تغطيات

الصومال .. تزايد خطر المقاتلين الجهاديين

يعتبر الهجوم المسلح على فندق بالعاصمة الصومالية مقديشو يرتاده الساسة وأوقع 31 قتيلا بينهم نواب بالبرلمان مثالا صارخا على هشاشة الحكومة الانتقالية بالصومال، وتعتمد الحكومة الصومالية المدعومة من الأمم المتحدة على المساعدة الخارجية لبقائها وينتشر أكثر من 6300 من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في مقديشو لكن إدارة الرئيس شيخ شريف أحمد لا تسيطر سوى على بضعة مبان.
ويبعث الهجوم الذي أعلنت حركة الشباب الصومالية التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عنه برسالة مفادها أنهم مستمرون في تهديد بقاء الحكومة. وقال محللون إنه يستهدف على الأرجح أيضا تقويض الدعم الخارجي للحكومة المؤقتة وقوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي (اميسوم).
كما يسلط الضوء على ندرة الخيارات المتاحة للاتحاد الإفريقي في محاولة إرساء الاستقرار في بلد تحدى صنع السلام على يد أجانب في العشرين عاما الماضية، وتركز قوات حفظ السلام الاوغندية والبوروندية جهدها على حراسة ميناء ومطار مقديشو وحماية القصر الرئاسي لكن الهجوم يظهر صعوبة حماية أعضاء البرلمان الصومالي الذين يتجاوز عددهم 500.
وجاء الهجوم الذي تنكر فيه مسلحون صوماليون في زي الجيش واقتحموا فندق منى القريب من القصر الرئاسي بعد يوم من إعلان الاتحاد الإفريقي وصول مئات من قوات حفظ السلام الجديدة أغلبها من اوغندا.
وقال إيج هوجيندورن من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات إنه في حين أن الهجوم لا يعني بالضرورة أن المتمردين الإسلاميين اكتسبوا قوة فإنه يؤكد على اعتماد الحكومة على اميسوم كي تبقى في السلطة.
ويشكك بعض المحللين فيما إذا كان المزيد من التدخل الخارجي المسلح هو الاستراتيجية الصحيحة بالنظر إلى سجل الصومال من المعارضة القوية للقوات الأجنبية، ووصف مسؤول أمريكي مطلع على المساعدة الدولية للحكومة في مؤتمر صحفي في الآونة الأخيرة الوضع الأمني بأنه محفوف بالمخاطر.
وقال المسؤول إنه ليس كافيا أن تسيطر الحكومة على الأرض حتى إذا جرى الافتراض أن بوسعها بناء قدرة تمكنها من توسيع نفوذها ليشمل ما هو أكثر من الأحياء القليلة التي تسيطر عليها حاليا وأضاف أنه ينبغي أن تكون قادرة على الاحتفاظ بها لتكون قادرة على توصيل الخدمات للمناطق المحررة حديثا من قبضة المتمردين كي تحصد الدعم الشعبي ويقول محللون إن ذلك تحد شاق.
وحركة الشباب التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم حليفة للقاعدة وتضم بين صفوفها متشددين أجانب لهم خبرة في الهجمات المسلحة على الأهداف الغربية والأهداف الأخرى في إفريقيا.
ويأتي "هجوم الفندق" الدامي بعد تفجيرين متزامنين في العاصمة الاوغندية كمبالا الشهر الماضي أوقعا أكثر من 70 قتيلا فيما كان أول هجوم للمتمردين الإسلاميين الصوماليين على أرض أجنبية.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى