اكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح اليوم ترحيب دول مجلس التعاون الخليجي واستعدادها الدائم للتباحث والتنسيق مع الجمهورية التركية لدعم كل ما من شأنه المساهمة في اثراء التعاون الخليجي التركي وتفعيله.
جاء ذلك في كلمة للشيخ محمد القاها في افتتاح الاجتماع الوزاري المشترك الثالث للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون والجمهورية التركية الذي بدأ أعماله مساء اليوم بمشاركة وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي ووزير الخارجية التركي.
ورحب الشيخ محمد الذي يرأس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية باستضافة دولة الكويت الاجتماع الوزاري الذي يستمر يومين معربا عن سعادته "لتجدد هذه اللقاءات من أجل دعم فرص الحوار والتعاون بين الجانبين" وعن امله في ان يحقق الاجتماع "ما نصبو اليه" من تعزيز للعلاقات الخليجية التركية.
واستذكر الشيخ محمد التطورات التي شهدتها العلاقات بين دول المجلس وتركيا في الاونة الاخيرة "لاسيما بعد توقيع" مذكرة التفاهم في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية عام 2008 والتي "ارست قواعد" الحوار الاستراتيجي ووضعت اطارا مرجعيا ومؤسسيا ثابتا يهدف الى تطوير العلاقات بما يتناسب مع الروابط التاريخية والثقافية والجغرافية والاستراتيجية المشتركة "ويحقق الرغبة الاكيدة" في توجيه دفة تلك العلاقات باتجاه المصلحة العليا وبما يعود على الجميع بالخير والبركة والنماء.
وقال ان "حوارنا اليوم" يرتكز على تبادل وجهات النظر حيال مجمل القضايا وتطورات الاحداث السياسية والامنية على الساحتين الاقليمية والدولية "والتي اصبحت بحاجة ماسة" الى مزيد من تنسيق المواقف وتركيز الجهود لما فيه تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والعالم ككل.
واضاف "واذ نثمن" في دول مجلس التعاون الادوار التركية المهمة التي تضطلع بها في ساحة اقليمية لا تعرف السكون ولا تركن اليه "فاننا نأمل" بما تمثله من بعد اقليمي كبير وحيادية في المنظور رغم ازدحام المحاور وتعقيدات الاستقطاب في الجوارين القريب والبعيد ان "يكون حوارنا الاستراتيجي" منطلقا لتقادح فكري رصين يشخص الموقف ويقيم المطلوب ويؤمن سبل التنفيذ حوارا وتحركا ومواقف.
واشار الى ما حققته تركيا استنادا الى "مصداقيتها التي نملك وحياديتها التي بها نؤمن وثباتها الذي نشارك" من توافق وتأثير محمود في عدد من الملفات الاقليمية الحساسة "ولعلنا نستحضر" التفاعل التركي المهم في التعاطي بفاعلية وايجابية مع كل ما من شأنه استقرار العراق الشقيق وأمنه وأمانه في مسيرته نحو النماء والازدهار.
وقال الشيخ محمد "لذا وبهذه المفاهيم والمبادىء الواضحة التي نؤمن بها ونقر نتطلع بتفاؤل كبير لما يمكن لحوارنا الاستراتيجي هذا ان يؤسس ويبذر ويجني خيرا وفيرا ان شاء الله".
واكد ان دول مجلس التعاون الخليجي "تعتز" بالعلاقات الوثيقة مع الجمهورية التركية في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها مجال التعاون الاقتصادي مشيرا الى نمو تلك العلاقات "بشكل ملحوظ" ومساهمتها في زيادة حجم التبادل التجاري في السنوات الاخيرة.
واضاف انه "ولا ادل على ذلك من مقارنة جلية لحجم التبادل الذي ارتفع من (5ر1) مليار دولار امريكي عام 1999 الى (5ر17) مليار دولار عام 2008 " مضيفا ان نسب ارتفاع صادرات دول المجلس الى تركيا بلغت (509) بالمئة عام 2008 في حين ان نسبة ازدياد وارداتها منها تقدر بنحو (1476) بالمئة للعام ذاته "ما يعطي مؤشرا واضحا على عمق ومتانة العلاقة القائمة وفرص تطويرها".
وأكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد الصباح أهمية تعزيز دور مؤسسات القطاع الخاص من خلال دعم مشروع تشكيل مجلس الاعمال الخليجي التركي "الذي من شأنه" تنمية وتفعيل اوجه التعاون الاقتصادي المتنوعة لتلبية "طموحنا المشترك" في الوصول بمستوى العلاقات التجارية الى اقصى مستوياتها.
وقال ان تبادل المعرفة والاطلاع على التجارب المختلفة والاستعانة بالخبرات المتخصصة في المجالات الاقتصادية والفنية ذات الاولوية كالتجارة والصناعة والاستثمار والطاقة والزراعة والامن الغذائي لاسيما في ظل الامكانيات الاقتصادية الهائلة والفرص الواعدة لدى الجانبين "سوف يحقق تعاونا فريدا من نوعه" يساهم في نجاح وتنمية مشروع الشراكة الخليجية التركية.
وجدد الشيخ محمد التأكيد على ترحيب دول مجلس التعاون واستعدادها الدائم للتباحث والتنسيق "مع اصدقائنا" في جمهورية تركيا وصولا الى "غايتنا المنشودة" في دعم كل ما من شأنه المساهمة في اثراء التعاون الخليجي التركي وتفعيله في المستقبل القريب "ان شاء الله".
ويشارك في الاجتماع وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي الدكتور انور محمد قرقاش ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري احمد بن عبدالله آل محمود ووزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي نزار مدني والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله ووكيل وزارة الخارجية البحريني للشؤون الاقليمية ومجلس التعاون الخليجي حمد أحمد العامر ووزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو اضافة الى امين عام مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية