تغطيات

مصر .. دبلوماسية القوة الناعمة تجاه دول حوض النيل

بالدبلوماسية الشعبية تارة والرسمية تارة أخرى تحاول القاهرة فتح صفحة جديدة في العلاقات المصرية الإفريقية لدعم عمقها الاستراتيجي نحو الجنوب، والذي كان يعيش عصره الذهبي خلال الحقبة "الناصرية " إلا أن عقود التجاهل والإهمال في التعامل مع الملف الإفريقي في عهد الرئيس مبارك، قد أصابت تلك العلاقات التاريخية بالجمود.
وأكد الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الجمعة أن عصر الاحتكارات انتهى وعصر المصالح المشتركة بدأ، مضيفا أن أحدا لا يستطيع أن يمنع شعوب دول حوض النيل من التعاون المشترك والسعي لتحقيق التنمية.
وقال شرف في مؤتمر صحفي عقب جلسة المباحثات الموسعة بين الجانبين المصري والإثيوبي إنها جرت في أجواء أخوية للغاية ويجب أن نجعل الماضي ماض ونطوي صفحته ونحن ندخل إلى حاضر نعد فيه إلى المستقبل .. مشيرا إلى أنه تمت مناقشة قضايا مهمة وكلها مبنية على أمور لم يتم التواصل فيها من قبل تركزت بشكل أساسي على زيادة التواصل والتعاون المشترك في كافة المجالات خلال جلسة المباحثات التي استمرت نحو الساعة.
وحول موضوع ملف المياه تساءل شرف "هل يعقل أن تكون مصر وإثيوبيا باعتبارهما أقدم حضارتين ويربط بينهم واحد من أهم أصول الدنيا وهو نهر النيل ثم نقلصها في إشاعات تقول إن المصريين لا يريدون لإثيوبيا أن تعمل خطط تنمية وأن المصريين يشكون أن إثيوبيا تريد منع المياه عنهم ونفى الدكتور شرف هذا الكلام نفيا قاطعا وسوف نبدأ فورا في دراسة بعض المقترحات لبحث موضوعات المتعلقة بالتعاون المشترك بين البلدين".
وأضاف أنه وجه الدعوة إلى رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي لزيارة مصر قريبا والذي وعد بتلبيتها في أقرب وقت ممكن لاستكمال ما تم الاتفاق عليه خلال محادثاتهما اليوم.
وأوضح شرف أن العلاقات ليست حل المشاكل وإنما هي وضع خطط تنمية شاملة بما يفيد مصلحة البلدين والشعبين، مضيفا "إننا نتحدث عن منطقة حباها الله بالكثير من الموارد الطبيعية".
وأكد عصام شرف ضرورة عدم الانسياق إلى المحاولات الرامية إلى توسيع الخلافات والمشاكل ، مشددا على أن يكون هناك خطة تعاون شاملة متكاملة لتذويب كل المشاكل.
ونوه بقرار رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي تأجيل التصديق على الاتفاقية الإطارية التعاونية لدول حوض النيل وتشكيل لجنة مشتركة من خبراء مصر وإثيوبيا والسودان وآخرين من الخبراء الدوليين ومن نراه لدراسة سد الألفية (النهضة) المزمع إقامته على النيل الأزرق.
وقال إن الجانب المصري أبدى حسن نواياه تجاه تلك المبادرة واستعدادنا للمساهمة في كل مشروعات التنمية في إثيوبيا والتي تعتمد بشكل أساسي على الطاقة وطالما لم تضر بمصالحنا المصرية.
من ناحية اخرى اختتم الدكتور شرف زيارة الى اوغندا اتفق خلالها على تنفيذ عدة مشروعات مشتركة بين البلدين وتتضمن اتفاقية فى مجال البحث العلمى حيث تقدم مصر بمقتضاها عددا من المنح الدراسية للطلاب الأوغنديين فى الجامعات المصرية والاستفادة من مدينة زويل العلمية التى سيتم الإعلان عنها الأسبوع المقبل وستقدم خدماتها البحثية والعلمية للقارة الأفريقية.
وتم الاتفاق على التعاون في مجال النقل والسكك الحديدية من خلال ربط مصر بجوبا وأوغندا حتى جنوب أفريقيا على أن يتم تنفيذ المشروع خلال عام.
واتفق الجانبان أيضا على تنفيذ مشروع لبناء عدد من السدود الصغيرة فى أوغندا لتوليد الكهرباء والطاقة وحصاد مياه الأمطار إضافة إلى حفر مائة بئر جوفية لتوفير مياه الشرب لأهالى القرى المحرومة من المياه هناك بتكاليف تصل إلى 4.5 مليون دولار.
صرح بذلك الدكتور أحمد السمان المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء فى أديس أبابا موضحا أن الاتفاق تم خلال المباحثات التى أجراها الدكتور شرف مع الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى عقب انتهاء مراسم تنصيبه لفترة رئاسية جديدة.
وقال السمان "إن الدكتور شرف سلم أمس رسالة من المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى الرئيس الأوغندى عبر فيها عن خالص تهنئة الشعب المصرى والحكومة والمجلس العسكرى له لتولى فترة رئاسة جديدة وأمنياتهم بتحقيق آمال شعبه العظيم فى التقدم والازدهار والتعاون المشترك بين البلدين فى شتى المجالات".
وأضاف "أن المباحثات جرت فى جو ودى للغاية واستمرت نحو الساعة ونصف ساعة وأن رئيس الوزراء وجه دعوة إلى الرئيس الأوغندى لزيارة مصر كما وجه الرئيس الأوغندى دعوة للمشير طنطاوى لزيارة أوغندا".
ووعد موسيفينى بأنه سيزور القاهرة والأقصر ومعبد الكباش قريبا مشيدا بعمق الحضارة الفرعونية.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى