تغطيات

افغانستان .. تراجع مفهوم الأمن الجماعي

جنيف / قال وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر ان على الولايات المتحدة ان تشرك قوى اقليمية في الوصول الى "نهاية اللعبة السياسية" في افغانستان معترفا بان لديها ما هو معرض للخطر اكثر من واشنطن.
وفي خطاب امام اجتماع بجنيف للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قال مهندس السياسة الخارجية الامريكية الاسبق ان هذا النهج سيعكس ايضا بصورة اكثر واقعية قيودا جديدة على القوة الامريكية في العالم.
وقال كيسنجر الذي تفاوض على اتفاق السلام مع فيتنام لجمع من الدبلوماسيين والضباط العسكريين وواضعي الاستراتيجيات "بدء هذا المسعى قريبا هو الطريق الامثل وربما الطريق الوحيد لوضع نهاية لذلك."
وذكر كيسنجر الصين والهند وباكستان واوزبكستان وايران من الدول التي لها "مصلحة اكثر من الولايات المتحدة في وجود دولة افغانية مستقرة ومتماسكة."
وقال "اؤيد سياسة ادارتنا في افغانستان لكن سيتعين عليها ان تندمج في مرحلة ما (مع دول اخرى) في نهاية اللعبة السياسية" مضيفا ان دورا امريكيا "أحادي الجانب" لا يمكن ان يكون حلا طويل الامد.
واضاف "الحل طويل الامد يجب يشرك مجموعة من الدول في تحديد وحماية وضمان تعريف وضع راهن في افغانستان يتوافق مع وضعها في العالم."
 

ومع وصول العنف الى اسوأ مراحله في افغانستان منذ الاطاحة بحركة طالبان من السلطة بنهاية عام 2001 تلاقي ادارة اوباما صعوبة في قياس النجاح في الحرب التي اندلعت قبل تسعة اعوام قبل مراجعة للاستراتيجية في ديسمبر كانون الاول.
وفي حين تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ فترة طويلة ان يتعاون لاعبون اقليميون في جلب الاستقرار الى افغانستان فان التنافس بين بعض الدول عقد هذا المسعى.
ولم يتناول كيسنجر تلك التوترات لكن اشار الى وجود حاجة مشتركة لدول المنطقة لحماية مجتماعتهم من عنف المتشددين العابر للدول.
 

وعلى صعيد قضايا الانتشار النووي قال كيسنجر ان الدبلوماسية النووية بشأن كوريا الشمالية وايران لم تحقق شيئا لان القناعات الوطنية تقوض مفهوم الامن الجماعي الذي بنيت عليه.
وأضاف ان الجهود الرامية لحشد عمل جماعي بشأن العقوبات تقوضها دول خاصة في اسيا تقيس مصالحها على اساس اكثر فردية.
وقال كيسنجر امام اجتماع للضباط العسكريين وواضعي الاستراتيجيات "ان عقدا من المفاوضات التي تدعمها الامم المتحدة بشأن كوريا وايران لم يفرز نتائج هامة ولم يضع نهاية للبرنامج النووي الايراني او الكوري.
"تصبح (المفاوضات) وسيلة لكسب الوقت من جانب من يقومون بعمليات الانتشار النووي. المفاوضات بشأن الانتشار النووي والعقوبات تعرف بما يتم احرازه لا بعواقبها. في هذه الحالة يبدأ الامن الجماعي يقوض نفسه."
 

ويشعر الغرب بالقلق من أن تكون ايران تسعى لتصنيع سلاح ذري وهي مزاعم تنفيها طهران وتقول ان برنامجها يهدف فقط لتوليد الكهرباء. وفرضت الامم المتحدة عقوبات على طهران لاقناع القيادة الايرانية بالتراجع ووقف أنشطتها الحساسة.
وتعتبر واشنطن القدرات النووية لكوريا الشمالية تهديدا لحليفتيها كوريا الجنوبية واليابان.
وأحيانا ما قاومت روسيا والصين ولهما علاقات اقتصادية قوية بطهران العقوبات التي فرضت على ايران.
وحثت الصين كوريا الشمالية على التخلي عن ترسانتها الا أنها قالت أيضا ان على واشنطن أن تبذل المزيد لعرض ضمانات دبلوماسية وأمنية على بيونجيانج. وانضمت روسيا الى الصين في التحذير من فرض عقوبات صارمة على كوريا الشمالية.
وقال كيسنجر ان روسيا والصين تشاركان الغرب مخاوفه بشأن الانتشار النووي. لكنه ذكر ان الصين "يساورها قلق عميق بالنسبة للتطور السياسي لكوريا الشمالية كما يساور روسيا قلق بشأن العواقب الداخلية للمواجهة مع الاسلام."
وذكر ان دولا اخرى ايضا اظهرت ميلا لاعلاء الاولويات الوطنية على نظام الامن الجماعي العالمي الذي طوره المجتمع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.
ووضع كيسنجر الذي كان وزيرا للخارجية في عهد الرئيسين الامريكيين السابقين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد سياسات اسهمت في احداث كبيرة في السبعينات مثل اتفاق السلام مع فيتنام واستئناف العلاقات الامريكية الصينية وتنامي الاتصالات بين العرب واسرائيل ومحادثات الحد من التسلح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى