تغطيات

القرار 1929 يضع ايران بين المواجهة والتسوية

 

فرض مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة جولة رابعة من العقوبات على ايران اليوم الأربعاء بسبب برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يستهدف تطوير وسائل لصنع قنابل نووية.وفيما يلي العقوبات الرئيسية الجديدة التي فرضت على ايران في مشروع قرار اقره مجلس الامن :-
* ينبغي للدول الاعضاء في الامم المتحدة التزام اليقظة ازاء البنك المركزي الايراني والبنوك الايرانية الاخرى لمنع المعاملات التي تساهم في تمويل الانشطة النووية الحساسة والخاصة بالانتشار النووي او تطوير انظمة اطلاق الاسلحة النووية.
* يحظر على ايران ممارسة اي نشاط تجاري في دول تستخرج وتنتج اليورانيوم او تستخدم مواد وتكنولوجيا نووية او تكنولوجيا لها علاقة بالصواريخ القادرة على اطلاق اسلحة نووية.
* يتعين على جميع الدول منع تزويد ايران بالدبابات القتالية والمركبات المدرعة القتالية وانظمة المدفعية ذات العيار الكبير والطائرات المقاتلة وطائرات الهليكوبتر الهجومية والسفن الحربية وبعض الصواريخ او انظمة الصواريخ او المواد ذات الصلة بما في ذلك قطع الغيار.
* يحظر على ايران القيام باي نشاط متصل بالصواريخ القادرة على اطلاق اسلحة نووية بما في ذلك القاذفات وسيتحتم على الدول الاخرى منع نقل التكنولوجيا او المساعدة الفنية المتعلقة بمثل هذه الانشطة الى ايران.
* يتوجب على جميع الدول منع الافراد المدرجين على القائمة الامم المتحدة السوداء من دخول اراضيها.
تشمل القائمة السوداء الجديدة شخصا واحدا هو جواد رحيقي رئيس مركز نووي ايراني يعالج اليورانيوم. كما ستجمد ارصدته وسيواجه حظرا دوليا للسفر.
* تضيف 15 كيانا جديدا يسيطر عليها جهاز الحرس الثوري الايراني الى قائمة الامم المتحدة السوداء الحالية للشركات التي ستجمد اصولها في الخارج وتدعو جميع الدول الى اليقظة بشان المعاملات التي يكون الحرس الثوري طرفا فيها والتي من شأنها ان تساهم في انشطة ايران النووية او تطوير انظمتها الخاصة بإطلاق الاسلحة النووية.
* ينبغي لجميع الدول ان تفتش جميع الشحنات المتجهة الى ايران او القادمة منها اذا كان لديها ما يدعوها للاعتقاد بانها تحتوي على مكونات محظورة. ويتعين على الدول الاستيلاء على هذه المكونات والتخلص منها.
* يتبغى على الدول منع توفير الخدمات المالية ومنها التأمين او اعادة التأمين اذا كان لديها اساس للاعتقاد بان مثل هذه الخدمات قد تساهم في انشطة ايران النووية الحساسة او الخاصة بالانتشار النووي او تطوير انظمة اطلاق اسلحة نووية.
* على الدول ان تمنع فتح فروع جديدة او وحدات تابعة او مكاتب تمثيلية للبنوك الايرانية في اراضيها وكذلك منع البنوك الايرانية من اقامة مشروعات مشتركة جديدة او ابداء الاهتمام في تملك بنوك تحت ولايتها القضائية او اقامة علاقات معها او الاستمرار في هذه العلاقات لمنع توفير خدمات مالية اذا اعتقدت ان هذه الانشطة قد تساهم في انشطة ايران النووية الحساسة او الخاصة بالانتشار النووي او تطوير انظمة اطلاق اسلحة نووية. كما يجب ان تحظر الدول على المؤسسات المالية الواقعة تحت ولايتها القضائية فتح مكاتب تمثيلية او وحدات تابعة او حسابات مصرفية في ايران على نفس الاسس.

نجاد ينتقد العقوبات
اعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان عقوبات مجلس الامن الجديدة بحق ايران "لا تساوي قرشا" و"تستحق ان تلقى في سلة المهملات وقال احمدي نجاد هذه القرارات التي تبناها مجلس الامن لا تساوي قرشا واحدا في نظر الامة الايرانية".واضاف ابلغت احدهم (ممثلو الدول الكبرى) ان هذه القرارات التي تصوتون عليها ليست سوى محارم قديمة تستحق ان ترمى في سلة المهملات".

 رسالة لا لبس فيها
اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما ان العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الامن على ايران على خلفية برنامجها النووي "وهي الاكثر حزما حتى يومنا هذا" توجه "رسالة لا لبس فيها" الى السلطات الايرانية.وقال اوباما "هذا القرار سيفرض اشد العقوبات التي عرفتها الحكومة الايرانية, وهذا يبعث برسالة لا لبس فيها حول تصميم الاسرة الدولية على وضع حد لانتشار الاسلحة النووية".واضاف ان هذه العقوبات لن تغير موقف ايران من برنامجها النووي بين ليلة وضحاها لكنه قال انه يأمل ان تغير السلطات الايرانية نهجها من اجل الشعب الايراني.واضاف اوباما ان "التصويت يؤكد ان ايران تدفع اكثر واكثر ثمن تعنتها". وتابع "اود ان اقول بوضوح ان هذه العقوبات لا تغلق باب الدبلوماسية", مذكرا بموقف الدول الست المعنية بملف ايران النووي.

عرقلة خطة ايران النووية
قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون إن العقوبات التي فرضها مجلس الامن بالامم المتحدة حديثا "ستؤثر" على طموحات ايران النووية واعربت عن أملها في إمكانية ان تلعب تركيا والبرازيل دورا في استمرار التواصل الدبلوماسي مع طهران.واضافت إنها تشعر بالرضا تجاه التصويت الذي مكن المجلس من فرض عقوبات جديدة على طهران بموافقة 12 عضوا واعتراض عضوين وامتناع عضو واحد.وقالت كلينتون "هدفنا ليس معاقبة ايران. هدفنا هو وضع حد لأي شكوك وعلامات استفهام بخصوص الغرض من البرنامج النووي الايراني ومنع ايران من الحصول على اسلحة نووية وهذه غاية تجد قبولا واسعا لدى المجتمع الدولي."واشارت الى أن العقوبات الجديدة التي فرضت قيودا على مصارف وشركات يعتقد أن لها صلة بالبرنامج النووي الايراني ستكون مؤثرة وربما تدفع ايران في نهاية المطاف الى مفاوضات حقيقية." ومضت كلينتون تقول "نستطيع في اعتقادنا ان نبطئ وبالتأكيد ان نؤثر بل وان نجعل من الصعب عليهم الاستمرار في برنامجهم النووية من خلال تلك العقوبات. وفي ذات الوقت نود ان نعيدهم لطاولة التفاوض."

خطوة في غير محلها
وقد اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمنبراست ان قرار مجلس الامن الدولي بفرض سلسلة عقوبات جديدة على ايران هو خطوة "في غير محلها تزيد الوضع تعقيدا". وقال المتحدث ان "القرار خطوة في غير محلها". واضاف في اول رد فعل ايراني على تبني مجلس الامن رزمة جديدة من العقوبات على ايران على خلفية برنامجها النووي, ان "هذا القرار ليس بناء ولا فاعلا لمعالجة الوضع. نعتقد انه سيزيد الوضع تعقيدا".ومن جانب اخر قال علي أصغر سلطانية مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان إيران لن توقف أنشطة تخصيب اليورانيوم بعد موافقة مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات جديدة عليها.وقال " لا شيء سيتغير. الجمهورية الاسلامية الايرانية ستواصل أنشطة تخصيب اليورانيوم."

ميركل ترحب بقوة
رحبت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "بقوة" بالعقوبات الجديدة التي تبناها مجلس الامن الدولي بحق ايران على خلفية برنامجها النووي.وقالت ميركل "ارحب بقوة بتبني هذا القرار حول البرنامج النووي الايراني مشددة على ان هذا القرار "يقول بوضوح ان العالم سيتاكد من عدم امتلاك ايران ابدا للسلاح النووي". واضافت "اعطينا ايران على مدى فترة طويلة اكثر من عامين فرصا عدة لتثبت شفافيتها, بما في ذلك حيال السلطات النووية الدولية. لكن ايران لم تنتهز البتة هذه العروض".وشددت ميركل على ان العقوبات الجديدة لا تستهدف الشعب الايراني, بل فقط مسؤولي البرنامج النووي, وبينهم الحرس الثوري الايراني وشركات متعددة.

عقوبات غير فاعلة
ورغم موافقة بلاده على فرض عقوبات على ايران لا يزال رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين يعتبر ان هذه العقوبات "غير فاعلة" لحل الازمات النووية في العالم. وقال بوتين هل تعرفون مثلا واحدا عن عقوبات كانت فاعلة? (...) في الاجمال انها غير فاعلة".

تحفيز الجهود الدبلوماسية
وقد اوضحت وزارة الخارجية الروسية ان العقوبات الجديدة التي اقرها مجلس الامن ضد ايران بسبب برنامجها النووي تهدف الى اعطاء "دفعة" للتوصل الى تسوية دبلوماسية لهذا الملف. وقالت الوزارة في بيان "من الواضح ان العقوبات في ذاتها لن تحل المشاكل المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني. الهدف من جهودنا هو اعطاء دفعة للتوصل الى تسوية سياسية دبلوماسية" لهذا الوضع.وشددت روسيا ايضا على ان القرار الذي اقره مجلس الامن لا يفرض عقوبات "خانقة او مشلة" لايران كما طالبت موسكو, كما يستبعد اي لجوء الى القوة.واوضح البيان "لا شيء في نص القرار يبرر اتخاذ اجراءات او تحركات تخرج عن اطار القرار بما في ذلك استخدام القوة او التهديد باللجوء الى القوة".وحذرت الدبلوماسية الروسية ايضا من تبني عقوبات اضافية واحادية من قبل دول اخرى وقالت ان "مثل هذه المحاولات لتجاوز مجلس الامن غير مقبولة بالنسبة الينا".
الصين تدعو لتطبيق القرار
دعا مندوب الصين الدائم لدى الامم المتحدة الى التطبيق الكامل لقرار مجلس الامن الذي يفرض مجموعة جديدة من العقوبات على ايران وحث طهران على الالتزام بمطالب المجتمع الدولي بخصوص برنامجها النووي.وقال السفير لي باودونج أمام مجلس الأمن بعدما أقر عقوبات جديدة على إيران "الصين تدعو جميع أعضاء المجتمع الدولي لتطبيق القرار بصورة كاملة وبنية صادقة."واضاف أن من "الضروري العودة إلى مسار الحوار والمفاوضات" مشددا على أن الهدف من العقوبات الجديدة هو "إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات".

خطوة مهمة جدا
اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان قرار مجلس الامن 1929 الذي فرض رزمة جديدة من العقوبات على ايران يشكل "خطوة مهمة جدا". وقال الوزير البريطاني "انها خطوة مهمة جدا الى الامام وهي تكشف التصميم الدولي في هذا الصدد". وتابع الوزير "كما تكشف ان التكتيك الايراني الرافض بكل بساطة للتفاوض حول برنامجه النووي ليس تكتيكا قابلا للنجاح".

عرقلة التسوية
اعلنت وزارة الخارجية التركية انها تخشى ان تعرقل العقوبات الجديدة التي اقرها مجلس الامن على طهران التوصل الى تسوية دبلوماسية لازمة برنامج ايران النووي.وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان ان "تركيا قلقة لاحتمال ان يضر قرار مجلس الامن بالجهود الدبلوماسية, وبالنافذة التي فتحت امام تسوية سلمية لمسألة البرنامج النووي الايراني".

قرار خطأ
قال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ان الدول الكبرى الاعضاء في مجلس الامن أضاعت من خلال فرض عقوبات جديدة على ايران "فرصة تاريخية" للتوصل الى حل من خلال التفاوض.واضاف "من دواعي الأسف ان ايران هي التي كانت تريد التفاوض هذه المرة وان الذين كانوا لا يريدون التفاوض هم من يعتقدون ان القوة تحل كل شيء وتابع "أعتقد ان اتخاذ هذا القرار خطأ.وقال لولا "اعتقد ان مجلس الامن بدد فرصة تاريخية للتفاوض في هدوء بشأن برنامج ايران النووي."

اسرائيل ترحب
اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان ان اسرائيل ترى ان العقوبات الجديدة التي فرضها مجلس الامن الدولي على ايران وبرنامجها النووي تشكل "اجراء ايجابيا".وقال البيان ان "القرار الذي اعتمده مجلس الامن الدولي بفضل الجهود الحازمة للرئيس باراك اوباما يشكل اجراء ايجابيا".واضاف نتانياهو ان "القرار يجعل من الواضح لايران ان القوى الكبرى في العالم تعارض برنامجها للاسلحة النووية".وتابع "نأمل ان يتبع هذا الاجراء الايجابي تحرك حازم من قبل الدول يستهدف خصوصا قطاع الطاقة في ايران".

التسوية السلمية
أكد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ان "العقوبات لا يجب ان تكون الخيار الوحيد" لمعالجة ازمة الملف النووي الايراني معتبرا انها "لا تخدم" التوجة نحو تسوية سلمية لهذه الازمة.وقال ابو الغيط في تصريحات للصحافيين ان "العقوبات لا يجب أن تكون الخيار الوحيد للتعامل مع الأزمة بين إيران والمجتمع الدولي".واضاف ان "التجارب السابقة للعقوبات انتهت دائما الى تصعيد التوتر والمواجهة وأن هذا الوضع لا يخدم التوجه لتسوية الأزمة بشكل سلمي".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى