بدأت إيران السبت، تزويد مفاعل "بوشهر" النووي بالوقود، لتبدأ المراحل الأولية لتشغيل أول مفاعل نووي في المنطقة بمساعدة روسية، وبذلك تصبح بذلك الجمهورية الإسلامية من الدول المستخدمة للطاقة النووية وسط عقوبات دولية ومخاوف غربية من سعيها لإنتاج أسلحة نووية.
وتأتي مراسم تزويد المفاعل النووي بالوقود بعد طمأنة روسيا للدول الغربية، عن "ثقتها التامة" بأن إيران لن تتمكن من استخدام الوقود المخصص للمفاعل لإنتاج سلاح نووي.
ومن المتوقع استمرار عملية نقل وتحميل الوقود النووي التي تشرف عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حوالي 15 يوما قبل انطلاق العمل بالمحطة فعليا.
ونقلت وكالة "فارس" عن علي شيرزاديان، الناطق باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، أن مراسم ضخ الوقود إلى المفاعل بدأت بحضور مدير الوكالة، علي أكبر صالحي، ومدير شركة روسيا، اتوم سيرغي كرينكو، ومدير نظام وإجراءات السلامة الروسية فلاديمير كوتين.
وذكر شيرزاديان أن ما يصل إلى 163 وحدة وقود سيتم نقلها إلى داخل المفاعل على أن تكتمل عملية النقل في شهر أيلول/ تموز المقبل.
وقبل ساعات من بدء ضخ الوقود، أكدت طهران أن إنتاج الوقود النووي في إيران هو حق شرعي تكفله القوانين الدولية.
ويتخوف الغرب من سعي الجمهورية الإسلامية لإنتاج سلاح نووي، وهو ما تنفيه بالتأكيد على سلمية برنامجها النووي وأنه لأغراض مدنية.
وقال وزير الخارجية الإيرانية، منوشهر متكي، " "نود أن ننتج وقودنا النووي بأنفسنا، لتلبية احتياجاتنا الخاصة. وكوننا عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي، فإننا نملك الحق في إنتاج الوقود. وحتى إن كنا لسنا بحاجة إليه في المستقبل، فباركننا تزويد من يحتاجون إليه من خلال بنك للوقود".
من ناحيته، أكد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أن التخصيب لإنتاج وقود لمفاعل بوشهر ومنشآت أخرى سيتواصل.
من جانبه، أكد قائد الثورة الإسلامية ،علي خامنئي، أن الشعب الإيراني لن يتراجع عن حقه في إنتاج دورة الوقود النووي، كما أكد رفض طهران الدخول في مفاوضات مع واشنطن مادامت لا تتخلى عن سياسة التهديد والعقوبات.
واستبعد قائد الثورة الإسلامية، أي عمل عسكري ضد طهران محذرا في الوقت نفسه برد يتجاوز المنطقة في حال تنفيذه.
كما أكد رفض طهران الدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة ما دامت لا تتخلى عن سياسة التهديد والعقوبات، وفق وكالة الأنباء الإيرانية، إرنا.
وانتقدت إسرائيل بشدة تدشين المفاعل النووي الايراني في بوشهر وقال المتحدث باسم الخارجية انه لا يعقل ان تستفيد دولة خارج حظيرة معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي وخارقة للقرارات الأممية وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تستفيد من استخدام الطاقة النووية. وحث الأسرة الدولية على ممارسة المزيد من الضغوط على إيران لثنيها عن مواصلة أعمال تخصيب اليورانيوم.
واعتبرت الولايات المتحدة أن بدء العمل في مفاعل بوشهر النووي لا يحمل في طياته مخاطر عسكرية. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان استخدامات هذا المفاعل مدنية وان عمله يقع تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف المتحدث الامريكي مع ذلك ان إيران ليست بحاجة الى تطوير قدراتها على تخصيب اليورانيوم ذاتيا اذا كانت نواياها سلمية.
وبدورها أكدت فرنسا ان تشغيل مفاعل بوشهر يبين ان طهران لا تحتاج الى مزاولة أنشطة تخصيب اليورانيوم للاستفادة من الطاقة النووية للإغراض السلمية. ودعت وزارة الخارجية الفرنسية ايران الى اعادة بناء الثقة بينها وبين المجتمع الدولي من خلال تعليق انشطتها النووية المخالفة للقرارات الدولية.