محليات

الحربش يقول ان للكويت بصمات واضحة على اوبك منذ تأسيسها قبل 50 عاما

فيينا - قال المدير العام لصندوق الاوبك للتنمية الدولية (اوفيد) سليمان جاسر الحربش ان الكويت تركت بصماتها الواضحة على منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) منذ تأسيسها قبل 50 عاما.
واضاف الحربش لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم بمناسبة الاحتفالات الجارية بذكرى مرور 50 عاما على تأسيس (اوبك) ان هذه الذكرى تعني الكثير بالنسبة لدولة الكويت التي لم تكن شاهدة فقط على ولادة المنظمة بل انها كانت وراء تسميتها بهذا الاسم.
واوضح الحربش ان الكويت وقفت بشكل غير مباشر وراء اطلاق اسم (منظمة الاقطار المصدرة للنفط) بدلا من الدول المصدرة للنفط (اوبك) "لان دولة الكويت عند تأسيس المنظمة عام 1960 لم تكن بعد دولة كاملة الاستقلال بالمعنى القانوني بينما كانت الدول الاربع المؤسسة الاخرى وهي السعودية والعراق وايران وفنزويلا دول كاملة الاستقلال".
وبعد استعراضه لتاريخ نشأة المنظمة وابرز العقبات والتحديات التي واجهتها طيلة ال50 عاما الماضية اشار الحربش الى المؤتمر الوزاري ال12 وهو الاول من نوعه الذي استضافته دولة الكويت حيث تم انتخاب سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الذي كان وزيرا للنفط والمالية انذاك رئيسا ل(اوبك) ليترك بصماته عليها منذ نشأتها.
وفي هذا الصدد اشاد المدير العام لصندوق (اوفيد) بما قدمه سموه من خدمات انسانية واخلاقية وسياسية جليلة لدولة الكويت ومنطقة الخليج والدول العربية ولفلسطين.
وحول الاهتمام الخاص الذي ابداه سمو امير البلاد من اجل النهوض بالاداء الاقتصادي ورفع مستوى المعيشة في الدول النامية قال الحربش ان سموه اوصاه خلال اجتماعه به بالديوان الاميري قبل ثلاثة اعوام خيرا بالدول النامية بشكل عام والافريقية بشكل خاص مشيرا الى انه تعهد لسموه بتنفيذ ذلك حيث يواصل العمل من اجل مساعدة الدول الافريقية.
كما تطرق الحربش في حديثه الى اهمية القرار الذي اتخذته دولة الكويت بعد نيل استقلالها مباشرة بانشاء الصندوق الكويتي للتنمية مشيرا الى انه بات يمثل صرحا بارزا تعم خيراته على العديد من الدول النامية في شتى انحاء العالم.
وردا على سؤال حول ما يعنيه مرور 50 عاما على تأسيس (اوبك) قال الحربش ان المنظمة تمكنت خلال تلك الفترة من تحقيق العديد من الانجازات رغم ما تعرضت له من اتهامات باطلة معربا عن اسفه لاستمرار الصورة النمطية المشوهة عن المنظمة لدى بعض الاطراف.
واضاف ان المنظمة منذ اليوم الاول لتأسيسها رفعت شعار ضمان الامدادات الى السوق العالمية حيث كان ذلك هدفا نادت الى تحقيقه منذ نشأتها قبل 50 عاما وحتى قبل ان تنادي به الدول المستهلكة مع مطلع سبعينيات القرن الماضي.
واشار الى ان الفقرة الثانية من دستور المنظمة تنص على ان من اهداف المنظمة هو تأمين الامدادات النفطية الى السوق العالمية بشكل منتظم.

واكد ان (اوبك) تطبق عمليا هذا المبدأ حيث ان شهادات المؤسسات الدولية المستقلة والمعنية بشؤون النفط وبينها شركة البترول البريطانية التي يعتمد عليها عالميا تؤكد مدى حرص المنظمة على توفير الامدادات التي تحتاجها السوق العالمية من الخام.
ومضى الحربش قائلا ان (اوبك) من خلال انتاج هذه الكميات الكبيرة من النفط طيلة الفترة الماضية حرصت على المحافظة على مركزها في الاحتياطي الثابت وجودته في العالم.
واضاف ان حرص المنظمة على تعويض ما انتجته ليس بالامر الهين او وليد الصدفة بل هو بفضل استثمارات هائلة بمليارات الدولارات تم انفاقها لتطوير الحقول واعدادها للانتاج.
ولفت الى ان المنظمة عندما تقوم ببناء هذه الاحتياطات لتغطية الطلب العالمي فانها تتحمل عبئا كبيرا بما يجعلها قادرة على ادارة الازمات في السوق العالمية.
وفي هذا الصدد استعرض الحربش ما تعرضت اليه المنظمة من مصاعب بالغة عام 1979 ابان قيام الثورة الايرانية وعام 1981 خلال الحرب الايرانية - العراقية وعام 1990 خلال حرب الخليج الاولى اضافة الى الهزات المختلفة التي مرت بها في السنوات اللاحقة جراء الارتفاع والهبوط الحاد في الاسعار.
واوضح ان المنظمة تحاول ان تنظم السوق النفطية عن طريق التحكم في الانتاج اذ تسحب الكميات الزائدة التي لا يستفيد منها المنتج والمستهلك مؤكدا ان عصر البترول الرخيص قد انتهى وتم الدخول في مرحلة تتطلب تكاتف المنتجين والمستهلكين معا لكي يصلوا الى اهدافهم التي تخدم مصالح الطرفين على حد سواء.
وتابع الحربش ان ابرز الانجازات الاخرى التي حققتها المنظمة كان انشاء صندوق اوبك للتنمية الدولية (اوفيد) الذي غطت مساعداته اكثر من مئة دولة حول العالم ابرزها الدول النامية ولاسيما في افريقيا.
وفيما يتعلق بالتعاون القائم بين صندوق الاوبك والبنك الدولي قال الحربش ان العلاقة مع البنك الدولي باتت اليوم اكثر عمقا ورسوخا.
واشار الى ان هذه العلاقة بدأت مع تأسيس الصندوق عام 1976 ثم تطورت بشكل مطرد خلال السنوات الست الماضية لتتعزز بعد استلام روبرت زوليك ادارة البنك عام 2007 حيث بدأ الجانبان في تطوير العلاقة بمختلف المجالات وجرى التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وتنفيذ مشروعات تقدم الخدمة للبنوك في العالم.
وكشف أن الصندوق يستعد نهاية الاسبوع الحالي للتوقيع على مذكرة تفاهم جديدة مع المدير العام للبنك الدولي تهدف الى تكريس العلاقة ووضعها على اسس واضحة المعالم.
واشار الحربش الى الاهمية التي يوليها المدير العام للبنك الدولي لتعزيز التعاون مع العالم العربي حيث ساهم في رفع حجم المعونات التي قدمها البنك للدول العربية من 2ر1 الى 8ر1 مليار دولار.
وفيما يتعلق بالتعاون القائم بين صندوق (اوفيد) والشعب الفلسطيني اشار الحربش في ختام حديثه الى ان هذا التعاون يعود الى ما يزيد على ثلاثة عقود سعى خلالها الصندوق جاهدا الى تمويل مئات المشاريع الكبرى والصغرى في مختلف المجالات الحياتية لدعم الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة على حد سواء.
وأكد ان برنامج (اوفيد) الخاص بفلسطين وبالتعاون الوثيق مع كبرى المؤسسات العربية المتخصصة والمقدمة للمعونة بما فيها الصندوق العربي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبنك الاسلامي وكذلك مع وكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين (انروا) يقدم التمويل لمئات من منظمات المجتمع المدني الشعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى