اكدت منظمة التحرير الفلسطينية قبولها بالدعوة الأمريكية لاستئناف مفاوضات التسوية المباشرة مع إسرائيل مطلع" سبتمبر" وسط معارضة من بعض الفصائل. إلا أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قال إن الجانب الفلسطيني سينسحب من محادثات السلام المباشرة مع إسرائيل إذا أعلنت الحكومة الإسرائيلية بناء أي مستوطنات جديدة على الأرضي المحتلة.
الى ذلك، وافقت اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" على استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل في الثاني من سبتمبر المقبل، بناء على الدعوة التي أطلقتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.

وقال رئيس كتلة حركة فتح البرلمانية عزام الأحمد، عقب الاجتماع، إن بيان الرباعية الدولية لبى الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية من خلال تأكيد البيانات السابقة وخاصة البيان الذي صدر في مارس الماضي.
وأشار الأحمد الى أن بيان الرباعية تم التأكيد من خلاله على موقف الاستيطان وتحديد مرجعيات المفاوضات، وهو ما كان الفلسطينيون يسعون اليه، وهو الامر الذي يعنينا، مشيرا الى ان الفلسطينيين سيذهبون الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل على اساس بيان الرباعية الدولية.
وكانت كلينتون اعلنت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس سيجتمعان مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في الأول من سبتمبر، وسيطلقان المفاوضات المباشرة في اليوم التالي.
وكررت اللجنة الرباعية الدولية الخاصة في الشرق الاوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة) تصريحات كلينتون، ووجهت دعوتها الخاصة إلى إطلاق المفاوضات، مؤكدة أنه من الممكن التوصل الى اتفاق سلام في غضون عام.
وقف الاستيطان...
ومن جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، انه "لن تكون مفاوضات مع الاستيطان". وقال عريقات ان الرئيس الفلسطيني بعث برسائل الى اطراف اللجنة الرباعية الدولية يحدد فيها الأسس الفلسطينية للذهاب الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، بعد دعوة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الى استئنافها في الثاني من سبتمبر. وقال عقب اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ان عباس بعث برسائل مهمة الى اطراف الرباعية الدولية يحدد فيها الأسس الفلسطينية للذهاب الى المفاوضات المباشرة. واوضح ان هذه الأسس اولها وقف الاستيطان بشكل كامل بما في ذلك في القدس، ووقف هدم المنازل في القدس. ومن هذه الأسس ايضا بحسب عريقات الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967 بما فيها القدس الشرقية، واقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على هذه الحدود كمرجعية للمفاوضات.
واشار الى ان الحل يجب ان يستند الى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية بهدف انجاز حل وسلام شامل في المنطقة. وهدد عريقات انه اذا ما استأنفت اسرائيل الاستيطان بعد تاريخ 26 سبتمبر (تاريخ انتهاء صلاحية القرار الاسرائيلي بتجميد الاستيطان)، فإن الجانب الفلسطيني سيوقف المفاوضات.
وقال ان على اسرائيل ان تختار بين السلام والاستيطان، موضحا ان عباس ابلغ الأميركيين وكل الأطراف العربية والدولية بهذا الموقف «لأنه لن تكون مفاوضات مع الاستيطان.
بدوره، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، ان القرار الفلسطيني واضح، نحن ذاهبون الى المفاوضات على اساس بيان الرباعية وخصوصا الفقرات التي تنص على انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

الفصائل الفلسطينية...
ومن ناحية اخرى، رفضت عدة فصائل فلسطينية قبول منظمة التحرير المشاركة في المفاوضات المباشرة، واعتبرت حركة حماس هذه الموافقة تفريطا في الحقوق والثوابت، كما وصفت بيان اللجنة الرباعية بأنه "خداع وتضليل".
وقال المتحدث باسم الحركة سامي ابوزهري لـ"فرانس برس" نحن في (حماس) نرفض الدعوة الاميركية لاسئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية، واعتبر ان هذه الدعوة وما يمكن ان يترتب عليها من نتائج لا تلزم شعبنا الفلسطيني بشيء، واضاف ان هذه الدعوة محاولة خداع جديدة للشعب الفلسطيني خصوصا بعد تجربة انابوليس (اواخر 2007) التي وعدنا خلالها بدولة فلسطينية خلال عام، ولكن مضت اعوام والآن نعود الى نقطة الصفر، وهذا ما يجعلنا نؤكد على رفض العودة للمفاوضات، واضاف كما ان الدعوة الأميركية تجاهلت حتى شرط وقف الاستيطان، وهذا ما يجعل المفاوضات في ظل هذا الوضع شرعنة للاستيطان وقبول باستمراريته.
من جانبها، رأت حركة الجهاد الإسلامي أن دعوة كلينتون `تكريس هيمنة ودليل لحرص إدارتها على تحقيق مصالح إسرائيل`.
كما حذرت `الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين` من أن إطلاق المفاوضات المباشرة `يعد سياقا سياسياً وعملياً يخدم سياسة ومخططات الحكومة الإسرائيلية`. بدورها، قالت `الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين` إن `بيان اللجنة الرباعية الدولية ينطوي عليه قبول ضمني وتشريع للاستيطان والحصار ومشروع الدولة المؤقتة، ويمثل تنازلا عن بيانها في مارس الماضي.

مبارك يرحب...
هذا ورحب الرئيس المصري حسني مبارك بالبيان الذي أصدرته اللجنة الرباعية الدولية (روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة) والداعي لاستئناف مفاوضات السلام المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأكد الرئيس مبارك قبوله دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمشاركة في إطلاق المفاوضات المباشرة مطلع الشهر المقبل في واشنطن. وأبدى تطلعه لتوصل الجانبين لاتفاق سلام ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقا لموقع "أخبار مصر".
وكان سفير مصر لدى الولايات المتحدة سامح شكري قد أكد أن دعوة قُدمت للرئيس مبارك لحضور إطلاق المفاوضات. وذكر أن الرئيس مبارك يؤكد دائما على دعم عملية السلام والحقوق الفلسطينية طبقا للقرارات الدولية وحسبما تقتضيه المصلحة الفلسطينية والسلام في المنطقة.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد دعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس الى استئناف المحادثات المباشرة في واشنطن في الثاني من سبتمبر بهدف التوصل الى اتفاق سلام في غضون عام.
وذكرت كلينتون أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجه الدعوة أيضا الى عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك لحضور قمة واشنطن.

الكويت تدعم...
الى ذلك، تلقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح اتصالا هاتفيا من المبعوث الأميركي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل للتباحث في هذا الشأن.
واستعرض الجانبان خلال الاتصال تطورات عملية السلام الإسرائيلية ـ الفلسطينية وقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما المضي قدما في عقد مباحثات مباشرة على أن تستمر مدة أقصاها عام واحد، تفضي في نهايتها إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأعرب الشيخ محمد عن ارتياحه لهذا التعهد الأميركي، مشددا على دعم دولة الكويت لهذه الخطوات الإيجابية.
وأكد أهميةَ إلزام الجانب الإسرائيلي بالانصياع لاستحقاقات السلام باعتبارها تصب في مصلحة الجميع، وأنه لا حل لهذا الصراع الطويل إلا عبر قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة طبقا لحدود الرابع من يونيو عام 1967.
ولفت الشيخ محمد إلى أن الدول العربية مجتمعة ذهبت الى أقصى حد ممكن في سبيل تحقيق السلام العادل والدائم والشامل في المنطقة، وذلك من خلال مبادرة السلام العربية.
من جانبه، أشاد ميتشل بـ`التزام دولة الكويت المبدئي والمستمر بمساعدة الشعب الفلسطيني، معبرا عن شكر الإدارة الأميركية وتقديرها لهذا الدعم المتواصل.