سجل انتشار مكثف للجيش اللبناني في أنحاء عدة من غرب بيروت غداة الاشتباكات التي وقعت مساء الثلاثاء الماضي بين حزب الله وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية المعروفة بالأحباش وتسببت بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 11 آخرين بجروح.
وخيمت الاشتباكات على جلسة مجلس الوزراء الذي أعلن على لسان وزير الإعلام طارق متري في بيان وزعه المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة سعد الحريري تشكيل لجنة برئاسة الحريري وعضوية وزيري الدفاع والداخلية لمعالجة ظاهرة تفشي السلاح بين المواطنين في كل المناطق ولا سيما في بيروت وتقرر أن ترفع اللجنة اقتراحاتها إلى مجلس الوزراء في جلسة ستعقد قريبا.
وفيما شيع اثنان من ضحايا الاشتباكات سيطر هدوء حذر على الأحياء التي دارت فيها الاشتباكات التي تسببت بمقتل عنصرين من حزب الله وثالث من جمعية المشاريع بالإضافة الى أضرار مادية بالغة في الأبنية والسيارات وقد استمرت المعارك التي اندلعت قبيل موعد الإفطار زهاء 4 ساعات.
وغطى الرصاص والزجاج الطرق المؤدية إلى موقع الاشتباك الرئيسي فيما انشغل سكان المنطقة بتنظيف منازلهم من آثار الزجاج المحطم والشظايا وانتشر عناصر الجيش اللبناني مع آلياتهم في أحياء عدة من بيروت بينها شوارع تجارية.
وقال متحدث عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية إن الوضع هادئ، وقد اتخذنا كل التدابير الوقائية والإجراءات الكافية لضبط الوضع.
وأصدر الجيش بيانا أعلن فيه أنه تمكن في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء من إعادة الهدوء الى المنطقة وأبقى على تمركزه فيها.
وأضاف أن الشرطة العسكرية تتولى التحقيق لكشف الملابسات وملاحقة المتسببين والمشاركين في الحادث وتوقيفهم.
ونقل بعد ظهر الأربعاء القتيل علي جواد من حزب الله من مستشفى الرسول الأعظم إلى مسقط رأسه في كفرفلا في الجنوب حيث جرت مراسم تشييعه ودفنه، على أن تنظم مراسم دفن وتشييع محمد فواز المسؤول في الحزب وهو من قرية تبنين الجنوبية اليوم الخميس وشيع احمد عميرات المنتمي الى جمعية المشاريع الإسلامية السنية في منطقة برج ابي حيدر.
وهي المرة الأولى التي تشهد فيها شوارع بيروت معارك بهذه الحدة منذ أحداث السابع من أيار 2008 التي استمرت بضعة أيام وتسببت بمقتل أكثر من 100شخص ووضعت حزب الله وحلفاءه في مواجهة أنصار رئيس الحكومة سعد الحريري وحلفائه.
إلا أن اشتباكات الأمس وقعت بين طرفين من المعسكر السياسي ذاته ما أثار استغراب الأوساط السياسية والإعلامية.
كما أنه طرح أسئلة عدة حول سرعة حصول تصعيد أمني رغم أن الجانبين الحليفين اللذين تقاتلا أكدا في بيان مشترك بعد انتهاء المعارك أن الحادث المؤسف هو فردي ولا خلفيات سياسية أو مذهبية وراءه.
ودان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الاشتباكات مشددا في بيان صادر عن مكتب الرئاسة على ضرورة التزام الجميع عدم الاحتكام الى السلاح مهما كان السبب داعيا القوى والأجهزة المعنية الى توقيف مسببي الإشكال.
وقال الحريري خلال الجلسة الحكومية بحسب البيان إن ما حدث غير مقبول بأية صورة من الصور وهو مستنكر وعلى القوى الأمنية أن تفرض الأمن بسرعة وحزم في بيروت كما في سائر المناطق.
وأصدرت قوى 14 آذار الممثلة بالأكثرية البرلمانية بيانا الأربعاء أعلنت فيه أنه آن الأوان لأن تبادر الدولة اللبنانية الى اتخاذ الإجراءات السريعة لإعلان بيروت مدينة منزوعة السلاح والميليشيات.
وأضاف البيان ان لا يمكن أن تستمر المعالجات بالتراضي داعيا إلى إنهاء الأوضاع الشاذة المتمثلة عسكريا بمربعات أمنية وبوجود سلاح خارج الإمرة السياسية والعسكرية للدولة اللبنانية.
وكان عدد من نواب الأكثرية طالبوا في مايو 2008 بجعل بيروت منزوعة السلاح قبل أن يتم التوصل الى اتفاق التهدئة بين الأطراف اللبنانيين في الدوحة برعاية عربية.