يعد مسجد الدولة الكبير احد معالم الكويت الاسلامية والحضارية وهو من أكبر المساجد على الاطلاق وأكثرها أناقة وجمالا وأشملها نشاطا وخدمات وأوسعها امكانات وطموحا ويتناسب الى حد كبير مع التطور العمراني الذي شهدته الكويت.
وقال مدير ادارة المسجد الكبير احمد العصفور لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان المسجد تم انشاؤه بمبادرة سامية من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح (رحمه الله تعالى) بعد أن ضاق مسجد السوق الكبير بالمصلين وخصوصا في المناسبات الدينية التي تشهد حضورا كثيفا كالعشر الاواخر من شهر رمضان المبارك.
واوضح العصفور ان مساحة المسجد الذي يقع وسط العاصمة بجانب شارع الخليج العربي مقابل قصر السيف (قصر الحكم) تبلغ 45 ألف متر مربع تشغل المباني منها 24 ألف متر مربع أما المساحة المتبقية فهي مغطاة بالخضرة والنخيل والنوافير وشلالات المياه ويتسع بكل ساحاته لأكثر من 60 ألف مصل.
واشار الى ان أعمال بناء المسجد بدأت عام 1979 وافتتح عام 1986 وبلغت تكلفة إنشائه قرابة 14 مليون دينار كويتي وروعي في تصميمه أن يكون صورة عن التراث المعماري الاسلامي مع استيحاء الخصائص المحلية للعمارة الكويتية والخليجية والالتزام بفن الزخرفة والكتابة الاسلامية واستخدام فنون الخط العربي هذا مع حرية التصرف في استعمال الطرق الحديثة في الانشاء.
وبين ان الهيكل العام للمسجد من القواعد والأعمدة والأسقف والمئذنة هي من الخرسانة المسلحة بينما كسيت الجدران الخارجية بالحجر الطبيعي والداخلية بالرخام والحجر الطبيعي مع اضافة الجبس المغربي وأعمال الزليج ذي الأشكال الهندسية والألوان الرائعة أما الساحات الخارجية للمسجد فيغطي أرضيتها حجر الرخام (الكرارة الايطالي) ويقع الصحن الرئيسي في الجهة الشرقية من المسجد ويضم دورات مياه وأماكن للوضوء.
وللمسجد كما قال العصفور صحنان آخران وتبلغ المساحة الاجمالية لجميع الصحون 8053 مترا مربعا وفي المسجد ثلاثة بيوت للصلاة مساحة القاعة الرئيسة فيه تبلغ 5200 متر مربع تتوسطها قبة كبيرة قطرها 26 مترا وارتفاعها 43 مترا وهي مزخرفة بأسماء الله الحسنى منقوشة على السيراميك الأصفهاني.
كما يوجد بها 144 نافذة لللإضاءة الطبيعية وتتسع هذه القاعة لأكثر من 10 الاف مصل وتؤدى فيها صلاة الجمع والعيدين وتقام فيها الاحتفالات في المناسبات الدينية أما الصلوات اليومية فتؤدى في المصلى اليومي الملحق بالمسجد والذي يتسع ل500 مصل وكذلك يوجد في المسجد مصلى للنساء يتسع لالف مصلية ولهن مدخل خاص بالجهة الجنوبية للمسجد وللمسجد 21 بابا من خشب الساج الهندي المحفور يدويا.
وذكر ان المسجد الكبير يضم مبنى لادارة المسجد ومكتبة مساحتها 350 مترا مربعا تحتوي على العديد من المراجع والكتب الاسلامية لمساعدة الباحثين المتخصصين في اعداد البحوث والرسائل العلمية كما يضم خمس قاعات تستوعب 5000 شخص تنظم فيها المحاضرات والندوات وتقام فيها البرامج الثقافية والعلمية والتعريفية بالمسجد الكبير اضافة الى مواقف للسيارات تتسع ل500 سيارة مكونة من اربعة أدوار تحت الصحن الشرقي للمسجد كما يوجد على جانبي مدخل ومخرج المواقف مصاعد إلى ساحة الصحن والأروقة.
وفي الناحية الشمالية الغربية للمسجد كما يشير العصفور هناك مدخل خاص لصاحب السمو أمير البلاد وقاعة خاصة تم تزيين جدرانها واسقفها بأعمال الزليج والجبس المغربي وتحتوي على نسخة طبق الأصل من المصحف المنسوب الى الخليفة الثالث عثمان بن عفان.
ولفت الى ان المسجد يضم سردابا تبلغ مساحته ثلاثة الاف متر مربع خصص لأجهزة التحكم الالكترونية وغرفا لآلات التكييف والكهرباء وشبكات المياه ومولدات احتياطية في حالات انقطاع الكهرباء.
وذكر العصفور ان المسجد يعتبر معلما من معالم دولة الكويت الحضارية والاسلامية حيث يقصده العديد من ضيوف الدولة والسائحين فضلا عن طلاب المدارس الحكومية والخاصة والمؤسسات الأهلية وغيرها.