الأمم المتحدة - قال مسؤولون في الأمم المتحدة إن بان جي مون الأمين العام للمنظمة الدولية سيعلن اليوم الأربعاء عن خطة بقيمة 40 مليار دولار لإنقاذ أرواح 16 مليون امرأة وطفل على مدار السنوات الخمس المقبلة.
وتهدف هذه الخطة إلى إحراز تقدم على صعيد قطاع صحة الأم والطفل وهو أحد قطاعات أهداف الألفية للتنيمة التي تسير ببطء وهي الأهداف التي وضعتها الأمم المتحدة قبل عشر سنوات.
وأعلنت هذه الخطة في آخر أيام قمة للأمم المتحدة لتسريع التقدم على صعيد أهداف الالفية الثمانية التي تسعى أيضا إلى تقليل معدلات الفقر ومكافحة الأمراض.
وقال روبرت أور المساعد البارز لبان لرويترز "إنها المرة الأولى التي نرى فيها اتفاقا جماعيا على كيفية التعامل مع صحة المرأة
والطفل" مضيفا أن الخطة ستلقى تأييد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعددها 192 دولة.
وقال بيان للمنظمة الدولية إن حكومات ومؤسسات وشركات ومنظمات غير حكومية تعهدت بتقديم 40 مليار دولار.
وعن هذه الأموال قال مسؤولون بالأمم المتحدة إن ما يقرب من 27 مليار دولار منها أموال جديدة أعلنت عنها حكومات مشيرين إلى أن باقي المبلغ أعلن عنه بالفعل منذ الكشف لأول مرة عن خطط بشأن "الاستراتيجية العالمية لصحة المرأة والطفل" في إبريل نيسان.
وأضافوا أن 8.6 مليار تقريبا ستأتي من دول ذات دخل منخفض. وتقول الأمم المتحدة إن الاستثمار في مجال صحة المرأة والطفل يقلل من الفقر ويحفز النمو الاقتصادي.

وتضمن البيان قائمة تضم 40 دولة متقدمة ونامية تطبق سياسات صحية جديدة وتزيد من التمويل. ولم يتضح بعد حجم الأموال التي سيتم انفاقها محليا وحجم الأموال التي سيتم التبرع بها في صورة مساعدات خارجية.
وأضاف البيان أنه إلى جانب حماية الأرواح فإن الاستراتيجية العالمية ستسعى لمنع نحو 33 مليون حالة حمل غير مرغوب فيه بحلول 2015 وهو العام المحدد لان تكتمل فيه أهداف الألفية.
وقال أور إنه إذا كان الهدف هو انقاذ أرواح 16 مليون شخص فإن المبلغ الإجمالي المطلوب سيصل إلى 169 مليار دولار. وأضاف أن من المتوقع أن يجذب مبلغ إطلاق الخطة وهو 40 مليار دولار المزيد من التعهدات في السنوات المقبلة. ووصف البيان الاستراتيجية العالمية بأنها "خارطة طريق تعرف التغييرات المالية والسياسية المطلوبة بالإضافة إلى التدخلات الملحة التي يمكنها تحسين الصحة وانقاذ الأرواح. وأضاف أن أربع وكالات تابعة للأمم المتحدة والبنك الدولي سينضمون إلى الجهود الرامية إلى حشد الدعم للاستراتيجية.

ومن جهة اخرى قال زعماء أفارقة ان بوسعهم عمل المزيد لتحقيق أهداف الامم المتحدة لتقليص الفقر ودعوا الى قيادة أقوى في الدول النامية لمحاربة الفقر والجوع واجتذاب الاستثمارات.
وقالت مايتي نكوانا ماشاباني وزيرة خارجية جنوب أفريقيا أمام القمة التي تعقدها الجمعية العامة للامم المتحدة لمراجعة التقدم الذي تحقق في أهداف التنمية في الالفية الجديدة والتي وضعت عام 2000 "اذا فشلت افريقيا في تحقيق اهداف الالفية للتنمية سيكون العالم قد فشل."
وتتفق الأمم المتحدة على أن العالم على الأرجح سيخفض الفقر والجوع إلى النصف بحلول عام 2015 كما تنص أهداف الالفية لكنه متأخر عن تحقيق الأهداف الأخرى للمبادرة والتي تتعلق بأمور من بينها تحسين التعليم وصحة الامهات وخفض الوفيات بين الأطفال ومكافحة الامراض ومنها الايدز والمساواة بين الجنسين والحفاظ على البيئة.
ومن المتوقع ان يعلن بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة اليوم الاربعاء في اليوم الختامي للقمة المخصصة لمناقشة الفقر استراتيجية تتكلف مليارات الدولارات لدعم صحة المرأة والطفل.
ودعا بان قادة دول العالم يوم الاثنين إلى عدم تحويل الأموال المخصصة لمساعدة الفقراء إلى دعم اقتصادياتهم بعد أن اعترى الفتور الانتعاش الاقتصادي العالمي.
وأدت الأزمة المالية والاقتصادية العالمية إلى تعقيد الجهود الرامية إلى الحد من الفقر والجوع في أشد دول العالم فقرا في الوقت الذي تعاني فيه الدول المانحة ضغوطا متزايدة في ميزانياتها وتكافح البطالة في الداخل.
.jpg)
وحث بول كاجامي رئيس رواندا الدول النامية ان تسأل نفسها لماذا تأخر البعض في تحقيق الاهداف وان تتحمل مسؤولية تنفيذ أجندتها الخاصة بدلا من ان تترك الامر في أيدي المانحين ووكالات الاغاثة.
وقال "على الرغم من نواياهم الحسنة الا ان منظورهم يعتمد في الاساس على الوصاية لا الشراكة على الاحسان لا على الاعتماد على الذات على الوعود التي لا تنفذ لا على احداث تغيير حقيقي على الارض."
.jpg)
وقال رئيس الوزراء الاثيوبي ميليس زيناوي الذي قاد طويلا الحلول الافريقية انه حان الوقت لان تتولي الدول النامية مسؤولية تنميتها الذاتية.
وقال "لا يساورني اي شك في اننا في العالم النامي علينا ان نفعل المزيد وبشكل أفضل لنمسك مصيرنا بايدينا وان نضع البرامج والاستراتيجيات التي تناسب ظروفنا ونعبيء مواردنا كوسيلة اولى لتحقيق أهداف الالفية للتنمية."
وتوافقت آراء ميليس وكاجامي مع بعض الزعماء الغربيين مثل المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي قالت ان بلادها لم تقطع المساعدات لكن على الدول الفقيرة الا تعتمد على المنح الى الابد.
وقالت "المسؤولية الاولى للتنمية تقع على عاتق حكومات الدول النامية."
بينما القى روبرت موجابي رئيس زيمبابوي اللوم على العقوبات غير المشروعة في اشاعة الفقر في بلاده.
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات على الشركات المملوكة للدولة وعلى سفر موجابي وعشرات من أتباعه منذ نحو عشر سنوات.
اما الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الذي يجري متابعة خطبه الملتهبة في محافل الامم المتحدة عن كثب وتسببت عادة في انسحاب الوفد الامريكي فقال ان الرأسمالية تحتضر وان هناك حاجة الى نظام اقتصادي جديد.
وقال "النظام الرأسمالي القائم على التفرقة والتوجهات القائمة على الهيمنة تواجه الهزيمة وتقترب من نهايتها ومن الضروري مشاركة الجميع في اعلاء العدالة.