تغطيات

ترحيب عراقي وعربي بمبادرة خادم الحرمين لرعاية مصالحة وطنية عراقية

في وقت تواصلت فيه ردود الافعال المحلية والعربية ازاء دعوة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لاجتماع قادة العراق السياسيين في الرياض وبرعاية الجامعة العربية لبحث أزمة تشكيل الحكومة، نفى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وجود اية شروط مسبقة للمشاركة، مؤكدا عدم تحفظ الرياض على تولي اية شخصية رئاسة الوزراء. فيما رحبت القائمة "العراقية" التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي بالمبادرة ، أعلن كل من "التحالف الوطني" و"الائتلاف الكردستاني" التزامهما مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني مع "اعتزازهما" بمبادرة خادم الحرمين.
الى ذلك، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، أن بلاده "ليس لها تحفظ" على اختيار رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، لولاية جديدة، في حال اتفق على ذلك قادة القوى السياسية العراقية الذين سيلبون دعوة الرياض للقاء تشاوري يعقد في العاصمة السعودية بعد الحج، بهدف حل أزمة تشكيل الحكومة المستمرة منذ أشهر.
ونفى الفيصل إمكانية دعوة أي طرف أجنبي من جانب السعودية لحضور اللقاء، وذلك ردا على سؤال حول فرص حضور مندوب عن طهران إلى الاجتماع المرتقب، ونفى، في مؤتمر صحفي خصصه لشرح المبادرة السعودية، ما تردد عن وجود تنسيق مسبق بين الرياض ودمشق أدى للدعوة إلى اللقاء.
وذكر الفيصل أن الدعوة "تستند لقرارات الجامعة العربية،" مؤكدا أن السعودية ترغب في التشديد على "احترام سيادة العراق، وتأكيد عدم التدخل في شؤونه لأي طرف، واحترام إرادة شعبه بكافة مكوناته."
وأضاف أن العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، "يتمنى أن تثمر المبادرة عن نتائج إيجابية تخرج العراق من أزمته السياسية بتشكيل الحكومة وتحقيق الاستقرار."
ولدى سؤاله حول احتمال غياب طرف ما عن الحوار، وإمكانية اعتباره الطرف المعرقل للتسوية في العراق، قال الفيصل إن ذلك "سابق لأوانه."
وأضاف: "المرتكز الأساسي للقضية هو إرادة العراقيين، والإخوة في العراق دائما ما يسألون أين الجهد العربي، ونحن نقول ها هو الجهد العربي، لأن المبادرة تحت إشراف الجامعة العربية، ونحن نقدم فقط الموقع الهادئ الذي يمكن فيه النقاش والتباحث."
وعند سؤاله حول الموقف الذي قد تتخذه السعودية فيما لو اتفقت الأطراف العراقية على اختيار المالكي لولاية جديدة، في إشارة للفتور في العلاقات بينه وبين الرياض، قال الفيصل: "الخيار للعراقيين فيما يرونه، ولا اعتراض على ما سيختارونه، وليس لدينا تحفظ حول أحد."
وعن إمكانية دعوة مراقبين إيرانيين أو أجانب لحضور اللقاء العراقي قال الفيصل: "لن يكون هناك مراقبين من أي طرف، ولكن إن طلب العراقيون ذلك فيمكن لهم تحديد من يريدون، ولكن من جانبنا فنحن ليس لدينا نية لدعوة أحد."
ونفى الفيصل ما قاله رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، حول وجود تنسيق مباشر بين العاهل السعودي والرئيس السوري، بشار الأسد، مهد لدعوة العراقيين للقاء، فقال: "المبادرة خرجت من عند العاهل السعودي الذي أطلع الرؤساء العرب عليها. أما ما قيل عن تنسيق مسبق، فيمكن سؤال السيد بري عنه."
وسعى الفيصل إلى طمأنة الأكراد الذين تحفظوا على المبادرة السعودية، فقال إن خطوة الرياض لا تتعارض مع مبادرة رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، الذي دعا إلى طاولة مستديرة تجمع مختلف الأطراف في أربيل.
وكانت دعوة العاهل السعودي لاستضافة مباحثات عراقية، برعاية جامعة الدول العربية، لإيجاد مخرج للمأزق السياسي لتشكيل حكومة منذ انتخابات مارس الماضي، قد قوبلت بردود أفعال متفاوتة في بغداد، إذ أبدت قائمة العراقية دعمها للدعوة، ورفضها ائتلاف المالكي والأكراد.
وكان العاهل السعودي، قد دعا، لاستضافة مباحثات تشارك فيها كافة الأحزاب السياسية في العراق، في العاصمة السعودية، الرياض، لإيجاد مخرج للمأزق السياسي إثر تعثر تشكيل حكومة بعد أكثر من سبعة أشهر من الانتخابات البرلمانية.
ودعا الملك عبد الله، في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، الرئيس العراقي جلال طالباني، وجميع الأحزاب العراقية التي شاركت في الانتخابات والفعاليات السياسية للاجتماع بعد موسم الحج وتحت مظلة جامعة الدول العربية للسعي لإيجاد حل لتشكيل الحكومة العراقية.
ارتياح عراقي...
في غضون ذلك، اعربت القوى السياسية العراقية عن ارتياحها الى دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى اجتماع في الرياض لحل ازمة تشكيل الحكومة المتفاقمة، لكن بعضها لم يعلن موقفا نهائيا منها في انتظار اجراء مزيد من المشاورات في شأنها.
وبينما أيدت "القائمة العراقية" المبادرة، معتبرة رفضها "مؤشرا إلى الموقف الايراني من المملكة العربية السعودية". أعلن المجلس الاعلى انه سيتعامل معها بايجابية، لكن كتلتا "التحالف الوطني" و "الكردستاني" اعلنتا التزامهما مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني مع «اعتزازهما» بمبادرة خادم الحرمين.
وأكد بيان مشترك لإئتلاف المالكي والقائمة الكردستانية ان «القيادات السياسية في العراق تلقت مبادرة خادم الحرمين الشريفين بهدف تشكيل الحكومة بروح الاعتزاز والحرص من المملكة العربية السعودية على الاوضاع في العراق. واننا نعبر عن تقديرنا لهذا الاهتمام السعودي بالاوضاع في العراق».
وأضاف البيان الذي تلاه حسن السنيد عن «ائتلاف دولة القانون» ان «قادة العراق يواصلون اجتماعاتهم الخاصة بحسب مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني للوصول الى حكومة الشراكة الوطنية».
وزاد ان «نتائج الاقتراع افرزت قوائم وهناك تحالفات بسبب تقارب برامج هذه الائتلافات وتقترب هذه الكتل من الانسجام لتشكيل الحكومة».
وقال النائب الكردي محمود عثمان لصحيفة «الحياة» السعودية: «قررنا حاليا الاستمرار في مبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني وجمع قادة الكتل في اجتماعات مستمرة للوصول الى حلول ممكنة قبل عيد الاضحى المقبل».
وأضاف «هناك تقارب جيد» بين «التحالف الكردستاني» و «التحالف الوطني ربما يتبلور خلال الايام المقبلة وهناك حوار مع العراقية والمجلس الاعلى ونرى ان كثيرا من الاطراف العراقية غير مستعدة حالياً لقبول مبادرة العاهل السعودي».
 

علاوي يرحب...
في غضون ذلك، رحبت قائمة «العراقية» بدعوة العاهل السعودي ووصفتها بـ"الإيجابية".
وقال علاوي في تصريح صحافي، قائمة العراقية ترحب بهذه الدعوة الكريمة خاصة أنها تأتي تحت مظلة الجامعة العربية، وأعتقد أن هذه مبادرة إيجابية وكريمة من خادم الحرمين الشريفين، وباعتقادي أنها ستصب في تدعيم مبادرة الأخ مسعود البرزاني وصولا إلى تشكيل حكومة شراكه وطنية. ونوه بدور السعودية الإيجابي في تدعيم العراق وشعبه حتى في أيام المعارضة أيام النظام السابق، ولافتا إلى أن المملكة كانت أول دولة تدعم إقامة حكومة وطنية في العراق.
ودعا علاوي القوى السياسية إلى مباركة ودعم هذه المبادرة لاسيما أن العراق عضو مؤسس للجامعة العربية، وأن هذه المبادرة فرصة لا تعوض، وأرى أن هناك إلى الآن تجاوبا إيجابيا معها.
بدوره، رحب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بمبادرة ملك السعودية داعيا الفرقاء السياسيين الى عدم تفويت الفرصة.
ومن جهته قال عضو تحالف الوسط عن ائتلاف وحدة العراق شعلان عبد الجبار الكريم، إن نواب ائتلافه يرحبون بالمبادرة السعودية التي دعا فيها الملك عبد الله بن عبد العزيز الكتل النيابية العراقية إلى الاجتماع في المملكة من أجل بحث تشكيل الحكومة.
ومن جانبه، رحب رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني الدكتور صالح المطلق في تصريح إلى «وكالة الأنباء السعودية» بالمبادرة، وقال: «إن هذه الدعوة جديرة بالاحترام والتقدير من أطياف الشعب العراقي كافة، لأنها تفتح الأمل لإنهاء مآسي الشعب العراقي التي مازالت مستمرة منذ عام 2003».
فيما وصف المستشار الإعلامي لرئيس «المجلس الأعلى» باسم العوادي تعامل كتلته بـ «الإيجابي مع أي مبادرة تطرح لحل الازمة العراقية حال اكتمال تفاصيل تلك المبادرة ومنها مبادرة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز».
 

الكويت ترحب...
رحبت دولة الكويت بالمبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بدعوة الأحزاب العراقية الى اجراء محادثات في الرياض بهدف التوصل الى تشكيل الحكومة العراقية،
وأعرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح عن دعم دولة الكويت لهذه الدعوة «التي تترجم الدور المسؤول الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية تجاه استقرار العراق ووحدته كما تعكس حرص خادم الحرمين الشريفين على تعزيز الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة» متمنيا أن يكتب لها النجاح في تحقيق أهدافها المرجوة.
واكد الشيخ محمد أن هذه الدعوة «تأتي تعبيرا عن مشاعر القلق لدى المملكة ودول المنطقة من جمود الوضع السياسي في العراق وما قد ينجم عنه من تداعيات خطيرة على الأمن الاقليمي كما تأتي استجابة لآمال وتطلعات دول الجوار في مساعدة العراق الشقيق للخروج من هذا المأزق».
 

دعم خليجي وعربي...
اقليميا، وصف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية المبادرة السعودية بالمهمة وتعبر عن الدور الريادي للقيادة السعودية لدعم الأمن والاستقرار في المنطقتين العربية والإسلامية. وشدد على أن العراقيين بكل أطيافهم مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالعطاء والتضحية من أجل عراق آمن ومستقر.
بدوره، أشاد الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلي في بيان له “بحكمة هذه المبادرة وبعد نظر للملك عبدالله بن عبد العزيز وسعيه المتواصل لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية وحرصه على الحفاظ على وحدة العراق ودعم الشعب العراقي بكل طوائفه ومكوناته” . ووصف أوغلي مبادرة العاهل السعودي بأنها مبادرة “خيرة”
كذلك، أعلنت الإمارات العربية دعمها الكامل للمبادرة في بيان، دعا فيه وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «جميع الأحزاب والفعاليات للتجاوب، مشددا على ان السعودية "حريصة على توحيد الصف وإبعاد شبح الخلافات".
من جانبه، رحب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بدعوة العاهل السعودي، وأعرب عن أمله بأن تسهم هذه المبادرة في تشكيل الحكومة وتحقيق طموحات الشعب العراقي وتحفظ وحدته الوطنية.
وناشد جميع الأطراف العراقية الاستجابة لدعوة العاهل السعودي وتغليب مصلحة العراق على مصالحها الذاتية للخروج من هذه الأزمة السياسية وتداعياتها الخطيرة
من جانبه، ثمن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الخطوة، واصفا إياها بــ "دعوة خير تستهدف توحيد الصف وإبعاد الخلافات وتأثيرها في الساحة العراقية". وأشار إلى ما أكده خادم الحرمين من تأييد ومؤازرة لكل ما يتفق عليه القادة العراقيون من دون تدخل خارجي، مؤكدا أهمية مواصلة الجهود الرامية إلى تأكيد المصالحة الوطنية .
فيما اعتبر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ان «هذه الدعوة تضع الحلول لقضايانا العربية الشائكة في إطارها الصحيح، اي في الإطار القومي المطلوب، ونحن في لبنان سنكون في طليعة المؤيدين لها ومباركتها على كل صعيد».

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى