الامم المتحدة - اكدت دولة الكويت حرصها على تحقيق الغايات الانمائية للالفية المحددة لعام 2015 بالرغم من التحديات التي تواجهها خاصة في موضوع البيئة.
جاء ذلك في كلمة لوفد دولة الكويت الدائم لدى الامم المتحدة القاها السكرتير الثالث محمد عادل الحشاش الليلة الماضية امام اللجنة الاقتصادية التابعة للجمعية العامة في دورتها الخامسة والستين خلال مناقشتها بند "التنمية المستدامة".
وقال الحشاش ان دولة الكويت تولي اهمية كبيرة لتعزيز التنمية والتطوير على المستويين المحلي والدولي وانها مستمرة ايضا في سعيها من اجل احراز التقدم المنشود في مجال تنفيذ الغايات الانمائية للالفية وان حرصها على ذلك "يشكل حافزا لنا من اجل بلوغها بالرغم من التحديات التي تواجهنا لاسيما فيما يتصل بالبعد البيئي".
واضاف انه ينبغي لجهود المجتمع الدولي ان تتضافر للحد من الاثار البيئية الضارة من خلال اجراءات منها تزويد البلدان المنتجة والمصدرة للطاقة النفطية باحدث التكنولوجيات التي تسمح باستخراج وتكرير واحتراق الطاقة مع الحد من الاضرار التي تلحق بالبيئة.
وبين ان بلدان العالم لاسيما النامية منها وبالاخص اقلها نموا تواجه اليوم تحديات تتمثل في مختلف الصعوبات التي تعوق التنمية في تلك البلدان كظاهرة تغير المناخ والكوارث الطبيعية واختلال توازن النظام الايكولوجي فضلا عن التصحر وهشاشة النظام الاقتصادي وتراكم الديون مما يثقل كاهلها ويزيد من صعوبة تحقيقها للاهداف الانمائية للالفية بحلول عام 2015.
واوضح ان النجاح في مواجهة تلك التحديات يتطلب الحرص على تطبيق مفهوم الشراكة الدولية والمشاركة الفعالة في صنع القرار الدولي وجعله اكثر ديمقراطية وشفافية والحوار بين الشمال والجنوب وتامين التمويل من اجل التنمية والوفاء بالالتزامات الخاصة بالمساعدات الانمائية لاسيما الرسمية المتفق عليها دوليا بنسبة 0ر7 في المائة من الناتج القومي الاجمالي والتي يجب على الدول المتقدمة تقديمها بحلول عام 2015.
واضاف ان الكويت مستمرة في وقوفها الى جانب الجهود الدولية المبذولة لتمكين البلدان النامية من تحقيق التنمية المستدامة وذلك من خلال دعمها المباشر للعديد من المشاريع الانمائية التي يمولها الصندوق الكويتي للتنمية في تلك الدول والتي بلغت حوالي 15 مليار دولار يتركز معظمها في قطاعات النقل والطاقة والزراعة والمياه والصرف الصحي والصناعة والتي استفادت منها حتى الان اكثر من 100 دولة اضافة الى المساهمات الكويتية الاخرى المقدمة من خلال المؤسسات والهيئات الاقليمية والدولية وصناديق اخرى مثل صندوق اوبك ومن خلال مشاركة الكويت في البنك الافريقي للتنمية.
واوضح ان ما قدمته دولة الكويت بلغ ضعف ما تقرر دوليا ان تخصصه البلدان من دخلها القومي لمساعدة البلدان النامية.
وقال ان الكويت تفي بالتزامها بالاستمرار في تقديم المساعدات الانمائية والمالية للبلدان المحتاجة بما يحقق الاستقرار والتقدم لهذه الدول والنهوض بامكانياتها وقدراتها لتلبية احتياجاتها التنموية.
واضاف الحشاش ان دولة الكويت شهدت مطلع السنة الحالية الاعداد لتنفيذ خطة التنمية الوطنية للاعوام 2010 - 2014 التي تقدر اجمالي استثماراتها بمبلغ 115 مليار دولار وان هذه الخطة الطموحة تهدف الى النهوض بجميع قطاعات الدولة وتطوير البنية التحتية ورفع مستوى الخدمات التعليمية والصحية لجعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا في المنطقة تنفيذا للرغبة السامية لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح.
وتطرق الحشاش الى ظاهرة تغير المناخ فدعا المجتمع الدولي الى التصدي لاثاره من خلال تحسين استخدام الطاقة في جميع القطاعات وتنويع مصادرها والتوسع في استخدام تقنيات الانتاج النظيف لها ورفع القيود الجمركية عن التقنيات والمعدات المنخفضة الانبعاثات والى تبني خطط عمل وطنية واقليمية للتعامل مع قضايا المناخ وتوفير البنية التحتية اللازمة للحد من المخاطر المتوقعة والاستعداد لمواجهة الكوارث الناجمة عن تغير المناخ.
وختم الحشاش كلمته داعيا المجتمع الدولي ايضا الى التصدي بحزم وبسرعة لاثار تغير المناخ والكوارث الطبيعية مؤكدا ان الكويت تتطلع في هذا الشان الى نجاح المؤتمر الذي سيعقد في كانكون بالمكسيك في نهاية الشهر الحالي وتامل التوصل الى اتفاق يلزم الدول على خفض انبعاث غازات الدفيئة اسهاما في خفض نسبة تغير المناخ وتيسيرا لتحقيق التنمية المستدامة .