تغطيات

حزب الله وشكوك بتورط اسرائيل باغتيال الحريري

خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي كشف فيه عن صور رصدتها طائرات استطلاع إسرائيلية لموقع اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، فجر جدلا وشكوكا حول ضلوع اسرائيل في هذه الجريمة، معتبراً أنها تمثل قرائن ومعطيات وليست أدلة قاطعة..
وركزت اللقطات على تصوير قصور الحريري في قريطم واستراحته في منطقة فقرا الاصطيافية، بالإضافة إلى قصر الحكومة في بيروت ومقر سكن أفراد أسرة الحريري في صيدا، ومنطقة فندق سان جورج التي وقع فيها حادث اغتيال الحريري.
وقال نصر الله إن اللقطات التي حصل عليها عناصر وكوادر حزبه عبر تمكنهم من اعتراض بث طائرات الاستطلاع الإسرائيلية أثناء رصدها للأجواء اللبنانية، ومن ملفات التحقيقات مع عملاء إسرائيل في لبنان، تشير إلى أن إسرائيل كانت تترصد وتراقب تحركات الحريري بدقة، لا سيما وأن تلك المناطق التي جرت مراقبتها لا تحتوي على أي مبان أو أهداف تابعة لحزب الله أو أنصاره.
وعلى مدى ساعتين ونصف، استعرض نصر الله صوراً التقطها الحزب من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، في أوقات مختلفة، ومن زوايا ومسافات متنوعة، ترصد الطريق الذي كان يسلكه موكب الحريري قبل اغتياله يوم 14 فبراير 2005، في انفجار سيارة مفخخة.
بعدها تم عرض فيديو عن استطلاع إسرائيلي جوي لمدينة بيروت، وقصر الحريري في قريطم والسراي الحكومي في الصنائع ونقطة استهداف الحريري قرب السان جورج.
واعتبر نصر الله أن هذه "القرائن والمعطيات التي اُبرزت الليلة ممكن أن تفتح باب التحقيق مع الإسرائيليين".
كما تحدث عن تواجد من وصفه بـ"أحد العملاء التنفيذيين، وهو غسان جرجس الجدّ، الذي كان متواجداً في السان جورج قبل يوم واحد من الاغتيال، ولكن هذا العميل فر من لبنان قبل اعتقاله في العام 2009".
واعتبر الأمين العام لحزب الله أن "التصوير من زوايا مختلفة ومن مواقع مختلفة وفي أوقات مختلفة هو دليل للإعداد" لعملية اغتيال، مشدداً رغم ذلك على أن هذه الصور تشكل "قرائن ظنية وليست أدلة قطعية، ويجب أن تفتح الباب أمام آفاق جديدة" في التحقيق الدولي في القضية.
نصرالله يشرح بعرض الصور
وفي معرض عرض الصور التي قال إنها رصد إسرائيلي لأماكن تواجد الحريري، شرح أمين عام حزب الله كيفية نجاح عناصره، في العام 1997، من التقاط بث طائرة التجسس MK، خلال قيامها بعمليات تصوير في جنوب لبنان، وترسل الصور إلى إسرائيل.
وقال نصر الله "تمكنا من الدخول على خط هذا الإرسال، وأصبح هناك إمكانية أن تصل مباشرة إلى غرفة عملياتنا. وهذا كان إنجازاً فنياً".
وتابع "بعد حادثة أنصارية، اتخذ العدو إجراءات احتياطية فقام بتشفير البث. التقط الإخوة صوراً جوية لطائرة استطلاع إسرائيلية تصور من الشاطئ باتجاه البساتين، وتمشي لتصل إلى أنصارية. فتوقعنا نية إسرائيل القيام بعملية في المنطقة، ونصبنا كمائن في عدة أماكن. وفي 5 أيلول 1997 جاء كوماندوس إسرائيلي وسار في الطريق المستطلع، وصولاً إلى المكمن". علماً أن هذه العملية أسفرت عن مقتل كامل جنود وحدة الكوماندوس الإسرائيلي، البالغ عددهم 12 ضابطاً وجندياً.
وبالطريقة نفسها، استعرض نصر الله عمليات رصد إسرائيلية نموذجين عن عمليتي استطلاع جوي، حيث تم لاحقاً وضع عبوات لعلميتي اغتيال تم بالفعل تنفيذهما. إذ أظهر النموذج الأول رصد أبو حسن سلامة (علي ديب)، ثم عملية اغتيال محمود المجذوب.
اسماء متورطة..
وتطرق نصر الله إلى دليل آخر هام في هذا الصدد وهو ما حدث في عام 1996 عندما كان أمن المقاومة يلاحق عميلا لإسرائيل يدعى أحمد نصر الله كان يقوم بتصوير مواقع في الضاحية الجنوبية وبعد اعتقاله اعترف بأنه أبلغ أحد عناصر الفريق الأمني للشهيد رفيق الحريري بأن حزب الله يخطط لاستدراج الحريري إلى صيدا لاغتياله عبر قيام أبو حسن سلامة باغتيال شقيقته بهية الحريري ومن ثم يأتي الحريري ليتم تنفيذ المخطط ضده .
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن العميل السابق تم تسليمه إلى السلطات الأمنية اللبنانية وأطلق سراحه في عام 2000 دون معرفة الأسباب وهرب إلى الشريط الحدودي ودخل إسرائيل ومازال موجودا هناك حيث يقوم بتجنيد عملاء جدد لإسرائيل ، ولم يكتف نصر الله بما سبق بل إنه بث شريط فيديو لاعترافات هذا العميل بعد اعتقاله .
كما تخلل المؤتمر الصحافي عرض لمجموعة من العملاء الذين اعترفوا بالتعامل مع إسرائيل، والذين تم اعتقال أغلبهم بين عامي 2009 و2010.
وفي شريط مصوّر، ظهر "فيليبوس حنا صادر وكان يستطلع حركة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش، ودوره جمع معلومات حول مواقع عسكرية لبنانية، ومعلومات حول شخصيات وقيادات لبنانية وعسكرية، ومعلومات حول منزل الرئيس سليمان في عمشيت، ومعلومات حول اليخت الخاص بقائد الجيش".
وتم عرض فيديو عن العميل سعيد العلم الذي كان مكلفاً برصد حركة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، والرئيس سعد الحريري، وتحديد مواعيد حضور الرئيس سعد الحريري إلى منزل جعجع، ومراقبة تحركات الأخير في الأرز، وتحديد تردد بعض السياسيين إلى مقاهي جبيل.
بعدها عُرض فيديو عن العميل محمود رافع، "الذي تضمنت اعترافاته المشاركة في 4 عمليات اغتيال، وزرع عدد من العبوات الناسفة، واستقبال وإيواء ومساعدة عدد من المجموعات الإسرائيلية داخل لبنان".
وقال أيضا إن عملاء إسرائيل رصدوا تحركات قائد الجيش اللبناني، جان قهوجي، وحاولوا جمع معلومات تتعلق باليخت الذي يملكه، والذي يرسو في مرفأ بيروت.
وأشار نصر الله إلى أن رافع كان وراء زرع عبوة في منطقة الزهراني، أواخر عام 2005، "كانت تستهدف رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهي إسرائيلية 100%".
ثم بُث فيديو عن العميل ناصر نادر الذي شارك في اغتيال غالب عوالي، والعميل فيصل مقلد "الذي نقل عناصر تنفيذية للعدو الإسرائيلي عبر البحر، وحقائب سوداء كبيرة إضافة إلى أسلحة".
أما الفيديو الأخير عن العملاء فكان لأديب العلم، "الذي قام بتصوير ومسح العديد من الطرقات والمناطق، وشارك في عملية استطلاع لاغتيال الأخوين المجذوب، وتم تزويده بمجموعة هواتف خليوية".
المحكمة الدولية..
وكرر نصر الله عدم ثقته بلجنة التحقيق الدولية، التي وصفها بأنها "مسيسة وغير مؤتمنة على التحقيق في اغتيال الحريري".
وقال نصر الله "للأسف نحن لا نثق بهذا التحقيق الدولي. لكن إذا قررت الحكومة اللبنانية أن تكلف جهة لبنانية موثوقة فنحن حاضرون للتعاون". وأضاف "أنا لا أعتبر أن لجنة التحقيق هي لجنة مؤتمنة على ذلك، ولدي أدلتي على ذلك، وما قدمته وقلته هو قرائن ظنية وليست أدلة قطعية، وإنه يجب أن يفتح الباب لفرضية إسرائيلية، لأنه على مدى خمس سنوات لا المحكمة الدولية ولا التحقيق الدولي ولا أحد حتى في لبنان عمل خطوة واحدة باتجاه أن يذهب التحقيق إلى الفرضية الإسرائيلية".
ورأى بعض المراقبين أنه ربما كان لزيارة التهدئة التي قام بها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، بصحبة الرئيس السوري بشار الأسد، إلى لبنان مؤخرا أثر بتخفيف حدة لهجة نصر الله حيال المحكمة الدولية بحادثة اغتيال الحريري، أو حتى بمستوى ونوعية المعلومات والقرائن التي أماط عنها اللثام خلال مؤتمره الصحفي الاثنين.
وبدأت المحكمة الدولية عملها رسمياً أول مارس عام 2009 بعد أربع سنوات من مقتل الحريري، ولم تحدد المحكمة موعداً لبدء توجيه الاتهام أو إعلان النتائج.
وفي اول تعليق للمحكمة الدولية على إعلان نصر الله، قالت الناطقة باسم المحكمة فاطمة عيساوي لـ"بي بي سي" ان "مكتب المدعي العام سبق ان دعا، ولا يزال يدعو، كل من لديه ادلة تتعلق بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الى ان يقدموا هذه الادلة الى مكتب المدعي العام، وان اي افادة تستند الى عناصر موثوقة تقدم اليه سوف ينظر فيها".
وعن رفض نصرالله التعاطي مع المحكمة الدولية ودعوته لتحقيق محايد، قالت عيساوي: "بحسب النظام الاساسي للمحكمة الخاصة، فان التحقيق بات بيد المحكمة الدولية وليس السلطات اللبنانة، واي دليل يجب ان يقدم الى مكتب المدعي العام".
وعن احتمال تورط اسرئيل في عملية الاغتيال اتهامات نصر الله، ردت الناطقة بالقول: "المدعي العام سبق ان اعلن انه ينظر ويحقق في كل الادلة الموثوقة، بين يديه او التي تقدم اليه".
وهدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن "المقاومة" لن تقف متفرجة إذا اعتدت إسرائيل مرة اخرى على الجيش اللبناني وقال إن الحزب سيقطع اليد الاسرائيلية التي تمتد إلى الجيش وقال نصر الله ان اسرائيل خرقت منذ وقف العمليات العدائية في اغسطس 2006 اكثر من 7 آلاف ومئة مرة القرار الدولي 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي والعالم لم يحرك ساكنا.
وكشف نصر الله انه "منذ اللحظة الاولى لوقوع المواجهة استنفرت المقاومة وكانت في اعلى درجات الاستعداد وكانت الحكمة والمصلحة والوفاء تتمثل بان تضع المقاومة نفسها بتصرف الجيش الذي تولى المواجهة المباشرة"، مضيفا أن قادة المقاومة "اتصلوا بقائد الجيش ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب وابلغوهم موقف المقاومة التي تتصرف بانضباط ولكنها جاهزة وبتصرف قيادة الجيش".
اسرائيل ترد ..
إسرائيل وصفت الاتهامات التي وجهها نصر الله بتورطها في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري بانها "سخيفة".
وقال مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "العالم اجمع والدول الغربية واللبنانيين يعرفون ان التهامات سخيفة"، مشيرا الى ان الاتهامات جاءت نتيجة شكوك المجتمع الدولي في تورط حزب الله في قتل الحريري.
سعد الحريري..
من جهة اخرى دعا سعد الحريري زعيم الأكثرية البرلمانية في لبنان حسن نصر الله إلى سحب مسلحي الحزب من شوارع بيروت.
وقال الحريري في كلمة له إن ما يجري في شوارع بيروت ليس ضربا من ضروب الجنون فحسب ، ولكنه فتنة طائفية.
وشدد الحريري في كلمته على أن قرارات الحكومة بخصوص شبكة اتصالات حزب الله لست لخدمة أمريكا أو إسرائيل.
وعرض زعيم الأغلبية النيابية في لبنان مبادرة لحل الأزمة في لبنان تشمل إنهاء كافة المظاهر المسلحة في بيروت ، ووضع القرارين موضوع سوء التفاهم في عهدة الجيش ، انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية ثم الانتقال للحوار.
اشتباكات..
وتجري اشتباكات ضارية بين أنصار المعارضة والموالاة في منطقتي كورنيش المزرعة وبشارة الخوري وسط العاصمة اللبنانية بيروت.
وتأتي هذه الاشتباكات عقب خطاب للأمين العام لحزب الله أوضح فيه أن الحل للأزمة السياسية التي تمر بها لبنان حاليًا يتمثل في نقطتين "إلغاء قرارات الحكومة الأخيرة بشأن شبكة اتصالات حزب الله، والاستجابة لدعوة الحوار الوطني التي وجهها رئيس البرلمان نبيه بري".
وقال نصر الله إن الحكومة تجاوزت "الخطوط الحمراء" عندما اتخذت هذه "القرارات السوداء في تلك الليلة الظلماء"، معتبرًا أن المساس بشبكة اتصالات حزب الله هو مساس بسلاح الحزب.
وأضاف نصر الله أن سلاح الحزب سيستخدم في الدفاع عن السلاح، معتبرًا أن ذلك لا يعني نكثًا لوعد يقطعه مرارًا بألا يستخدم سلاح المقاومة في داخل لبنان.
وتابع أنه عندما يهدد اليوم بذلك فلأنه يعتبر أن السلاح في هذه الحالة يستخدم ضد من يعملون للتخلص من سلاح المقاومة لصالح "العدو".
واستبعد نصر الله أن تؤدي الأحداث الجارية في لبنان إلى حرب طائفية وقال: إنه تم تجاوز هذه المخاوف من فتنة طائفية، مشيرًا إلى أن المواجهة الآن بين طرفين "المشروع الوطني والمشروع الأمريكي الإسرائيلي"، على حد قوله.
وقال الأمين العام لحزب الله: "على فريق السلطة أن يعلم أنه أدخل لبنان في وضع جديد بعد الجلسة الأخيرة والقرارات التي اتخذها بشأن شبكة الاتصالات".
وشن نصر الله، هجوماً حاداً على زعيم الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط, زاعماً أنه الرئيس الفعلي للحكومة اللبنانية, وأن السنيورة عبارة عن موظف لديه.
وجاءت كلمة حسن نصر الله قبل وقت قليل من كلمة مرتقبة لزعيم تيار المستقبل سعد الحريري، وبعد ساعات من تحذير أصدره الجيش اللبناني الخميس من أن وحدته ستكون معرضة للخطر إذا استمرت الأزمة التي يمر بها لبنان حاليًا، في الوقت الذي تدخل فيه الجيش لفض اشتباكات جديدة بين أنصار السلطة والمعارضة.
وقال بيان للجيش اللبناني: إنه يضع نفسه بتصرف الجميع للخروج من الأزمة الحالية.
وكان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة قد أعلن أن الحكومة تفكر في إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول، وهو ما رفضه قائد الجيش العماد ميشال سليمان، حسبما أفادت صحيفة السفير، مشيرة إلى أن الأخير لوح بالاستقالة إذا استمر الوضع على حاله.
دعوة سعودية..
السعودية من جانبها دعت "التيارات التي تقف وراء التصعيد" إلى إعادة حساباتها، محذرة مما قالت إنها "فتنة عمياء" لن تخدم إلا "قوى التطرف الخارجي".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسئول أن هذه القوى "قامت ولا تزال بتعطيل كل جهد مخلص وشريف لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان، وتحقيق الوفاق بين أبنائه، كما عطلت وتعطل مبادرة الجامعة العربية بهذا الشأن".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى