تغطيات

تفاؤل أميركي حذر بحلحلة عقدة الإستيطان

مع اقتراب بدء العد التنازلي لانتهاء فترة تجميد الاستيطان في 26 الشهر الجاري، تتسارع الجهود والمساعي لحلحلة هذه العقدة، وسط تفاؤل حذر من جانب الادارة الاميركية وتوقعها تنازلا إسرائيليا في "اللحظة الاخيرة"، في وقت تردد ان احد الحلول التي يتم بحثها في اسرائيل هو تقييد الاستيطان "بوسائل قانونية" ومن دون قرار حكومي رسمي.

في هذه الاثناء، حذر الرئيس المصري حسني مبارك من ان استمرار الاستيطان الاسرائيلي وعدم اقامة الدولة الفلسطينية يزيدان الارهاب والعنف ضد اسرائيل وأميركا في منطقة حذر الرئيس المصري حسني مبارك من ان استمرار الاستيطان الاسرائيلي وعدم اقامة الدولة الفلسطينية يزيدان الارهاب والعنف ضد اسرائيل وأمريكا في منطقة الشرق الأوسط وضد كل من يسير في عملية السلام.

وطالب مبارك في حديث نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (أ ش أ) عن التلفزيون الاسرائيلي بضرورة استمرار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وعدم وضع عقبات أمامها وتمديد تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية خلال عملية التفاوض.
وأكد ان الفلسطينيين يريدون الاستمرار في المفاوضات والوصول الى حل عادل لقضيتهم متسائلا "لماذا لا توقف اسرائيل الاستيطان لكي تستمر المفاوضات من أجل التوصل لاتفاقية سلام خلال ثلاثة أو ستة أشهر أو أن توضع المبادئ الأساسية لها".
وقال ان اسرائيل وضعت "يهودية الدولة" كشرط جديد في المفاوضات موضحا "لدينا مسلمون ومسيحيون ويهود وهذه ليست مشكلة فهم يعيشون مع بعضهم البعض واسرائيل فيها أغلبية يهودية مثلما تعيش في بلادنا العربية أغلبية مسلمة لا يجب أن نجعل منها مشكلة".
ووجه مبارك نصيحة للشعب الاسرائيلي بالعمل من أجل السلام قائلا ان "السلام عملية مهمة جدا لحياة الشعوب ولابد أن نعمل جميعا للسلام".
وأكد ضرورة انضمام اسرائيل لاتفاقية منع الانتشار النووي محذرا من مخاطر انتشار السلاح النووي على المنطقة وطالب في الوقت نفسه ايران باستخدام مبادرة الانتشار النووي في الأغراض السلمية فقط.
وحذر الرئيس المصري من انتشار السلاح النووي في المنطقة قائلا "ستصبح منطقة خطرة جدا وقابلة للاشتعال في أي وقت ونحن نطالب بمنطقة خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل سواء في ايران أو اسرائيل".


جولة ميتشل...
في غضون ذلك، وفي تكتم شديد وصل وغادر القاهرة المبعوث الأميركي للسلام جورج ميتشل دون أي إعلان رسمي عن الزيارة. وعلمت `الجريدة` من مصادر خاصة أن ميتشل التقى مدير جهاز الاستخبارات المصرية العامة الوزير عمر سليمان المكلف الملف الفلسطيني في الإدارة المصرية.
وأنهى ميتشل في القاهرة جولته في المنطقة التي بدأها الأسبوع الماضي من شرم الشيخ، حيث عقدت قمة جمعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والتي استكملت بلقاء جمع نفس الأطراف في مدينة القدس.
وأجرى ميتشل محادثات في لدمشق، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد وبحثا إمكانية انضمام سورية إلى المفاوضات مع الإسرائيليين، وأتبعها بزيارة لبيروت دامت يومين التقى خلالها المسؤولين اللبنانيين وقيادة القوات الدولية العاملة في لبنان (يونيفيل).
وبحسب المصادر بحث ميتشل مع الوزير سليمان ما وصلت إليه المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين خصوصا في موضوع الاستيطان، إذ تم بحسب المصدر التوصل إلى صيغة تنص على عدم إعلان إسرائيل أي قرار بشأن تمديد التجميد المؤقت للاستيطان، والذي تنتهي صلاحيته في 27 سبتمبر الجاري.
كما أشار المصدر إلى أن المبعوث الأميركي أبلغ المسؤول المصري نتائج زيارته لبنان وسورية، وما سمعه من كلام من المسؤولين السوريين واللبنانيين بشأن إمكانية تنشيط عملية السلام على كل المسارات عندما تنضج الظروف.


جدول الاعمال...
ومن جهته، كشف عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد دحلان بعض ما دار في اللقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو خلال لقائهما الاربعاء الماضي، مؤكدا ما نشر من ان عباس قال لنتانياهو في بيته انه لن تكون هناك مفاوضات اذا استؤنف الاستيطان، وذلك ردا على قول نتانياهو ان البناء في المستوطنات سيستأنف مجددا بعد انتهاء فترة التجميد نهاية الشهر. وكشف دحلان في مقابلة اجرتها معه «الحياة» ان المفاوضات لم تنطلق عمليا، وان الجانبين لم يتوصلا بعد الى اتفاق على جدول الاعمال. واوضح ان السلطة تريد اتفاقا فوريا على الحدود لانه يضمن الاتفاق على القضايا الاخرى، حتى لو جاء التطبيق على مراحل.
وشكك دحلان في نيات نتانياهو، وقال انه لا يمتلك سوى استراتيجية واحدة هي المحافظة على الوضع القائم»، مضيفا انه يحاول إغراق جدول الأعمال بعدد كبير من البنود يتراوح بين 15 الى 20 بندا. ومن وحي تجربته التفاوضية مع نتانياهو في التسعينات، وصفه بأنه «بارع ومحنك وديبلوماسي، لكنه يكره السلام... هذه هي نظرته الاستراتيجية. يعطيك اجمل الكلام في الجلسات، لكن النتائج على الدوام صفر. مع نتانياهو لا تستطيع ان تكتب محضر اجتماع. فقط كلام عام».
تفاؤل أميركي حذر...
وفي واشنطن، اكدت مصادر مطلعة على سير المفاوضات ان ثمة «تفاؤلا اميركيا حذرا» تجاه فرص حل عقدة الاستيطان، حتى لو جاء ذلك في اللحظة الاخيرة وفي اطارٍ اصغر من التجميد الاستيطاني الساري حاليا. وترجح المصادر تجميداً جزئياً لمدة فترة ثلاثة اشهر، وان يعطي نتانياهو ضمانات غير علنية بكبح التوسع الاستيطاني في المستوطنات الاساسية التي ستكون ضمن حدود اي دولة فلسطينية مقبلة.
في هذا الصدد، افادت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية ان وزير الدفاع ايهود باراك يحاول تقييد البناء في المستوطنات «بوسائل قانونية»، من دون ان تتخذ الحكومة قراراً رسمياً بذلك، وذلك من خلال صلاحياته اقرار البناء من عدمه. واضافت ان باراك اجرى الاسبوع الجاري سلسلة مشاورات مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع لبحث امكان تأخير استئناف البناء في نحو 2000 مسكن جديد صادقت الحكومة في الماضي على بنائها، واُعطيت كل تصاريح البناء اللازمة، لكن بناءها لم يبدأ في اعقاب قرار الحكومة تجميده قبل عشرة اشهر. في الوقت نفسه، افادت صحيفة «اسرائيل اليوم» اليمينية القريبة من نتانياهو ان «المنتدى الوزاري السباعي» قدم الاربعاء الماضي اقتراحاً لباراك بقبول اقتراح وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تمديد قرار تجميد البناء ثلاثة اشهر اخرى يتم خلالها التفاوض على مسألة الحدود.


موقف عربي...
ومن جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أهمية إعطاء مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين الفرصة على الرغم من التقييم السلبي لها .
وقال موسى، أمام اجتماعات الدورة 134 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب ، لن نترك الفلسطينيين وحدهم وسوف ندعمهم بكل قوة.
وأضاف موسى أن الموقف الرصين يقتضي إعطاء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فرصتها، رغم المخاوف والشكوك التي تحيط بها نتيجة للموقف الإسرائيلي.
وأوضح أن تطورات الأسابيع القليلة القادمة وما يتعلق بالاستيطان الإسرائيلي وما يتضح سيكون حاسما فيما يتعلق بهذا المسار وأنه سيكون هناك موقف عربي إما إيجابي للإيجابي أو سلبي للسلبي ، وأنه لا يجب أن تترك فلسطين لمصيرها.
وقال موسى: `القضية الفلسطينية قضيتنا جميعا ، والتضامن حولها سيكون له دوره الفاعل`، موضحا أن سياسة هل من مزيد قد انتهت ولن تجدي وأن مصداقية المجتمع الدولي أصبحت على محك خطر.
موقف الفصائل الفلسطينية...
وفي هذا السياق ، أجمعت فصائل المقاومة الفلسطينية على أن المفاوضات المباشرة مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي لن تؤدي سوى الى المزيد من الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني .
وأكدت الفصائل على أن المطلوب هو الدفع باتجاه الوحدة الفلسطينية لانهاء الانقسام للحصول على ورقة قوية للضغط على المفاوض الاسرائيلي لتنفيذ المطالب الوطنية الفلسطينية بوقف الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة وحق العودة للاجئين الفلسطينيين والامن واقامة الدولة الفلسطينية .
وقال احمد المدلل القيادي في حركة المقاومة الفلسطينية الجهاد الاسلامي : ان المفاوضات المباشرة مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي لن تؤدي إلا للمزيد من الضياع للحقوق الوطنية الفلسطينية خاصة في ظل الدعوات الاسرائيلية للاستمرار في اقامة المستوطنات في الضفة العربية .
وطالب المدلل المفاوض الفلسطيني بتقييم هذه المرحلة أكثر من أي مرحلة أخرى لان الاحتلال يستعمل المفاوضات للتغطية على استمرار اقامة المستوطنات وتكريس الانقسام الفلسطيني . وأكد القيادي في حركة الجهاد أن مشروع المفاوضات سيفشل ومشروع المقاومة سيظل مشتعلا في وجه المحتل مشيرا الى ان المقاومة وعودة الوحدة ورص الصفوف هي الاوراق الضاغطة على الجانب الاسرائيلي لتحقيق المطالب الوطنية الفلسطينية .
كما جددت حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس رفضها المفاوضات المباشرة مع الاحتلال الاسرائيلي واصفة اياها بالمذلة والمهينة للشعب الفلسطيني .
وقال اسماعيل رضوان القيادي في الحركة ان الجولة الثانية من المفاوضات هي محطة جديدة من محطات تصفية القضية الفلسطينية معتبرا أن مصير التفاوض مع الاحتلال هو الفشل .
وأضاف رضوان ان هذه المفاوضات تأتي متزامنة مع استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة .
وأكد رضوان أن أي اتفاقات تنتج عن المفاوضات لن تكون ملزمة للشعب الفلسطيني . وقال رضوان ان مسلك المفاوضات المباشرة مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي المستمرة في تهويد مدينة القدس المحتلة واقامة المستوطنات سيؤدي الى تصفية القضية الفلسطينية .
واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان المفاوضات التي تعقد اليوم في شرم الشيخ بين الفلسطينيين واسرائيل لا طائل منها ولا تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني وحقوقه في الاستقلال والعودة .
وكررت الجبهة الشعبية مطالبتها للسلطة الفلسطينية بالكف عن الانخراط في هذه المفاوضات الضارة والعقيمة التي يجري استخدامها لصالح الاحتلال ومواصلة استيطانه ونهبه للارض وتهويد المدينة المقدسة وحصاره واعتقاله للالاف من الفلسطينيين.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى