تغطيات

إسرائيل ترفض بيان الرباعية حول المفاوضات المباشرة

أعلنت إسرائيل رفضها لبيان اللجنة الرباعية الدولية حول تحديد موقفها من المفاوضات المباشرة بين تل أبيب ورام الله، ساعية إلى رعاية أميركية لهذه المفاوضات ينتج عنها دعوة تكون "أكثر توازنا" من بيان "الرباعية".
جاء هذا الرفض في ختام جلسة المنتدى الوزاري السباعي الإسرائيلي التي عقدها برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر سياسي وصفته بالـ"كبير" في القدس قوله "إن بيان الرباعية الدولية ربما سيكون ورقة التوت التي ستتيح للفلسطينيين الانتقال إلى المفاوضات المباشرة"، مضيفا أن الإدارة الأمريكية ستصدر خلال الأسبوع الجاري بيانا آخر يحدد شروط إطلاق المفاوضات المباشرة "ويشكل تسوية بين الموقفين الإسرائيلي والفلسطيني."
وأشارت المصادر إلى ان المحامي يتسحاق مولخو المقرب من نتنياهو سيرأس هذا الطاقم. كما سيشارك فيه ممثلون عن كل من الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية وجهاز الأمن العام (الشاباك) ومكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق ومجلس الأمن القومي.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية تأكيدات "محافل سياسية" في القدس بـ"أن إسرائيل لن تقبل أي دعوة لاستئناف المفاوضات المباشرة إلا من الولايات المتحدة"، موضحة أنها "تنتظر دعوة أمريكية تشدد على وجوب ألا تكون هناك شروط مسبقة لاستئناف هذه المفاوضات."
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد أكدت أيضا، نقلا عن مسؤول في الإدارة الأميركية، قوله إنه سيعلن استئناف المفاوضات المباشرة خلال الأيام المقبلة، مضيفا لا تزال هناك أمور عدّة ينبغي تسويتها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس ليتسنى استئناف المحادثات.
وكان المجلس الوزاري السباعي الإسرائيلي المصغر برئاسة نتنياهو قرر، رفض دعوة `اللجنة الرباعية`، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى الشروع في المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين المجمدة منذ عام ونصف العام.
 

 

تفاؤل أمريكي...
اكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ان رد الفعل الاميركي الحازم على مشاريع البناء الاسرائيلية في القدس الشرقية "يعطي ثماره" مع توقع استئناف المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية.
وعن تأثير التصريحات الاميركية التي اثارت ازمة ديبلوماسية بين البلدين، اوضحت كلينتون لإذاعة "بي بي سي" ووسائل اعلامية اخرى (وكالات): اعتقد اننا سنشهد عودة الى مسار التفاوض، وهذا يعني ان الامر يعطي ثماره لان هذا هو هدفنا.
وبدت كلينتون التي شاركت في موسكو في اجتماع اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط متفائلة بعد محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي سعى الى تهدئة الموقف. ووصفت المحادثة بـ "المفيدة والبناءة"، مؤكدة للصحافيين الموجودين في موسكو انها من الاسباب التي ستدعو (المبعوث الاميركي جورج) ميتشل للعودة الى المنطقة والالتقاء به خلال ايام.
واكدت كلينتون لمحطة "بلومبرغ" انه خلال هذه المفاوضات غير المباشرة التي ستبدأ قريبا كما نأمل، سيتم التطرق الى مجمل المشكلات، بما في ذلك القدس، نافية اشاعات تفيد بأن ادارة الرئيس باراك اوباما تسعى الى الضغط على نتنياهو للتوصل الى السلام حتى ولو ادى الامر الى المجازفة بسقوط حكومته. وقالت: اننا لا نتخذ موقفا ولا نتدخل في اختيار الاسرائيليين لمن يحكمهم.
 

دعم اللجنة الرباعية...
من ناحيته، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ان اللجنة الرباعية للشرق الاوسط "تدعم في شدة" جهود الفلسطينيين لإقامة دولتهم.
واكد لرئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض اثناء زيارة لرام الله ان اللجنة الرباعية ارسلت رسالة واضحة وقوية: نحن نؤيد في شدة جهودكم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، مجددا دعوته إسرائيل إلى "الوقف التام والكامل لكل أشكال الاستيطان".
وقبل المحادثات، اصطحب فياض الأمين العام الى نقطة مطلة على رام الله لمشاهدة مناطق واسعة من الضفة الغربية تقع تحت السيطرة الاسرائيلية التامة ويحظر على الفلسطينيين القيام بأي اشغال تطوير فيها.
وقال فياض قبل وصول بان كي مون ان الأمين العام سيرى بنفسه مدى صعوبة الوضع، كما سيرى مدى عزمنا على خلق حقائق ايجابية على الارض.
وعقب الجولة قال بان كي مون: رأيت بنفسي وبوضوح كيف يعيش الفلسطينيون تحت القيود وحتى في منطقتكم انتم غير قادرين على التطوير او حتى الحفاظ على حياة اقتصادية عادية.
وشدد على ضرورة اتخاذ الجانب الإسرائيلي خطوات تهدف إلى تحسين حياة الفلسطينيين، وتمكنهم من العيش في ظروف أفضل، خصوصا في قطاع غزة المحاصر، مؤكداً أهمية دعم الوضع الإنساني للفلسطينيين.
وكان بان كي مون، قد التقى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في القدس.
 

