تغطيات

اوباما ونتنياهو يبحثان الانتقال للمفاوضات "المباشرة" بين اسرائيل والفلسطينين

قبيل زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لواشنطن، أكد البيت الأبيض أن محادثات السلام غير المباشرة في الشرق الأوسط التي تدعمها الولايات المتحدة تحقق تقدما، فيما استغربت السلطة الفلسطينية هذا التصريح، نافية علمها بذلك ومطالبة الولايات المتحدة بتوضيحات.
الى ذلك، طالبت السلطة الوطنية الفلسطينية، الولايات المتحدة بتوضيحات بعد إعلان مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما للشرق الأوسط دانييل شابيرو حدوث تقدم في محادثات السلام غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة "التحرير الفلسطينية" صائب عريقات أن السلطة الفلسطينية طلبت رسميا من الادارة الأميركية ايضاحات حول وجود تقدم في المفاوضات غير المباشرة ونحن بانتظار الحصول على إجابات.
وأشار عريقات الى أن المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل لم يقدم خلال اجتماعه الأخير مع الرئيس محمود عباس أي مواقف من الجانب الإسرائيلي حول قضيتي الأمن والحدود أو أي قضية من قضايا المرحلة النهائية.
يشار إلى أن المحادثات المباشرة مجمدة منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر 2008 ويناير 2009.


البيت الأبيض...
ومن جهة أخرى، أكد البيت الأبيض أن محادثات السلام غير المباشرة في الشرق الأوسط التي ترعاها واشنطن، تحقق تقدما بالرغم من الشكاوى الفلسطينية التي تتهم إسرائيل بالمماطلة.
وأعرب مسؤولون أمريكيون كبار عن أملهم في الانتقال قريبا إلى محادثات مباشرة بين الطرفين. ومع ذلك لم تحدد هذه المصادر التي كانت تتحدث إلى الصحافيين قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، أي برنامج زمني لذلك.
وقال مستشار الرئيس أوباما للشرق الأوسط دنيال شابيرو البارحة الأولى، إن المحادثات "حققت تقدما وإن الهوة بين الجانبين تقلصت".
وترى واشنطن أن المحادثات غير المباشرة التي تمكن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل من إطلاقها، تشكل مرحلة انتقالية لبدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال شابيرو إنه من الصعب تحديد برنامج زمني لمعرفة متى يمكننا أن ننتقل إلى الخطوة التالية لكن التقدم الذي تحقق مشجع.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عرض على صحف إسرائيلية، صورة قاتمة لسير لمحادثات.
ونقلت صحيفة "معاريف" عن عباس قوله "لم نتلق من نتنياهو أية إشارة تدل على تقدم".
وأضاف عباس في تعليقات أدلى بها لصحافيين من أربع صحف إسرائيلية التقوه في مقره في رام الله ـ الضفة الغربية، أن نتنياهو تجاهل كل ما أثرناه.
ويفترض أن تستمر المفاوضات غير المباشرة التي بدأت في التاسع من مايو أربعة أشهر. وهي تركز على القضايا الأساسية بما فيها الحدود والأمن. ويريد نتنياهو بدء المحادثات المباشرة لكن القيادة الفلسطينية ترغب في تحقيق تقدم في الاعتراف بحدود الأراضي الفلسطينية ووقف هدم بيوت الفلسطينيين في القدس الشرقية.
وتشكل زيارة نتنياهو إلى واشنطن محاولة من الإسرائيليين والأمريكيين لتأكيد أن الخلافات بين الحليفين قد تم تخطيها بعد لقاء عاصف في مارس (الماضي بين أوباما ونتنياهو بسبب مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية.
وكان يفترض أن يلتقي نتنياهو أوباما الشهر الماضي لكنه ألغى زيارة إلى واشنطن بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
وهذه المرة سيستقبل نتنياهو بكل المراسم التقليدية المخصصة للقادة الأجانب بما في ذلك إجراء محادثات في المكتب البيضاوي وعقد مؤتمر صحافي والتقاط صور وغداء في البيت الأبيض.
وقد أكد نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الاتصالات الاستراتيجية بن رودس قائلا: لا يوجد قطعا أي خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مضيفا: إنها علاقة قوية جدا ومهمة جدا للولايات المتحدة قبل كل شيء إدارتنا وبالاشتراك مع الحكومة الإسرائيلية اتخذت عدة خطوات لتعزيز تعاوننا وتعميقه.
وتابع رودس، إن المحادثات بين أاوباما ونتنياهو ستتركز أولا على الدفع باتجاه بدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنها ستتناول سلسلة من التحديات المرتبطة بالأمن الإقليمي مثل إيران.
وأكد نتنياهو في مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي العام الجمعة، أنه سيسعى خلال لقاء الرئيس أوباما إلى بذل ما في وسعه لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي وتعزيز عملية السلام مع الفلسطينيين.
وأضاف لتحقيق هذا الهدف، نتحرك بالتشاور مع الولايات المتحدة ودول أخرى.
الانتقال الى المفاوضات المباشرة...
في غضون ذلك، يصل مستشارا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عوزي أراد ويتسحاق مولخو إلى القاهرة ، وذلك قبل يومين من زيارة نتنياهو لواشنطن للقاء أوباما في البيت الأبيض.
وذكرت الاذاعة الإسرائيلية أن اراد ومولخو سيعقدان لقاءات مع كبار المسؤولين المصريين ومن بينهم مدير جهاز الاستخبارات المصرية العامة المصرية الوزير عمر سليمان، مشيرة الى أنهما سيطلعان المسؤولين المصريين على المواقف التي سيطرحها نتنياهو على الرئيس الأميركي، بما في ذلك رغبة إسرائيل في الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.
كما ستتناول هذه اللقاءات ما قامت به اسرائيل لتخفيف الطوق المفروض على قطاع غزة وامكانية استئناف عمل المراقبين الدوليين وأفراد السلطة الفلسطينية في معابر القطاع، بالإضافة الى موضوع صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
وكان الرئيس الفلسطيني قدم لصحف إسرائيلية تلخيصا سلبيا لمسار المفاوضات غير المباشرة، وقال إنه لم يتلق من نتنياهو حتى إشارة واحدة يمكن أن تشير إلى التقدم.
وتعتبر زيارة نتنياهو لواشنطن محاولة من الإسرائيليين والأميركيين للقول إن الخلافات بين الحليفين قد تم تخطيها بعد لقاء عاصف في مارس الماضي بين أوباما ونتنياهو بسبب مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية.
اتخاذ موقف...
ومن جانب آخر، قال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن العرب في حاجة الى اتخاذ موقف في حال فشلت المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
تصريحات موسى جاءت خلال زيارة له لبيروت حيث التقى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
يشار إلى أن احراز تقدم في عملية السلام بالشرق الاوسط يعتبر محورا رئيسيا في سياسة ادارة اوباما لاصلاح العلاقات الامريكية مع العالم الاسلامي والتي توترت بسبب الحربين في العراق وأفغانستان والمعركة ضد المتشددين الاسلاميين.
ويعد اقناع اسرائيل والفلسطينيين بالموافقة على اجراء محادثات غير مباشرة اهم انجاز ملموس لاوباما بالنسبة للشرق الاوسط منذ توليه منصبه العام الماضي لكن التوقعات لا تزال ضئيلة لتحقيق انفراجة من اي نوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى