حذرت دولة الكويت المجتمع الدولي من مخاطر سياسة التطرف والتعصب في الاراء والمعتقدات ودعت الى التصدي لها والى اجراء حوار حضاري يقوم على أسس واقعية وسليمة.
جاء ذلك في كلمة بعثة الكويت الدائمة لدى الامم المتحدة ألقاها السكرتير الثالث مشعل الحبيل أمام الدورة الخامسة والستين للجمعية العامة للامم المتحدة أثناء جلسة مناقشة بند (البرنامج العالمي للحوار بين الحضارات..ثقافة السلام).
وقال الحبيل "ان العالم يواجه اليوم تحديا كبيرا يتمثل في سياسة التطرف والتعصب في الاراء والمعتقدات وفي عدم احترام بعض الجماعات والكيانات والافراد في مختلف دول العالم لثقافات الغير ووصولها أحيانا الى استخدام العنف الفكري أو المادي لفرض معتقداتها وآرائها".
وأشار الى أن النجاح في اقامة حوار شامل وواقعي بين الحضارات والشعوب يتطلب رغبة مشتركة وصادقة في التصدي للافكار المتطرفة وبعض الاعمال التي يقوم بها البعض مثل ازدراء الديانات ما يعيق الجهود التي تقوم بها الامم المتحدة من اجل تحقيق التقارب بين الحضارات ويقدم مبررا جديدا للطرف المقابل يشجعه على نشر أفكاره بعنف.
ودعا الحبيل الى اجراء تقييم شامل لكافة الجهود التي بذلت على مستوى الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وكذلك الجهود والمبادرات الفردية للمنظمات الاقليمية والدول بخصوص اقامة حوار حضاري على اسس واقعية وسليمة.
ودعا كذلك الى توحيد الانشطة والبرامج التي تقوم بها مختلف الاجهزة تيسيرا للحوار بين الثقافات والحضارات والاديان.
واوضح ان حوار الحضارات او تحالفها لا يعني انصهار الاديان والمعتقدات أو حتى الثقافات بل أن "الحضارة هي القبة التي تحوي ديانات وثقافات الشعوب وأن الهدف من الحوار بين الحضارات هو دراسة جذور الاختلاف ومعالجتها وتعلم أخلاق الاختلاف والوقوف أمامها بتواضع".
وذكر أن دولة الكويت حرصا منها على دعم جهود الامم المتحدة الرامية الى ضمان استمرارية حوار الحضارات وتفعيله طبقت خطة وطنية ذات أفق حضاري ينبع من إيمان الدولة وأركانها بأهمية التواصل والتفاعل الحضاري بالانضمام الى مبادرة تحالف الحضارات والالتحاق بمجموعة أصدقاء التحالف والمشاركة في كافة مؤتمراته والتي كان آخرها منتدى تحالف الحضارات الثالث الذي عقد بمدينة ريو دي جينيرو في البرازيل.
وأكد أن الانفتاح على الثقافات الأخرى والتسامح والتفاعل مع الآخر سمات متأصلة في التكوين الفكري والعقائدي والثقافي للمواطن الكويتي منذ القدم وهو ما ترجمه الدستور الكويتي الذي كفل حرية المعتقد وسمح للاخر بممارسة شعائره الدينية بكل أمان وحرية وأدى الى اجتذاب نحو 120 جنسية من مختلف الاديان والثقافات يعيش أصحابها على ارض الوطن وينعمون بالاستقرار والتسامح والاحترام.
ورأى الحبيل أن ثقافة السلام والتعايش النابعة من الايمان بالتواصل الحضاري لابد لها من أن تقوم على أبعاد استراتيجية تمنحها قوة وديمومة وتمكن مؤسسات المجتمع المدني وأفراده من التحرك بحرية لتحقيق أهدافها.
وذكر في هذا الصدد بالخطة الوطنية لدولة الكويت التي حددت أبعادا استراتيجية لتحقيق تلك الأهداف وهي ترسيخ ثقافة السلام والتسامح والاعتدال ومحاصرة ظواهر التطرف والارهاب والعنف وتحقيق توافق مجتمعي ووطني حول مفاهيم وقيم التواصل الحضاري والتعاون مع المؤسسات الدولية والاقليمية في ارساء أسس الفهم المشترك لقضايا التفاهم الانساني.
وأضاف أن دولة الكويت أنشأت مركزا عالميا للوسطية يدعو الى الاعتدال في الافكار والوسطية في التعامل وهي الأسس التي دعا اليها الاسلام وأن هذا المركز عقد ندوات ومؤتمرات تبحث في هذا الشأن على المستويين المحلي والدولي.
وأوضح أن الاجهزة الحكومية المختصة أعدت برامج وندوات موجهة لكل شرائح المجتمع أسهمت في خلق الوعي الوسطي بين الناس وعقدت ورعت العديد من المؤتمرات والندوات الاقليمية والدولية حول نهج الوسطية في الاسلام ونشر منهج التسامح الديني بين الشعوب واحترام المعتقدات والحضارات وخصوصيات الشعوب وتثبيت أسس المساواة لتحقيق أمن عالمي تعيش في ظله الحضارات الانسانية بسلام .