاية جنوب كردفان الغنية بالنفط بالقرب من الحدود مع جنوب السودان.وتأتي هذه الاشتباكات قبيل اسابيع قليلة من موعد اعلان جنوب السودان دولة مستقلة.
وقال الناطق باسم بعثة الامم المتحدة في السودان إن القتلى هم اربعة رجال شرطة ومدنيان، وقد قتلوا في القتال الذي دار في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.
وعلقت الوكالات التابعة لامم المتحدة في السودان عملياتها في المنطقة بسبب اعمال العنف الجارية هناك.

احتواء العنف...

في غضون ذلك، دعت الولايات المتحدة الى "وقف فوري" لاعمال العنف الجارية في ولاية جنوب كردفان، وحثت الاطراف السودانية على احتواء العنف الدائر وتحجيم اثاره وعلى احترام "الالتزام الذي اعلنوه حيال الشعب السوداني والمجتمع الدولي لجهة البقاء على طريق السلام".
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان واشنطن تنظر ب"قلق عميق" الى المعلومات التي اشارت الى وقوع اعمال عنف في جنوب كردفان.
وشدد تونر على ان "الاعمال العسكرية الاحادية الجانب والتي تهدد مسار المفاوضات حول المستقبل السياسي والامني لجنوب كردفان وولاية النيل الازرق المجاورة يجب ان تتوقف على الفور".
وقال تونر ايضا ان الادارة الاميركية تدعو المسؤولين السودانيين الى "تسهيل وصول بعثة الامم المتحدة في السودان في شكل كامل بهدف حماية المدنيين وتامين ممر انساني والمساهمة في الجهود لحفظ السلام الهش بين شمال وجنوب السودان".
وكانت بعثة الامم المتحدة في السودان اصدرت بيانا اعربت فيه عن قلقها من الاوضاع الامنية الجارية في جنوب كردفان ومنطقة ابيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب.
وحثت الأطراف كافة على ضبط النفس لمنع اي تصعيد للعنف وتجنيب المدنيين اثاره ومعانته.

موقف أوروبي ...

وكان الاتحاد الأوروبي أعرب الثلاثاء عن قلقه الشديد بسبب القتال الدائر في ولاية النيل الأزرق بين القوات المسلحة السودانية وقوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، داعيا إلى وقفه فورا واستئناف المفاوضات.
وأصدرت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون بيانا قالت فيه إن هذه الاشتباكات تمثل تصعيدا خطيرا لنزاع في ولاية جنوب كردفان المستمر منذ الخامس من يونيو/حزيران، في ظل تقارير عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان واستمرار عدم السماح بوصول مهمات إنسانية. ودعت آشتون الطرفين إلى وقف القتال فورا واستئناف المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي للنزاع، استنادا إلى اتفاق 28 يونيو/حزيران الموقع في أديس أبابا.
وذكرت الأطراف المعنية بمسؤوليتها لجهة حماية المدنيين ودعت القوات المسلحة السودانية لوقف القصف الجوي.
كما حثت الأطراف على السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الشعوب المتضررة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، بالإضافة إلى السماح بمراقبة الأمم المتحدة للوضع.
وعبرت آشتون عن قلق الاتحاد من قرار الحكومة السودانية حظر الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال في ظل تقارير عن اعتقالات لأعضاء فيها.
ودعت حكومة السودان إلى العودة إلى المسار السياسي السلمي لحل كل المسائل العالقة.
وكان جنوب السودان انفصل رسميا عن الشمال في وقت سابق من يوليو/تموز الماضي، بعد أن صوت غالبية الجنوبيين على دعم الانفصال في استفتاء جرى في يناير/كانون الثاني الماضي بموجب اتفاق سلام أبرم عام 2005 وأنهى 20 عاما من الحرب الأهلية.

اتهامات...

هذا و افاد الجيش السوداني في بيان له نشر على موقع وزارة الدفاع السودانية بمقتل جندي وجرح سبعة اخرين في قتال دار في قرية ام دورين الواقعة على بعد حوالي 48 كيلومترا الى الشرق من كادقلي.
واتهم بيان الجيش قوات الجيش الشعبي التابع للجنوب بمهاجمة منطقة ام دورين.
ونفت الحركة الشعبية لتحرير السودان ذلك قائلة انها ليست طرفا في الاشتباكات التي دارت بين "شرطة الاحتياطي المركزي والجيش السوداني".
ويزداد تصاعد التوتر في المنطقة مع إقتراب موعد إعلان جنوب السودان دولة مستقلة المقرر شهر يوليو.
وتتركز القضايا الخلافية بين الشمال والجنوب على مصير منطقة أبيي المتنازع عليها والتحديد الدقيق للحدود في بعض المناطق المتنازع عليها.

منظمات الاغاثة...

وفي نفس السياق، منعت سلطات شمال السودان منظمات الامم المتحدة وغيرها من منظمات الاغاثة من الدخول الى ولاية النيل الازرق التي شرد فيها 50 الف شخص على الاقل بسبب القتال الذي اندلع الاسبوع الماضي، حسب ما اعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية الدولي الاربعاء.
وصرح المكتب التابع للامم المتحدة ان القتال والغارات الجوية استمرت في ثمانية مواقع من بينها محيط مدينة الدامازين عاصمة الولاية، رغم تاكيد الحكومة ان الهدوء يعم معظم انحاء الولاية منذ بدء الاشتباكات الجمعة.
وقال المكتب في تقريره ان "وكالات الامم المتحدة وشركاءها الدوليين في المجال الانساني .. طلبوا اذنا من الحكومة بالتوجه الى سنار (الولاية المجاورة) وتامين بعض مناطق ولاية النيل الازرق الشمالية لتقييم الوضع والمساعدة في تلبية الاحتياجات الانسانية .. ولكن طلبهم رفض".
واضاف التقرير ان الحكومة اصرت على تقديم المساعدات من خلال شركاء محليين مثل الهلال الاحمر السوداني كما فعلت في ولاية جنوب كردفان المجاورة التي لا تزال تشهد نزاعا منذ ثلاثة أشهر.
واندلع القتال في الدمازين بين الجيش السوداني ومتمردين تابعين للحركة الشعبية شمال السودان الموالين لوالي ولاية النيل الازرق مالك عقار. والجمعة الماضي اعلن الرئيس السوداني عمر البشير عزل والي النيل الازرق وفرض فيها حالة الطوارئ وعين حاكما عسكريا عليها.
وتقول الامم المتحدة ان القتال في الولاية دفع نحو 50 الف مدني الى الفرار من منازلهم، وعبر نحو 20 الفا منهم الى اثيوبيا.
ووولاية النيل الازرق متاخمة لدولة جنوب السودان وكانت شهدت قسما من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب من 1983 الى 2005. وقاتل سكان النيل الازرق من قبائل الفونج الافريقية مع الجنوب ضد الشمال على الرغم من انتمائهم جغرافيا لشمال السودان.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى