قوانغتشو - افتتح معرض كانتون، أكبر معرض تجارى فى الصين ومقياس رئيسى للتنمية التجارية والاقتصادية، اليوم (الجمعة) وسط تزايد المخاوف بأن قوة اليوان قد تفرض عبئا على صادرات البلاد.وبالاضافة إلى فرص الاعمال، يراقب عن كثب جمهور من البائعين والمشترين فى المعرض، الذى يعرف رسميا بمعرض الاستيراد والتصدير الصينى، التطورات الاخيرة فى الخلاف بشأن سعر صرف اليوان.وقال داى تشاو، مدير التصدير بشركة ((وانجيال)) لأجهزة الغاز، وهى شركة متوسطة خاصة تبيع أجهزة الغاز لأوروبا الشرقية ودول أمريكا اللاتينية، "نتعرض لضغط كبير. إذا ارتفع سعر صرف اليوان بسرعة، سيخسر الكثيرون عملهم".واتفقت الكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة المشاركة فى المعرض مع داى، وتمثل الشركات حوالى 70 فى المائة من إجمالى 23599 بائعا مسجلا.وقال ليو جيان جون، المتحدث باسم معرض كانتون الـ108، "إن ارتفاع قيمة اليوان بصورة مفاجئة سيدمر المصدرين الصغار الذين يتراوح هامش ربحهم من اثنين إلى خمسة فى المائة".واوضح ليو قوى تشونغ، رئيس ادارة الاسواق الاجنبية بشركة ((جلانز) ) التى تعمل فى تصنيع الاجهزة المنزلية، "إننا نراقب عن كثب تقرير الحكومة الامريكية القادم بشأن ممارسات العملة فى الصين".ومن المقرر نشر تقرير وزارة الخزانة الامريكية بشأن سعر الصرف اليوم . ويخشى السوق ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدرج الصين فى قائمة الدول التى "تتلاعب بالعملة".ويقول محللون إن سياسة العملة الصينية شوهها بعض الساسة الامريكيين الذين يحاولون استخدامها كحجة لاقتصادهم الضعيف وفقدان الوظائف فى الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات النصفية.وذكر سو جينغ، وهو مسئول بالتجارة الاجنبية بوزارة التجارة ان "الضغط من أجل رفع قيمة اليوان لتحقيق مكاسب سياسية لن يضر سوى السوق العالمى وحده. وينبغى أن تكون تغيرات سعر الصرف مبنية على الظروف الحقيقية للاقتصاد الصينى وسوق التجارة".وأضاف سو إن "الصين تمر بمرحلة حاسمة فى اعادة هيكلة الاقتصاد. ولن يضر تقلب اليوان بصورة مفاجئة باقتصاد البلاد فقط إنما سيؤدى إلى تدهور مناخ الاستثمار فى الصين واضطراب التنمية الاقتصادية العالمية".وأكد شى شيان شون، أستاذ الاقتصاد بجامعة تونغجى ومقرها شانغهاى، "حيث ان الازمة الاقتصادية العالمية لاتزال قائمة، فإن النزاع بشأن العملة يمكن أن يدفع بعض الدول الى تقليل حصص الصادرات وزيادة الضرائب، مما يؤدى إلى اندلاع حروب تجارية قد تضر بالجميع".وقال باراهوكوا مارى، مدير شركة بناء فى اوغندا، إن "الاسعار مرتفعة بالفعل. ولن نتمكن من تحمل تكاليف البضائع إذا استمر ارتفاع اليوان".وذكر منظمون ان إجمالى 23599 شركة محلية واجنبية تشارك كباعة فى معرض كانتون الـ108 فى قوانغتشو، عاصمة مقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين.ويزيد هذا الرقم 240 مرة عن الرقم المسجل فى المعرض السابق الذى أقيم فى ابريل.وذكر ليو جيان جون، نائب مدير مركز التجارة الخارجية الصينية، انه من بين إجمالى الشركات تشكل الشركات الصينية 23098 شركة.وقال منظمون إن معرض كانتون هو أكبر معرض تجارى يقام مرة كل عامين فى الصين منذ أن بدأ عام 1957. وتضم المعروضات فى المعرض منتجات ميكانيكية والكترونية ومنسوجات ومنتجات رعاية صحية وغذائية ورياضية وبضائع استهلاكية أخرى.