ادانه فلسطينية...
في غضون ذلك، دان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ، موقف الحكومة الإسرائيلية. وقال عريقات لـ `فرانس برس`، ان `اعلان الحكومة الإسرائيلية رفضها بيان الرباعية الدولية قبل صدوره إمعان في رفض عملية سلام جادة ويدل بوضوح على أن هذه الحكومة لديها برنامج آخر غير برنامج السلام والاستقرار في المنطقة`. وذكرت وسائل الإعلام أن `بيان الرباعية` يدعو إسرائيل إلى أن تمدد عشرة أشهر مهلة تجميد الاستيطان الجزئي في الضفة الغربية، والتي تنتهي في 26 سبتمبر المقبل، مع تحديد مهلة تتراوح بين عام وعامين للتوصل إلى اتفاق بشأن إقامة دولة فلسطينية بعد انسحاب إسرائيل إلى حدود 1967.
ورفض نتنياهو مرات عدة اي تمديد لتجميد جزئي للاستيطان في الضفة الغربية، وأكد ان بناء مساكن في المستوطنات التي يعيش فيها نحو 300 ألف إسرائيلي سيستأنف في نهاية سبتمبر.
كما يعارض نتنياهو انسحابا كاملا من الضفة الغربية وخصوصاً من وادي الأردن، وكذلك تفكيك كتل استيطانية كبرى يعيش فيها معظم المستوطنين أو أي تنازلات بشأن القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل. ويرى رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضاً انه لا يمكن تحديد مهلة زمنية مسبقا لنهاية هذه المفاوضات.
وكانت الرئاسة الفلسطينية تحدثت، عن تقدم في المقترحات والأفكار للدخول في المفاوضات المباشرة، وذلك خلال لقاء بين عباس وديفيد هيل، مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشيل.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة ان `المشاورات الفلسطينية - الأميركية ستستمر، وهناك افكار طرحت وهناك تقدم حتى هذه اللحظة`.
 

ضمانات دولية...
ومن جهته، اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة `فتح`، ومفوض الإعلام فيها، محمد دحلان ، أنه من المبكر وضع تواريخ لبدء المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، مشددا على رفض الذهاب إلى المفاوضات من دون ضمانات دولية بوقف الاستيطان ودون تحديد المرجعية السياسية.
ونقلت وكالة `معا` الإخبارية الفلسطينية عن دحلان قوله إن `هناك اشتباكا سياسيا بين الرئيس محمود عباس والإدارة الأميركية`، موضحا أنه جرى خلال لقاء عباس بالمبعوث الأميركي هيل `عرض طويل لمضمون النص الذي على أساسه سيؤخذ القرار الفلسطيني`. وأكد وجود محاولة من الإدارة الأميركية للضغط نحو الذهاب في المفاوضات المباشرة.
الفصائل الفلسطينية...
وعلى نفس الصعيد، أكدت حركة حماس وعدد من الفصائل الفلسطينية اثر اجتماعها في دمشق "رفضها للمفاوضات المباشرة وغير المباشرة" مع اسرائيل، منددة ب"استمرار نهج التنازلات" والخضوع "للاملاءات الاميركية والصهيونية".
وذكر بيان صدر عن الفصائل عقب اجتماعها في دمشق "ان فصائل المقاومة الفلسطينية تؤكد رفضها للمفاوضات المباشرة وغير المباشرة، وتحذر من النتائج والتداعيات الخطيرة لاستمرار نهج التنازلات والتفريط بالحقوق الوطنية الفلسطينية".
واعلن المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني نمر حماد الجمعة ان عباس ينتظر بيانا للجنة الرباعية "لاتخاذ القرار المناسب من المفاوضات المباشرة"، في حين اعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد ان السلطة الفلسطينية ستحدد الاحد او الاثنين موقفها من استئناف المفاوضات المباشرة مع اسرائيل من عدمه. واعتبر بيان الفصائل ان "العودة الى المفاوضات المباشرة تمثل خضوعا للاملاءات الاميركية والصهيونية التي تستهدف تصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والتغطية على ممارسات الاحتلال".
وبلغ عدد الفصائل المشاركة في الاجتماع والموقعة على البيان احد عشر فصيلا فلسطينيا، ابرزها حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة والجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين.
واكد البيان الذي تلاه عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول قيادتها في الخارج ماهر الطاهر، ان الاصرار على اجراء المفاوضات المباشرة يأتي "لتقديم طوق النجاة لفك العزلة عن هذا الكيان (الاسرائيلي) المجرم".
ودعت الفصائل الى "انهاء الاتقسام الداخلي وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية وفق رؤية وخط سياسي يوقف الرهان على مفاوضات وسياسة ثبت فشلها". وتكثف الادارة الاميركية مساعيها لحمل الاسرائيليين والفلسطينيين على البدء بمحادثات مباشرة في اقرب وقت ممكن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى