تغطيات

الملتقى الدولي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني في دمشق

دمشق / افتتح وزير الاعلام السوري محسن بلال فعاليات الملتقى الدولي للتدريب الاذاعي والتلفزيوني بعنوان واقع وآفاق التدريب الإذاعي والتلفزيوني الذي يقيمه اتحاد إذاعات الدول العربية والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بحضور وزراء الإعلام التونسي أسامة رمضاني والسوداني كمال عبيد واليمني حسن اللوزي وذلك على مدرج المركز العربى للتدريب الإذاعي والتلفزيوني بدمشق.
وأكد الوزير بلال في كلمة له مسؤولية الإعلام العربي في الدفاع عن القضايا العربية العادلة وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإنسان العربي أمام الراي العالمي مشيرا إلى أن الإعلام العربي أمام تحد في تعريف وإقناع العالم بأننا رقم صعب لايمكن لاحد تجاوزه وبأننا رواد علم وعمل وحضارة وأخوة وتسامح.

وقال وزير الإعلام إن التحدي مفتوح والقضية واضحة والإعلام العربي مكلف بالدفاع عن القضية العربية المحورية الشاملة لنا جمعيا وهي قضية فلسطين وفضح فظاعة الاحتلال وسياسات التهويد والاستيطان والطرد بحق الشعب العربي الفلسطيني وكشف ادعاءاته في المحافل الدولية والرد عليها بانه لا بديل عن الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وعودة الحق لأصحابه مضيفا أنها رسالة الإعلام العربي واما ان ننتصر بها او نفشل.
وأكد الوزير بلال أن القضية الفلسطينية هي قضية كل إنسان ينشد الحرية وحق تقرير المصير وهو حق مشروع تدعمه كل القرارات الدولية مشيرا إلى أن إسرائيل تحتل الأرض وتنتهك كل الأعراف والشرائع السماوية بينما أصحاب الحق يدانون ويعاملون على أنهم مشكلة ينظر بها.


وقال إن الإعلام مرشح ليبين للجميع حقوقنا وأن هذه الحقوق غير قابلة للتصرف وهي استعادة كامل الأراضى العربية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 بما فيها الجولان السورى المحتل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق عودة اللاجئين إلى وطنهم وديارهم.
وأشار الوزير بلال إلى سعي سورية الدائم لتعزيز التضامن العربي والعمل العربي المشترك ومواجهة مخططات الهيمنة والتفتيت التي تحاول النيل من السيادة الوطنية للدول العربية مؤكدا موقف سورية الداعم لوحدة السودان أرضا وشعبا وكذلك اليمن والحفاظ على استقرارهما.
ولفت الوزير إلى أهمية الملتقى في كونه يتناول موضوعا جوهريا في الارتقاء بوسائل التدريب وتاهيل الكوادر الإعلامية في الإذاعة والتلفزيون وانعكاس ذلك إيجابا على مصداقية المعلومة والصورة والارتقاء بها إلى مستوى افضل بما يواكب التطورات المتسارعة في هذا الميدان مؤكدا على أن نقل الصورة الحقيقية والموضوعية لحضارتنا وما تزخر به من إرث إنساني هو أمانة في أعناق الإعلاميين.
وأكد استعداد وزارة الإعلام لوضع كل الإمكانيات اللازمة في إنجاح الملتقى بهدف الوصول إلى إعلام مسؤول وفعال يتبنى القضايا العربية ويدافع عنها بكل الوسائل المسموعة والمرئية والمقروءة والدراما.


بدوره أشار رمضاني وزير الاتصال التونسي إلى أن الملتقى يشكل رهانا حيويا بالنظر إلى التطورات التكنولوجية والمجتمعية والعالمية التي لا يمكن إغفال تأثيرها على المشهد السمعي البصري في الوطن العربي وأنه لا بد من مواكبة هذه التحولات بكل وعي ومسؤولية في عالم مفتوح تغيرت فيه الوسائل وتكثفت فيه القنوات الإذاعية والتلفزيونية.
ولفت الوزير رمضاني إلى ضرورة مراجعة أساليب التعاون بين الدول العربية من أجل إبراز الصفحات الناصعة من تاريخنا المشترك وأوجه تطور شعوبنا ومجتمعاتنا قائلا ليس قدرا محتوما علينا أن يشكل الآخر صورتنا بما يستجيب لرؤاه ومصالحه هو وليس قدرا محتوما أن تكون العولمة ظاهرة لا تشملنا منها سوى انعكاساتها السلبية.
وأضاف أننا مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى توظيف ما تتيحه وسائل الإعلام والاتصال من إمكانيات من أجل التعبير عن أولويات مجتمعنا وتقديم الصورة الحقيقية لواقعنا من خلال إعلام يبني ولا يهدم .. يجمع ولا يفرق.. ينشر الحقيقة لا الأوهام ..وإعلام يرفع تحديات أمتنا العربية ولا يلهينا عنها لافتا إلى ضرورة مواكبة تطلعات الشباب باعتباره أكثر الفئات استهلاكا للمادة الإعلامية وتفاعلا معها وذلك باستغلال تكنولوجيا الاتصال الحديثة لنشر قيم الحداثة والمواطنة والتمسك بالهوية الحضارية والانفتاح على الآخر.
وأشار الوزير التونسي إلى المقاربة التي انتهجتها تونس في مجال الإعلام ودوره في مواكبة ما وصل إليه المجتمع من نضج ووعي وفتح المجال أمام المبادرات والاستعداد لتطوير منظومة البث الرقمي بما يسمح بإطلاق 12 قناة تلفزيونية رقمية لافتا إلى أن التحديات التي تواجه الإعلام العربي تدعو إلى تكثيف الجهود للارتقاء بالعمل الصحفي الذي يشكل التدريب موضوع الملتقى أهم روافدها وكذلك بالنسبة إلى المضامين التي ينتجها العاملون في هذا القطاع.
من جانبه أوضح صلاح الدين معاوي المدير العام للاتحاد أن التدريب شكل إحدى الأولويات بالنسبة للاتحاد في الحقلين الإذاعي والتلفزيوني بالنظر إلى ما يكتسبه هذا القطاع الاستراتيجي من دور كبير في مساعدة مؤسسات الإذاعة والتلفزيون العربية على مواكبة التطورات المتلاحقة التي تطرأ على المشهد الإعلامي مشيرا إلى إسهام المركز في تنمية مهارات العاملين بالهيئات الأعضاء وتمكينهم معرفيا وتكنولوجيا في القطاع الإعلامي السمعي والبصري بما يسهم في الارتقاء بادائهم في انشطتهم البرامجية والإخبارية والهندسية والمعلوماتية.
وأشار إلى أن الاتحاد يؤكد حرصه عبر أجهزته الفنية ولجانه الدائمة وهيئاته الأعضاء على توفير الظروف الموضوعية والمادية الملائمة لمركز التدريب كبيت خبرة عربية بما يؤهله للقيام بوظائفه التدريبية على أحسن الصيغ والمناهج وفق المعايير المهنية العالمية والمواصفات التقنية المطلوبة وذلك بدعم المركز بالكادر الكفء والتجهيزات الحديثة متيحا للمتدربين من مختلف أرجاء الوطن العربي التعاطي بيسر مع كل ماهو جديد ويكسبهم المهارات اللازمة لذلك أعرب معاوي عن أمله بأن يشكل انعقاد الملتقى انطلاقة جديدة لمسيرة التدريب التي يتحمل أعباءها المركز العربي بدمشق ورسم معالم طريق أكثر جدوى لمستقبل هذا القطاع الحيوي نظرا لأهميته في تطور الهيئات الإذاعية والتلفزيونية العربية.


بدوره أشار طالب قاضي أمين مدير المركز إلى أن المركز يواظب على تنفيذ دوراته التدريبية البرامجية والهندسية منذ ثمانية وعشرين عاما لرفع مستوى الاداء المهني للعاملين في الهيئات الاذاعية والتلفزيونية العربية اعضاء الاتحاد وتعريفهم بالتطورات التقنية والفنية للعمل الاذاعي والتلفزيوني لمواكبة ما يشهده قطاع الاعلام عموما في قسميه البصري والسمعي من قفزات متسارعة من النمو والتطور في مجالاته كافة.
وأوضح أن المركز يسعى إلى توسيع نشاطاته ومواكبة آخر التطورات في العمل الإذاعي والتلفزيوني بالتعاون مع الهيئات التدريبية العربية والأجنبية مشيرا إلى أن الملتقى يسعى إلى وضع استراتيجية عربية تدريبية تضع الأسس لعمل تدريبي إعلامي متكامل يخدم تطوير العمل الإعلامي العربي عبر ترجمتها إلى برنامج تنفيذي تفصيلي يكون مرشدا في العمل التدريبي المتواصل.
كما حضر الافتتاح الدكتور رياض نجم رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية ورياض صلاح المدير العام للاتحاد وعدد من المديرين العامين لهيئات الإذاعة والتلفزيون في الوطن العربي وعدد من السفراء المعتمدين بدمشق ومديرو المراكز التدريبية العربية إضافة إلى مجموعة كبيرة من الخبراء الإعلاميين العرب والأجانب العاملين في أهم معاهد التدريب والمؤسسات الإعلامية العربية والأجنبية.
ويناقش المشاركون في أعمال الملتقى وعلى مدى ثلاثة أيام عدة محاور منها واقع العمل وآلياته والتعاون مع الهيئات والمراكز التدريبية الأخرى وواقع وتجربة مراكز التدريب العربية وعرض نتائج دراسة احتياجات التدريب العربي.
إلى ذلك تابع الملتقى أعماله بمحاضرة للمدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية صلاح الدين معاوي أشار فيها إلى اهتمام الاتحاد بتدريب وتأهيل الكوادر البشرية العاملة في هيئاته الإذاعية والتلفزيونية لافتا إلى ما يوفره الملتقى من فرصة سانحة لإلقاء الضوء على الدور الذي ينهض به الاتحاد من خلال المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني بدمشق.
وأكد معاوي دور الهيئة الاستشارية لدى مركز التدريب من الخبرات العربية والأجنبية المتخصصة لتتولى إجراء تقييم دوري لنشاط المركز واقتراح مشاريع الخطط التدريبية المستقبلية وإرساء نظم اختبار المتدربين وتقييم مردودهم واستشراف تطور القطاع الإذاعي والتلفزيوني على المستوى البرامجي والهندسي والتقني واقتراح الإستراتيجية التدريبية للمركز وتقييم برامج التدريب التي تولى المركز تنفيذها.
ولفت معاوي إلى تزايد عدد القنوات التلفزيونية الفضائية بشكل مستمر وبلوغ عددها إلى 722 قناة تلفزيونية في المنطقة العربية مؤكدا الحاجة إلى مواكبة برامج التدريب لاحتياجات العاملين في تلك القنوات وخاصة القنوات التابعة لهيئات اذاعية وتلفزيونية حكومية وبذل جهود إضافية لتعزيز قدراتها للإمساك بناصية التكنوجيات الحديثة التي استقدمتها للنهوض بالإنتاج كما ونوعا وتلبية رغبات المتلقي.
ودعا معاوي إلى وضع إطار قانوني يدعم التدريب وتطوير المهارات في الميدان السمعي البصري وإلى المزيد من الحوار والتنسيق بين مؤسسات التعليم العالي والهيئات الإذاعية والتلفزيونية لتحديد الاختصاصات والمهارات المرتقبة وتزويد سوق العمل بالكفاءات اللازمة ومساعدة القطاع الحكومي في عملية التدريب عبر تعزيز ميزانيات التدريب وتقديم خدمات التدريب إلى أطراف خارجية وإنشاء صناديق ممولة من القطاع العام والخاص مدعومة من الدولة لتنشيط وتطوير التدريب.
واستعرض المدير العام للمركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني طالب قاضي أمين واقع العمل في المركز العربي للتدريب حيث لفت إلى التطور المتسارع في عالم التكنولوجيا والاتصالات ما جعل الفنيين والتقنيين العاملين في التلفزيونات العربية بحاجة ماسة ودائمة للتعرف على تلك التقنيات وتزويد المتدربين العرب بالمعارف وتدريبهم على آخر التطورات التقنية للاستفادة منها في العمل اضافة إلى ربط المعلومات النظرية بتدريبات عملية وبين أن المركز يستند في عمله إلى دعم الهيئات الإذاعية والتلفزيونية الأعضاء في الاتحاد لعمل المركز وتطوير أداء العاملين فيه لرفع مستوى الدورات التأهيلية والتدريبية التي ينظمها المركز.
واعتبر أن نتائج هذا الملتقى ستعتمدها إدارة المركز من أجل تطوير آليات العمل وقواعده إضافة إلى تنفيذ الرؤى الموضوعة من قبل الاتحاد واللجنة الاستراتيجية للمركز بما يساعد على رفع مستوى الدورات التدريبية وزيادة عددها وإغناء مضمونها لما فيه فائدة للهيئات الأعضاء في اتحاد إذاعات الدول العربية.
وقدم محمد منطارة من تونس عرضا لعمل المركز الأفريقي لتدريب الصحفيين والاتصاليين في تونس مشيرا إلى تميز عمل المركز على مستوى المغرب العربي في الدورات التي يقدمها في المجالات الإذاعية والتلفزيونية والتحرير الصحفي مؤكدا سعي المركز إلى تطوير تجهيزات التدريب والتعاون مع مراكز التدريب الإقليمة والدولية والاستعانة بالخبرات المتوفرة لتطوير قدرات العاملين في الحقل الإعلامي.
بدوره أشار سفيان نابلسي من الأردن إلى ما يقدمه مركز التدريب الإعلامي في بلاده من دورات برامجية وهندسية وإدارية وإخبارية وندوات وحلقات دراسية بالتنسيق مع الوزارات المختلفة والجامعات مبينا أن المركز خرج من إطار التدريب النظري إلى التدريب العملي المباشر على أرض الواقع والاستعانة بتقنيات وظروف العمل نفسها خلال عملية التدريب وذلك بهدف الوصول إلى نتائج عملية يتم من خلالها تقييم أداء المتدربين.
ولفت عادل نور الدين من مصر إلى وجود العديد من المعوقات التي تواجه التدريب الإعلامي في العالم العربي كالافتقار إلى ثقافة التدريب من بعض القيادات وعدم ارتباط التدريب بالمسار الوظيفي والترقيات ووجود مراكز تدريب شكلية وعدم وجود محاضرين ومربين ومشرفين مؤهلين للقيام بعملية التدريب أو إدارتها إضافة إلى عدم وجود كيان عربي يجمع المؤسسات الإعلامية ليتبادلوا الأفكار في مجالات تطوير التدريب.
وأعلن نور الدين من خلال الملتقى إطلاق ملتقى التدريب العربي داعيا كافة الجهات المهتمة في الدول العربية إلى دعم هذا الملتقى للمساهمة في خدمة التدريب في المنطقة العربية.
من جهته بين عبد العزيز الحر مدير مركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير إلى إتباع محطة الجزيرة منهجا مختلفا في التدريب حيث لا يتجاوز منهاج الدورات النظري 20 بالمئة فيما يتم التركيز على التدريبات العملية بنسبة 80 بالمئة والاستعانة بمن يعملون بمحطة الجزيرة أنفسهم وبالتجهيزات نفسها مؤكدا سعي المركز إلى تطوير قدراته وتجهيزاته.
ودعت مانيل كوري من المعهد الآسيوي الإذاعي إلى ضرورة تحديد الفجوات في مهارات العمل ووضع جدول لاحتياجاتهم وسلم أولويات واضح ومكثف لتحديد موضوعات التدريب والاستعانة بالخبرات المتوفرة في المؤسسات الإعلامية لتعريف المتدربين بالبرمجيات والتجهيزات الحديثة.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى