تغطيات

تجميد المستوطنات هاجس المفاوضات المباشرة في شرم الشيخ

بعد أسبوع على احتفال إطلاق المفاوضات المباشرة رسميا في مقر وزارة الخارجية الأميركية بواشنطن، يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في شرم الشيخ الثلاثاء.
ويهيمن على جولة محادثات شرم الشيخ التي تشارك فيها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمبعوث الأميركي جورج ميتشل، الخلاف على تجميد الاستيطان. وقد أكد نتانياهو لموفد اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط توني بلير الأحد أن إسرائيل لن تواصل تجميد الاستيطان لكنها لن تبني كذلك عشرات آلاف المساكن وفق المخططات.
وأشار نتانياهو إلى أنه ليس من المنطق أن يحدد الفلسطينيون شروطا مسبقة ويهددوا بالانسحاب من المفاوضات.
في المقابل، دعا الدكتور غسان الخطيب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إلى وقف تام للبناء في المستوطنات "على إسرائيل وقف كافة أشكال البناء في المستوطنات بهدف منح المفاوضات فرصة لتفضي إلى اتفاق بشأن إنهاء الاحتلال وإحلال السلام. هذا هو الجوهر الأساسي الذي تبنى عليه عملية السلام".
من جهة ثانية نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول فلسطيني لم تسمِّه قوله إن هذه المفاوضات قد انطلقت ولم يعد ممكنا الانسحاب منها، مضيفا أن الولايات المتحدة ستعمل من أجل تفادي انهيارها التام.
وفي ظل الاستعدادات للقاء الثلاثاء جدد صائب عريقات رئيس الوفد المفاوض رفض الفلسطينيين استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات.
وقد اعتبر عريقات أن طرح نتانياهو شرط الاعتراف بيهودية إسرائيل أمر غير مقبول وقال إن أجندة جدول الأعمال قد تم الاتفاق عليها، وهي قضايا الوضع النهائي والقدس والحدود والمستوطنات واللاجئين والأمن. وقال إنه يأمل أن يتم احترام ما تم الاتفاق عليه في واشنطن وما تم توقعيه من اتفاقات.
وفي تطور هام كشفت حركة السلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان أنه بحلول فترة تجميد الاستيطان سيكون في الإمكان بناء 13 ألف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات، من بينها 2066 وحدة سكنية في 42 مستوطنة في الإمكان البدء في بنائها فورا، حيث إنها حصلت على تصاريح بناء نهائية.
ووفقا للحركة فإنه على ما يبدو توجد مئات الوحدات السكنية الإضافية التي حصلت على تصاريح نهائية لكن لم يتم حتى الآن تجهيز الأرض للبدء في تنفيذها، كما يوجد نحو 11 ألف وحدة سكنية تمت المصادقة عليها بصورة نهائية، ويتوقع أن يتم بناؤها في المستقبل وهي ليست بحاجة إلى مصادقة الحكومة عليها مرة ثانية.
كما كشف تقرير الحركة عن وجود نحو 25 ألف وحدة سكنية، ما زالت في مراحل التخطيط التي صادقت عليها الحكومة الإسرائيلية في الماضي.
وبتمسكه بالاستيطان فإن نتنياهو يواصل تجاهله للمطالب الأميركية والفلسطينية والدولية، لتقديم تنازلات في سبيل فتح الطريق أمام السلام بالمنطقة.
وكان نتنياهو قد عبر للرئيس الأميركي باراك أوباما عن اقتناعه بإمكانية توصل إسرائيل والفلسطينيين إلى اتفاق سلام في إطار الـ12 شهرا التي حددتها واشنطن.
من جهة أخرى قال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يوفال ديسكين خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي إن الهجمات ضد أهداف إسرائيلية ستتصاعد بموازاة تطور المفاوضات، وقال إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تسعى لإفشال المفاوضات المباشرة.
وتوقع ديسكين أن تشهد الفترة القليلة المقبلة تصاعدا في الهجمات الفدائية، مؤكدا أن هذه ليست مجرد تقديرات، بل هي توقعات مدعومة بمعلومات تحذيرية ملموسة، مشيدا بجهود أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لوضع حد لهذه الهجمات.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى