تغطيات

ايران...اصرار على بلوغ الهدف

في تحدٍ جديد للمجتمع الدولي أعلنت إيران قبل عدة ايام أنها أنتجت 20 كلغ من اليورانيوم المخصب لدرجة 20 في المائة، وقال رئيس البرنامج النووي علي أكبر صالحي لوكالة «إيسنا»: «لقد أنتجنا نحو 20 كلغ من المخصب بـ %20، ونحن نعمل على إنتاج صفائح وقود». وكرر أنه سيكون بإمكان إيران بحلول سبتبمر2011 أن «تؤمن الوقود الضروري لمفاعل الأبحاث في طهران».

وكان صالحي قد أعلن أن إيران تملك القدرات التقنية لإنتاج صفائح الوقود الضرورية للمفاعل، وهو ما تستنكره الدول الغربية. (يمكن أن يستخدم اليورانيوم المخصب وقوداً في المفاعلات النووية، كما يمكن استخدامه أيضا لإنتاج القنبلة الذرية).

وتطالب الدول الكبرى طهران بتعليق نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم. وكان الرئيس محمود أحمدي نجاد قد أمر في فبراير بالتخصيب بنسبة 20%، بعد فشل مشروع لتبادل الوقود بمبادرة من الأمم المتحدة. وفي 17 مايو اقترحت البرزايل وتركيا أن ترسل إيران يورانيوم ضعيف التخصيب إلى تركيا لتحصل بعدها على وقود لتشغيل مفاعلها للأبحاث، إلا أن الدول الكبرى رفضت الاقتراح، ودعمت في يونيو قراراً صدر عن مجلس الأمن يفرض مجموعة رابعة من العقوبات.

وضع دفاعي
نائب رئيس اركان القوات المسلحة الجنرال العميد سيد مسعود جزائري أعلن ان ايران في افضل وضع دفاعي حاليا، وهي لم تكن في اي وقت في مثل هذا المستوى.

 

وكان المسؤول الايراني يرد على تصريحات خبير روسي قال ان الولايات المتحدة واسرائيل تعدان العدة لمهاجمة ايران. وقال الجنرال جزائري «ان على الروس الا يكرروا سيناريوهات الغرب الكاذبة، والا يسيروا على خطاهم، وان يمتنعوا عن نشر مثل هذه الاخبار الكاذبة».

واضاف ان القوات المسلحة الايرانية على استعداد وجهوزية تامة للدفاع عن الحدود البرية والجوية والبحرية.

الرئيس الامريكي باراك أوباما

وفي واشنطن أكد الرئيس باراك أوباما ان إسرائيل لن تهاجم إيران من دون التنسيق مع الولايات المتحدة، معتبراً انه قد لا تكون هناك فرصة أفضل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط من الوقت الراهن.

وأعرب أوباما في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي عن اعتقاده بأن تل ابيب لن تحاول مفاجأة الولايات المتحدة بهجوم أحادي على إيران.

وعما إذا كان قلقاً من احتمال أن يحاول بنيامين نتانياهو مهاجمة إيران من دون التنسيق مع الولايات المتحدة، اجاب «العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل قوية بما يكفي لكي لا يفاجئ أحد منا الآخر، لكننا نحاول التنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك». وتابع أوباما ان اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن أن يتحقق في ولايته.

في هذه الاثناء أعلنت إيران أنها نجحت في تحديث واحدة من الطائرات القتالية الروسية من طراز «ميغ - 29».

وجرت أعمال التحديث في قاعدة الطيران في مدينة تبريز شمال غرب البلاد، وقد خاضت الطائرة بعدها اختبارات طيران استعدادا للدخول في عداد القوات الجوية الإيرانية. وقال قائد القوات الجوية الإيرانية حسن شاخ - صافي: «إن جميع أعمال الإصلاح والتحديث جرت في كل المراحل على يد مهندسين إيرانيين». وأشار إلى أن إيران قامت على مدى عدة سنوات بمحاولات لصنع قطع غيار للطائرة المذكورة، كي تجدد أسطول طائرات القوات الجوية وتحسن أداءها. يذكر أن إيران تملك عددا من طائرات «ميغ – 29» الروسية الصنع كانت قد استلمتها في عام 1991 كما وتملك أعدادا إضافية أخرى منها تعود لسلاح الجو العراقي للنظام البعثي البائد كانت قد لجأت إليها هربا من التدمير من قبل قوات التحالف الدولية.

وفي خط مواز ايضا ذكر الحرس الثوري في تقرير له ان ظروف واجواء المنطقة مشحونة بالتوتر، وان الحرس اتخذ جميع الإجراءات والاحتياطات لمواجهة شن حرب محتملة وقريبة على ايران.

موقف الحرس جاء بعد ايام من إرسال واشنطن حاملة الطائرات «ترومن» و12 مدمرة الى مياه الخليج لتنضم الى حاملة الطائرات «ايزنهاور»، وسط انباء عن وصول غواصات ومدمرات أميركية وإسرائيلية اخرى، واعلان المخابرات الأميركية عن توصل النظام الايراني الى تقنية انتاج اسلحة الدمار الشامل.

الأجواء العسكرية والسياسية في المنطقة لا تشير الى احتمال اندلاع الحرب قريباً لان احتمال تطبيق بنود القرار 1929، الصادر ضد الجمهورية الاسلامية، لا سيما الفقرة الخاصة بتفتيش السفن الايرانية، قد يؤدي الى اندلاع المواجهة العسكرية بين ايران واميركا، خاصة ان النظام هدد بتدمير السفن العسكرية التي تعترض سفنه التجارية في مياه الخليج وبحر عمان.


ويرى الكثير من المراقبين وفقا لتقرير نشرته القبس ان تصاعد واتساع الضغوط الاقتصادية والعسكرية على النظام ومنعه من استيراد الأسلحة او الأجهزة الخاصة بتطوير قدرته النووية قد يدفعه الى التورط في مواجهة عسكرية او التهديد باندلاع مثل هذه المواجهات لابعاد الضغوط عليه، وتهديد مصالح الغرب في المنطقة. ويلاحظ ان الحرس الثوري يتوقع اندلاع المواجهة مع اميركا في مياه الخليج، حيث نقل مقر قيادته من طهران الى ميناء بندر عباس لاسباب عدة، منها اشرافه على حرب السفن المرتقبة في حال تطبيق بنود القرار 1929، وثانياً تهديد القواعد الأميركية في الدول العربية الخليجية، وثالثاً ضرب واشعال النار في آبار النفط والغاز وتهديد الملاحة في الخليج تطبيقاً للمثل المعروف «عليّ وعلى أعدائي»! والدخول في ما يسمى «حرب كسر العظام».

واذا صحت التقارير بشأن امتلاك النظام للقنابل النووية فانه من المحتمل ان تقوم اسرائيل اولاً بضرب جميع مفاعلات ايران النووية وتتنحى جانباً لكي تتصدى القوات الأميركية لاي ردود فعل عسكرية ايرانية ضد اسرائيل او دول المنطقة، وهذه المواجهة قد تكون مفتوحة في حال تشغيل مفاعل بوشهر النووي وافتقاده للدعم الجوي والصاروخي اللازم بعد تخلي روسيا عن إرسال منظومة «اس 300» الصاروخية لايران بالرغم من ادعاء الحرس انه تمكن من صناعة منظومة مشابهة وان لديه القدرة ايضاً على ضرب الأراضي الأميركية وتدمير جميع الدول الأوروبية! وهي ادعاءات لا يصدقها اي احد حتى في الداخل وتظل في حدود الشعارات التي قد يندم عليها النظام قريباً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى