القضية الساخنة
يصادف هذا الأسبوع احتفال أهم منظمة عالمية لانتاج النفط في العالم وهي منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك بالذكرى الخمسين لانشائها .
وعشية يوبيلها الذهبي نلقي نظرة في قضيتنا الساخنة لهذا اليوم على مسيرة المنظمة وتباين الاراء حول الدور الذي تؤديه في اسواق النفط العالمية والاسهامات التي قدمتها خلال العقود الخمسة الماضية .
تقرير :-
ما بين الرابع عشر من مثل هذا الشهر عام 1960 وعامنا هذا خمسون عاما او مسيرة طويلة لمنظمة الدول المصدرة للبترول اوبك .
منظمة ابصرت النور في اجتماع عقد بالعاصمة العراقية بغداد بمبادرة من الدول الخمس المؤسسة المنتخبة للنفط في حينه وهي السعودية ايران العراق الكويت وفنزويلا ، تضم المنظمة التي تعد منظمة حكومات حاليا 12 دولة بما فيها الدول الخمس المؤسسة و7 دول انضمت اليها لاحقا وهي قطر واندونيسا وليبيا والامارات العربية المتحدة والجزائر ونيجيريا وانجولا .
أهمية أوبك تأتي من حجم طاقتها الانتاجية الذي يتراوح بين 25و28 مليون برميل يوميا وهو يشكل ما نسبته 40% من حجم الانتاج العالمي كما ان معظم هذه النسبة يذهب الى التصدير وهو الامر الاهم بالنسبة لاوبك حيث التحكم بالاسواق .
والمفارقة هي ان هذه المنظمة التي تشرف على الخمسين لم يتوقع كثيرون صمودها ونجاحها لدى انشائها .
ويقول العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز ان المنظمة تضع نصب عينيها منذ قيامها هدفين اساسيين الاول حماية مصالح الدول الاعضاء والثاني حماية الاقتصاد العالمي من الهزات المفاجئة في سعر البترول وتوفيره لعل نجم أوبك بدأ باللمعان عام 73 في اعقاب حرب اكتوبر تشرين الاول بين العرب واسرائيل عندما اتفقت السعودية وايران وتبعهما في ذلك باقي الدول على استخدام النفط كسلاح وقطع امدادات النفط عن الدول التي وقفت مع اسرائيل وفي مقدمتها الولايات المتحدة وقد نجم عن هذا الامر تحد من قبل الولايات المتحدة حيث اصدر وزير الخارجية وقتها هنر كسينجر قرارا بتأسيس وكالة الطاقة الدولية في باريس بهدف تدمير اوبك لكنه مسعى لم يتحقق .
وثمة محطات تحدي اخرى للمنظمة او لنقل محنة كحادثة اختطاف كارلوس ومجموعته عام 75 من القرن الماضي وزراء المنظمة وكوادر النفط في دول مصدرة اساسية واخذهم في طائرة وهددهم بالقتل ثم استطاع وزير النفط الجزائري آنذاك بالعيد عبدالسلام انقاذهم من كارلوس في الجزائر .
وبطبيعة الحال كانت هناك محطات مضيئة خلال الخمسين عاما كتلك التي حصلت في يناير كانون الثاني من عام 76 من القرن الماضي حين اجتمع وزراء المالية في دول منظمة أوبك في باريس وقرروا انشاء صندوق اوبك للتنمية الدولية الذي قدم مساعدات لاكثر من مئة دولة منذ ذالك التاريخ .
في يوبيلها الذهبي تعد المنظمة مركز ثقل في سوق النفط العالمية حيث شكلت عامل توازن بين العرض والطلب ودافعت عن حقوق الدول المنتجة في الحصول على اسعار عادلة.