تغطيات

بريطانيا: اضطرابات لليوم الرابع وأشدها في مانشستر

تواصلت أعمال الشغب لليوم الرابع في عدة أحياء من العاصمة البريطانية لندن إلى مدن أخرى، فيما تسعى الحكومة إلى تعزيز قوة الشرطة وفرض الإجراءات الكفيلة باحتواء هذه الأعمال.وانتشرت جماعات المحتجين في مدن مانشستر وسالفورد وولفارهامبتون فيما دمر آخرون واجهات المحلات وأحرقوا سيارت في مدينة وست بروميتش القريبة. وقد نشرت شرطة "سكوتلاند يارد" ما قالت إنه المجموعة الأولى من صور التقطتها كاميرات الأمن لأشخاص يشتبه في مشاركتهم في أعمال الشغب في لندن

واعلنت سكوتلاند يارد تعلن ان إجمالي عدد المعتقلين على خلفية أحداث العنف في لندن وصل إلى 768 معتقلا.
 

ووجهت إلى مئة على الأقل تهم رسمية بالتورط في أعمال العنف بالعاصمة البريطانية ومثل 32 شخصا أمام المحكمة بتهم مثل السطو وإلحاق الضرر بممتلكات خلال الاضطرابات التي سادت في الأيام الماضية.
 

ومن بين المتهمين مصمم رسوم وطلبة جامعات وإخصائي اجتماعي متخصص في التعامل مع الشباب وخريج جامعة وشخص تقدم بالفعل بطلب للالتحاق بالجيش.
 

فيما بلغ عدد المصابين من رجال الشرطة 111 وتراوحت الإصابات بين إصابات في العين أو الرأس أو كسر في العظام بعد إلقاء المحتجين زجاجات أو طوب عليهم، أو حتى بدهسهم.
 

فيما أعلنت سكوتلاند يارد وفاة شاب عثر عليه مصابا بالرصاص في ضاحية كرويدون التي شهدت اضطرابات كبيرة.
 

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أعلن أن حكومته ستعمل كل ما هو ضروري لاستعادة النظام بعد أعمال العنف والشغب التي اجتاحت لندن ومدنا أخرى في بريطانيا خلال الأيام الماضية.
 

يذكر ان أعمال الشغب التي بدأت في شمال العاصمة البريطانية لندن السبت الماضي، قد امتدت الى أنحاء عدة من المدينة، ومدن رئيسية أخرى مثل ليفربول وبرمنغهام وبريستول.
 

واقتحم شباب يرتدون ملابس ذات اغطية للرأس ويضعون اقنعة باقتحام المراكز التجارية الكبرى ونهب كل ما تطاله ايديهم بينما تكافح الشرطة للتعامل مع حجم الاضطرابات الهائل فى العاصمة البريطانية.
 

وتم تطويق منطقة هاكني شرقي لندن، بعدما قام عدد من الشباب، مسلحين بمضارب البيسبول، بتحطيم نوافذ المتاجر.وفي إيلينج غربي لندن أفادت وفاء زيان الصحفية في بي بي سي بوقوع أعمال سلب وتحطيم متاجر بينما اشتعلت النيران في عدة مبان.
 

كما أضرمت النار في بعض العربات في حي لويشام، وتعرضت حافلة ومحل تجاري في بيكام الى إشعال النار أيضا.وانتشرت اعمال الشغب في منطقة كرويدون جنوبي العاصمة حيث اشعلت النار فى مبنى تجاري ضخم. واضرمت النيران في متجر للتجهيزات الرياضية في حي بريكستون جنوبي لندن بينما تعرضت المحلات المجاورة له للسرقة.ويقول مراسل لبي بي سي إنه يبدو ان الهجمات يتم تنسيقها عبر الهواتف النقالة.
 

وقد أعلن نائب عمدة لندن اعتقال 450 شخصا على الأقل على خلفية اعمال العنف، واكد إصابة نحو 44 من رجال الشرطة في المواجهات.وفي مدينة برمنغهام أفادت الأنباء بانتشار عناصر الشرطة وبدء حملات اعتقال إثر اندلاع أعمال شغب.
 

وقامت السلطات بنشر 1700 شرطي إضافي لمواجهة اعمال الشغب ومحاولة وقف عمليات النهب بينما استمرت حملات الاعتقال. واجتمعت وزيرة الداخلية البريطانية "تيريزا ماي" أمس الاثنين بكبار قادة الشرطة، ووصفت وزيرة الداخلية البريطانية هذه الأعمال بأنها "إجرامية".
 

يذكر أن اعمال العنف بدأت يوم السبت في حي توتنهام المتنوع الاعراق شمالي لندن، واكدت الشرطة قيام "مجموعات صغيرة متنقلة باعمال اجرامية" مستوحاة من تلك التي وقعت في توتنهام. وتواردت انباء عن اندلاع اضطرابات في مناطق اينفيلد ووالتهامستو واجزاء اخرى من العاصمة البريطانية.


"وتقول شرطة العاصمة البريطانية انها تعاملت مع عدد من الحوادث التي اتخذت صيغة "نشاطات اجرامية متماثلة" في انحاء مختلفة من المدينة.

واعلنت شرطة العاصمة أنها شرعت في اجراء "تحقيق واسع" في اعمال الشغب التي شهدها حي توتنهام وشهدت عمليات اعتداء على الناس ونهب واحراق ممتلكات عامة.
ويقوم المسؤولون عن التحقيق باستجواب العديد من شهود العيان ومراجعة ساعات من تسجيلات كاميرات المراقبة التلفزيونية في محاولة لتحديد المسؤولين عن اعمال الشغب
ويجري رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون محادثات أزمة اليوم بعد أعمال شغب ونهب واحراق استمرت ثلاث ليال على يد شبان ملثمين استهدفت المراكز التجارية في العديد من أجزاء لندن وامتدت الى ثلاث مدن أخرى.

وتشهد الاحياء في أنحاء العاصمة حملات مكثفة لازالة قطع الزجاج والطوب والزجاجات وحطام المباني بينما استعادت تعزيزات من الشرطة السيطرة على الشوارع من الشبان الذين نسقوا لعمليات نهب عبر الهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي.

وامتدت أعمال الشغب -وهي الاسوأ في بريطانيا منذ عقود- الى أحياء في أنحاء لندن كما اندلعت ممارسات مماثلة في بريستول في الجنوب الغربي وبرمنجهام في الوسط وميناء ليفربول في الشمال الغربي.

وفي حي وولويتش الفقير بشرق لندن تناثرت قطع الزجاج المهشم وتحطمت واجهات المتاجر وامتلات الشوارع بالبضائع المسروقة وتماثيل عرض الازياء.وقالت الشرطة انها ألقت القبض على 334 شخصا في لندن ونحو 100 في برمنجهام.

وفي مرحلة من المراحل قال فريق الاطفاء في لندن انه لم يعد لديه ما يكفي من سيارات الاطفاء لمواجهة الحرائق التي أشعلها مثيرو الشغب وقالت الشرطة انها استدعت 1700 فرد لمساعدة شرطة لندن على مواجهة مجموعات من اللصوص تتحرك سريعا.

وقطع كاميرون عطلته في ايطاليا يوم الاثنين ومن المقرر أن يرأس اجتماعا للجنة الازمات صباح الثلاثاء لوضع خطة تهدف لمنع حدوث المزيد من العنف والبحث في سبب اندلاع أعمال الشغب وامتدادها بهذه السرعة بشكل فاجأ السلطات.

وألقى بعض المعلقين باللوم في أعمال الشغب على تقليص الخدمات الاجتماعية نتيجة سياسة التقشف الصارمة التي تطبقها الحكومة للحد من العجز الكبير في الميزانية. كما أن النمو الاقتصادي متباطيء
والكثير من اللصوص من المناطق التي ترتفع فيها معدلات البطالة وقالوا انهم يشعرون بالتهميش داخل مجتمعهم.

وقال اي. نان وهو شاب أحاط به شبان اخرون في منطقة هاكني "ليس لدينا وظائف ولا أموال... سمعنا أن اخرين يحصلون على أشياء بلا مقابل.. فلماذا يحرموننا نحن.."

ودفع شبان في هاكني -وهي منطقة ذات مزيج عرقي وواحدة من أكثر من المناطق تضررا- صناديق قمامة محترقة في شارع في اتجاه الشرطة يوم الاثنين واخذوا يضحكون وهم يتراجعون عندما هاجمتهم الشرطة. واقتحم اخرون متجرا واستولوا على زجاجات خمر وبيرة.

ورأى عاملون في رويترز مشاهد مماثلة في وولويتش وكلابام في الجنوب وايلينج في الغرب حيث قال أحد السكان لرويترز ان نحو 150 شابا مشوا في الشارع الذي يسكن به وحطموا نوافذ السيارات في استعراض "للتخريب الاخرق".

وقال انتوني بيرنز الذي يعمل كهربائيا في هاكني "يؤسفنا للغاية أن نرى هذا... لكن هؤلاء الصبية ليس لديهم عمل.. ولا مستقبل.. والخفض (في النفقات) زاد الاوضاع تدهورا. هؤلاء الصبية من جيل اخر مختلف عنا وهم لا يأبهون بشيء."

ووصف مسؤولو الحكومة مثيري الشغب بالمجرمين وقالوا ان العنف لن يؤثر على الاستعدادات لدورة الالعاب الاولمبية في لندن 2012 لكن الصور التي عرضها التلفزيون للمباني المحترقة وأعمال الشغب ستفسد صورة العاصمة على الارجح.

وقال نيك كليج نائب رئيس الوزراء "هذه سرقة انتهازية وعنف بلا داع.. لا أكثر ولا أقل. وهذا أمر غير مقبول على الاطلاق." وقاوم كاميرون مطالب بابطاء معدل خفض الانفاق من أجل الحد من أثر ذلك على الخدمات المقدمة للشبان وغيرها من المزايا. ومن المرجح أن يتعرض لضغوط جديدة لتوفير المزيد للاحياء الفقيرة في العاصمة.

واندلعت أولى أعمال الشغب يوم السبت في حي توتنهام بشمال لندن في أعقاب مظاهرة سلمية احتجاجا على مقتل شخص على يد الشرطة بينما كانت تحاول اعتقاله يوم الخميس وأعقب ذلك يومان من النهب.
ووقعت المزيد من الاضطرابات يومي الاحد والاثنين وزادت جرأة نتيجة عجز الشرطة عن تركيز قواتها في كل نقاط الاضطراب وانتشرت أعمال النهب سريعا

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى