مال وأعمال

الصين تحتكر السوق لشركاتها وأوروبا تتهمها باستبعاد الشركات الأجنبية


قالت غرفة التجارة الأوروبية إن الشركات الأجنبية تخسر حاليا جزءا من نصيبها في السوق الصيني في قطاعات كبيرة من الصناعة بسبب التمييز في المعاملة الذي تلقاه من الحكومة الصينية والجهات الرقابية الرسمية.

وفي تقرير سنوي اتهمت الغرفة الصين بعدم الوفاء بالتزاماتها الخاصة بمنظمة التجارة العالمية وقالت إن الطلبات المتعلقة بالتراخيص وبالشهادات الخاصة بالشركات تستخدم حاليا من أجل إبعاد الشركات الأجنبية عن السوق الصينية.

كما تستخدم الحكومة تعريفات مبهمة للأمن العام لتعريف العديد من المنتجات مما يعني صعوبة الترخيص لمنتجات الشركات الأجنبية خاصة في قطاعات مثل الصيرفة والنقل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وقالت صحيفة فايننشال تايمز إن التقرير الذي تم جمع معلوماته بمساعدة مئات الشركات الأوروبية التي تعمل في الصين يتم توزيعه على نطاق واسع حاليا في بكين وبروكسل وسيستخدم أساسا لصياغة سياسة الاتحاد الأوروبي إزاء الصين.

وتم توزيع التقرير في الوقت الذي وصلت فيه مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى بكين للاجتماع بكبار المسؤولين بما فيهم رئيس الوزراء ون جيا باو.

وقالت آشتون بعد الاجتماع معه إن رده كان لينا عندما طرحت مسألة الاستثمارات الأجنبية واعترف بأنه لا تزال هناك بعض الأمور التي يتعين على الحكومة إنجازها لكنه أكد رغبته في خلق مناخ يشجع الاستثمار.

وأشارت فايننشال تايمز إلى أن التقرير الأوروبي ينتقد بشدة السياسة الصينية الخاصة بالشركات ويعكس الشعور بعدم الرضا بين الشركات الأجنبية التي تعمل في الصين.

وفي الأشهر الأخيرة عبر عدد من مسؤولي الشركات الغربية الكبرى بما فيها جنرال إلكتريك وسيمنز و بي أي إس إف عن الصعوبة التي تواجهها الشركات الأجنبية أثناء عملها في الصين.

استبعاد الشركات الأجنبية
ويقول رئيس غرفة التجارة الأوروبية جاك دو بواسيسون إنه يبدو أن هناك رغبة واتجاها لاستبعاد الشركات الأجنبية عن السوق الصينية. ويضيف أن هناك جزءا من الحكومة الصينية لا ترحب بالاستثمارات الأجنبية كما تريد إعطاء الشركات المحلية الحصة الأكبر في السوق.

وقال مسؤول بالغرفة إنه بالرغم من أن السوق الصينية تتوسع بسرعة فإنه من الصعب رؤية الحصة الأوروبية تكبر في السوق في أي صناعة من الصناعات, بل إن حصة الشركات الأجنبية تقل شيئا فشيئا في معظم القطاعات في الوقت الذي تتوسع فيه الشركات الصينية في العالم.

فعلى سبيل المثال استطاعت شركة غيلي للسيارات الصينية الاستحواذ على شركة فولفو لكن شركات السيارات الأجنبية لا تستطيع تملك أكثر من 50% من المشروعات المشتركة مع الشركات الصينية والتي غالبا تطالب بنقل التكنولوجيا.

وطبقا لأرقام غرفة التجارة الأوروبية فإن 3% فقط من الاستثمارات الأوروبية الخارجية المباشرة تذهب إلى الصين وهي لا تمثل أكثر من 5.3 مليارات يورو (6.8 مليارات دولار).

ويقول بواسيسون إن الرقم لا يمثل الحجم الحقيقي لاحتياجات السوق الصينية لو سمح للشركات الأوروبية بالدخول بصورة أكبر للسوق.

ويقول تقرير غرفة التجارة إن الشركات الأوروبية تشعر بالقلق إزاء التمييز الذي تتبعه الصين في تطبيق القوانين وفي سياسات الشراء الحكومية وفي ضعف قوانين حقوق الملكية الفكرية والتلكؤ في تطبيق الإصلاحات.

ومن أبرز القطاعات التي تواجه الشركات صعوبات في الدخول إليها قطاعات التأمين والسيارات وطاقة الرياح وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبتروكيمياويات والإنشاءات والأجهزة الصحية والكهرباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى