يعد المركز الثقافي الإسلامي في العاصمة الاسبانية مدريد من أهم المؤسسات الثقافية الإسلامية في البلاد ومعلما حضاريا ودينيا واجتماعيا ومعماريا متميزا يجمع أبناء الجالية لإقامة الشعائر والمناسبات الإسلامية ويتضمن المركز عدة مرافق أهمها مسجد مدريد الذي يعد سابع المساجد الاسبانية الحديثة وقد صمم على صورة جامع قرطبة الكبير الذي يتميز بهندسته المعمارية الاسلامية التي لطالما تميزت بروعتها وجمالها وتم تأسيسه عام 1992 على مساحة 11 ألف متر مربع بتمويل من وزراة المالية السعودية وباشراف رابطة العالم الاسلامي. وقال مدير المركز الدكتور سعود بن عبدالله الغديان لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان المركز يعتبر بمثابة "دولة مصغرة" تقوم على خدمة المسلمين ورعاية مصالحهم كما انه يعد المرجعية الدينية الأولى في اسبانيا اذ يعمل على خدمة الجالية المسلمة وشؤونها كاعطاء الدروس والمحاضرات وتحفيظ القرآن الكريم واجراء عقود الزواج واصدار شهادات إسلامية وإقامة صلاة الجمعة والأعياد المباركة. وأشاد الغديان بالعلاقات المتميزة التي تربط المركز بالسفراء العرب والمسلمين المعتمدين لدى اسبانيا في إطار التعاون المثمر بينهم لخدمة قضايا المسلمين وتسهيل أمورهم مبينا أن لدى المركز قسما خاصا لاستقبال الشخصيات الدبلوماسية والرفيعة المستوى.
وأكد وجود تعاون وثيق بين المركز ومختلف الجمعيات والمنظمات الدينية الأخرى في اسبانيا والتي يبلغ عددها حوالي 600 مؤسسة بين منظمة وجمعية واتحاد اسلامي مسجلة في وزارة العدل الاسبانية.
واضاف أن المركز يعتبر مرجعية ثقافية لهذه المراكز حيث يزودهم بالكتب والمحاضرين والترشيد في الكثير من القضايا والأمور مؤكدا أن المركز يتميز باستقلاله وهو "أكبر من أن يصنف تحت أي جمعية أو اتحاد" نظرا لحجم الخدمات التي يقدمها. وعن نشاطات المركز في شهر رمضان المبارك قال الغديان أن المركز كثف نشاطه في الشهر الكريم لكي يشعر المسلمون بأجواء رمضان وكانهم في بيوتهم فتقام الندوات وتلقى المحاضرات وتقام موائد الافطار لتقدم أكثر من 500 وجبة افطار يوميا اضافة الى موائد السحور في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر الكريم. وذكر أن صلاة العيد تقام مرتين حيث يضيق المسجد بزواره في العيد اذ يتوافد اليه ما يزيد عن من سبعة الاف مسلم يأتون لاقامة صلاة عيد الفطر مضيفا ان أعدادهم تصل أيام الجمعة إلى أكثر من 3000 مسلم.
واشار الى تزايد اهمية الدور الذي يؤديه المركز فبعد ان كان هناك سبعة مصلين في اليوم الاول لافتتاح المسجد عام 1992 فان المسجد يمتلىء بثلاثة آلاف حاليا.
وعن مرافق المركز قال الدكتور الغديان إن المركز يتضمن اضافة إلى المسجد مسرحا يتسع لأكثر من 500 شخص تقام فيه الندوات وتلقى فيه المحاضرات والمؤتمرات ومكتبة تفيض بالكتب والدراسات والبحوث ومطعما يقدم وجبات يومية بأسعار رمزية وصالة رياضية وكافتيريا تقدم الشاي والقهوة والحلويات العربية. من جانبه قال مسؤول الشؤون الثقافية في المركز الدكتور سيف الاسلام بن عبدالنور ان المركز يولي اهتماما بامور الجالية المسلمة ويركز على التعريف بمبادئ الدين الاسلامي السمحاء في المجتمع الاسباني وذلك من خلال النشاطات المختلفة التي يقوم بها المسجد. وأضاف أن المركز هو جسر تواصل بين الجالية المسلمة وبين المجتمع الاسباني حيث يتواصل مع الجامعات ومراكز البحث والمنظمات غير الحكومية والأحزاب السياسية ووسائل الاعلام المختلفة للتعاون في كل ما له صلة بالاسلام والمسلمين وقضايا التعايش الثقافي بين الأمم والشعوب.
وذكر بن عبدالنور أن نشاطات المركز تتنوع بين نشاطات تعليمية واجتماعية وثقافية دعوية ورياضية حيث يتضمن المركز المدرسة السعودية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ومدارس نهاية الاسبوع التي تختص بدروس التربية الاسلامية لابناء الجالية القاطنين في مدريد اضافة إلى اقامة دروس لتعليم مبادئ الاسلام لمعتنقي الاسلام الجدد ودوارت في الشريعة الاسلامية.
وأضاف أن المركز يقوم بنشاطات اجتماعية ثقافية متنوعة تتمثل في تقديم اعانات للعائلات المحتاجة وكبار السن والنساء الارامل والمطلقات حيث يتم توزيع مواد غذائية على أكثر من 200 عائلة كما تقدم خطبة الجمعة وخطبة العيدين باللغتين العربية والاسبانية وتوزع المطبوعات والكتب الاسلامية ونسخ القرآن الكريم.