فشل زعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في تحقيق أي انفراجة اليوم الأحد لإنهاء مناوشات حدودية أسفرت عن سقوط قتلى بين تايلاند وكمبوديا والتي طغت على القمة الإقليمية المنعقدة في جاكرتا التي كان من المفترض أن تستعرض التقدم نحو التكامل الاقتصادي بين دول المنطقة.
وسلطت الاشتباكات بشأن معابد هندوسية في مناطق متنازع عليها الضوء على التوترات بين بلدان في الرابطة والتي يمكن أن تحبط خططا لإقامة مجموعة اقتصادية موحدة بحلول عام 2015 وكشفت أيضا عجز الرابطة فيما يبدو عن التعامل مع الخلافات.
وسعت اندونيسيا التي تستضيف القمة رقم 18 لآسيان للتوصل إلى اتفاق يحول دون أن يفسد النزاع الحدودي بين البلدين الاجتماع. لكن كل ما تحقق في النهاية هو إعلان من باب حفظ ماء الوجه عن أن وزيرا خارجية تايلاند وكمبوديا سيبقيان يوما آخر في جاكرتا لإجراء مزيد من المحادثات.
وقال رئيس الوزراء الكمبودي هون سين في مؤتمر صحفي أعلن فيه عن الجولة الإضافية من المحادثات "لم آت إلى هنا لشن حرب كلامية." وأجرى الجانبان محادثات أكثر من مرة خلال الأسابيع القليلة الماضية لكن دون التوصل إلى حل للاشتباكات التي أسفرت عن سقوط 18 قتيلا منذ ابريل نيسان.
وتضم آسيان دولا ذات نظم شمولية وأخرى حديثة العهد بالديمقراطية ومن سياساتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء ولذلك فقد واجهت صعوبات في حل النزاع الحدودي بين البلدين الذي على الرغم من أنه يبدو في ظاهره وكأنه نزاع على معابد قديمة فإن الدافع وراءه عوامل سياسية داخلية لدى البلدين.
وقال رئيس الوزراء التايلاندي أبهيسيت فيجاجيفا لرويترز على هامش القمة إنه سيخوض انتخابات في الثالث من يوليو تموز. ومع اقتراب الانتخابات تأتي القضية الحدودية من بين القضايا التي يمكن أن يحاول استغلالها لحشد التايلانديين وراءه. ولن يتطلع حتما إلى تقديم أي تنازلات من شأنها التسبب في فقدانه الأصوات.
ويصر أبهيسيت على أن تايلاند تريد السلام ولا تتطلع لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال في مؤتمر صحفي "لابد أن يكون الهدف النهائي هو تحقيق سلام دائم حتى يتسنى لشعبينا أن يعيشا في سلام جنبا إلى جانب على امتداد الحدود التايلاندية الكمبودية." لكنه ألقى باللوم في التوترات الحدودية بالكامل على كمبوديا مما عزز الشكوك فيما إذا كان اليوم الإضافي من المحادثات غدا الاثنين سيحقق أي شيء.
ويثير النزاع الحدودي بين البلدين استياء دول أخرى في آسيان.
وقال الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانج يودويونو لزعماء المنطقة خلال القمة "من المهم للغاية أن نتماسك" مضيفا أن أمام المجموعة تحديات هائلة.
وفي مكان قام على حراسته المئات من افراد الشرطة والجيش بسبب مخاوف من هجمات انتقامية من إسلاميين في اندونيسيا عقب مقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة يناقش الزعماء ايضا التحديات الأمنية مثل إمدادات الغذاء والطاقة.
وتضم الرابطة دولا تمتد من اندونيسيا الغنية بالنفط والغاز وماليزيا وبروناي وفيتنام وتايلاند أكبر مصدر للارز في العالم الى سنغافورة المركز التجاري وكمبوديا والفلبين اللتين تواجهان ندرة الموارد وميانمار ولاوس اللتين تعانيان من الفقر.