تصوغ كوريا الجنوبية خطة لرفع موارد صندوق النقد الدولي إلى تريليون دولار لتعزيز قدرته على إقراض دول متعثرة ماليا توقيا من أزمات جديدة، وفق ما قال مديره العام دومينيك ستراوس كان.
وقال ستراوس كان، لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، إن الصندوق يسعى من خلال الحصول على مساهمات إضافية من الدول الأعضاء بقيمة 250 مليار دولار إلى إقامة ما سماها شبكات أمان لمنع أزمات مالية أخرى محتملة على شاكلة أزمة الديون في أوروبا.
وكان صندوق النقد نفسه قد ساهم في شبكة أمان بنحو تريليون دولار أقرت في مايو/ أيار الماضي لنجدة دول أعضاء بمنطقة اليورو يُحتمل أن تعجز عن سداد ديونها.
ونقلت اليومية البريطانية عن ستراوس كان قوله إن صندوقا بتمويل كبير يمكنه التدخل بشكل شامل، حتى في الأوقات التي لا تكون فيها أزمات, مما سيساعد على منع أزمات.
وأوضحت الصحيفة أن صندوق النقد, وبدلا من أن يرد منفردا على الأزمات من خلال تقديم قروض مشروطة في الغالب, يريد ترتيبات مالية يُّتفق عليها مسبقا, وتُخصص بالأساس لدول منفردة تواجه صعوبات, وذلك بهدف تهدئة مخاوف الأسواق بشأن أي دولة قد تواجه أزمة سيولة.
وحسب فايننشال تايمز, فإن كوريا الجنوبية التي تتولى هذا العام رئاسة مجموعة العشرين للاقتصادات العالمية المتقدمة والناشئة, تعمل على بلورة خطة بهذا الشأن.
وتأمل كوريا الجنوبية أن تتوصل إلى إقناع الأعضاء الآخرين في المجموعة برفع موارد صندوق النقد إلى تريليون دولار عندما يلتقي قادة العشرين بقمة أخرى تعقد في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في سول.
وفي واشنطن, قال مسؤول أميركي إن بلاده مع تعزيز شبكات الأمان المالي لكنها تحتاج إلى الاطلاع على مزيد من التفاصيل بشأن الخطة الكورية الجنوبية.
وكان قادة مجموعة العشرين قد قرروا في قمتهم بلندن في أبريل/ نيسان من العام الماضي مضاعفة موارد الصندوق ثلاث مرات إلى 750 مليار دولار من 250 مليارا.
وقالت الصحيفة البريطانية إن خبراء الاقتصاد الكوريين الجنوبيين يتولون إعداد خطة زيادة موارد صندوق النقد بحكم خبرتهم في التعامل مع الأزمة المالية التي ضربت بلادهم قبل عامين بسبب نقص شديد بالسيولة, وهو ما استدعى حينها مساعدة من الولايات المتحدة واليابان والصين.
الاقتصادات الآسيوية
من جهة اخرى اكد رئيس صندوق النقد الدولي أن الاقتصادات الآسيوية قادرة على مواصلة أدائها القوي الذي سجلته خلال الأزمة الاقتصادية العالمية, لكنه حذر من صدمات ممكنة جراء المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد العالمي. بينما أعلنت كوريا الجنوبية عن نمو أكبر لاقتصادها خلال السنة الجارية.
وقال شتراوس كان في كلمة ألقاها أمام مؤتمر وسط مدينة ديجون الكورية الجنوبية "إن وقت آسيا قد حان, ولا يمكن أن يشكك أي شخص في استمرار نمو الأداء الاقتصادي لدول القارة".
وأضاف أن آسيا قد ظهرت كمركز اقتصادي عالمي في أعقاب التباطؤ الاقتصادي, ووزنها في العالم على الصعيد الاقتصادي في ارتفاع مستمر منذ الإصلاحات التي أعقبت أزمة 1997/ 1998 المالية في شرق آسيا.
ويأتي تأكيد كان على دور آسيا بعد أن توقع صندوق النقد مؤخراً أن يبلغ النمو الاقتصادي في آسيا نسبة 7.5% في هذا العام بوتيرة أسرع مقارنة بتوقعات متوسط نمو الاقتصاد العالمي وتبلغ 4.6% فقط.
وفي الوقت نفسه حذر كان من الصدمات الخارجية الممكنة التي يمكن أن تهدد الاقتصادات الآسيوية, مشيرا إلى انتشار محتمل لأزمة الديون في أوروبا، وانتعاش حاد في تدفقات رأس المال إلى آسيا ومخاطر النمو المحموم.
ودعا رئيس صندوق النقد الدولي آسيا إلى تعزيز الاستثمار والاستهلاك المحليين كمحرك ثان للنمو لها إلى جانب التصدير، مشيرا إلى أن ذلك يكون أكثر أهمية لها عندما تواجه الوسائل التقليدية لها في النمو، مثل الصادرات إلى الدول المتقدمة، الآن ركودا.
كوريا الجنوبية
وعلى صعيد متصل، رفع البنك المركزي الكوري الجنوبي، في تقرير له اليوم الاثنين، توقعاته لنمو اقتصاد البلاد للعام الحالي إلى 5.9% مقابل 5.2% وفقا للتوقعات السابقة.
كما زاد أيضا من توقعاته للنمو في الربع الثاني إلى 1.2% من 0.8% في تقدير سابق، وأشار إلى أن الاقتصاد من المحتمل أن يكون قد نما بنسبة 7.4% في النصف الأول من هذا العام.
وسجل اقتصاد كوريا الجنوبية خلال العام الماضي نموا بمعدل 4.5% من إجمالي الناتج المحلي, كما رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو اقتصاد هذا البلد إلى 5.75% من توقعات سابقة بـ4.5%.
وتعافى اقتصاد كوريا الجنوبية -رابع أكبر اقتصاد بآسيا- بقوة بعد الانكماش خلال الأزمة المالية العالمية بفضل الصادرات والحوافز الحكومية وانخفاض أسعار الفائدة، وتمكن من النمو بنسبة 0.2% فقط العام الماضي.