الكويت - يبدا حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في وقت لاحق من الشهر الجاري زيارة رسمية للجزائر وذلك في اطار جولة في عدد من دول المغرب العربي يجري خلالها مباحثات مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة.
وتتركز المباحثات حول العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها في المجالات كافة اضافة الى القضايا المتصلة بآخر التطورات السياسية في المنطقة والجهود الرامية الى تعزيز الامن والاستقرار فيها.
وتتسم العلاقات الكويتية الجزائرية التاريخية بالتآزر والتعاون وقد تجلى ذلك من خلال دعم الشعب الكويتي وقيادته للشعب الجزائري ابان الثورة الجزائرية التى قامت في نوفمبر عام 1954 واستمرت العلاقات الاخوية الطيبة بين البلدين وتوطدت بصورة اكبر بعد الاستقلال.
يذكر ان المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد كان قد زارت الكويت في نوفمبر عام 1962 حيث حظيت باستقبال حار من اهالي الكويت تقديرا لنضالها ضد الاستعمار.
وكانت هذه الزيارة اعترافا من الثورة الجزائرية بالدور المهم الذي قدمه شعب الكويت لنصرة الشعب الجزائري في ثورته ضد الاستعمار الفرنسي.
ويؤكد الكثير من المسؤولين الجزائريين في مناسبات عديدة ان علاقات بلادهم مع دولة الكويت علاقات ممتازة ومبنية على اواصر عريقة لا يمكن ان تنال منها أي عوارض.
ويشدد هؤلاء المسؤولون ان العلاقات بين الجزائر والكويت عرفت تطورا اكبر منذ تولي حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم موضحين ان هذا التطور يبرز في ارتفاع مستوى الاستثمارات الكويتية في الجزائر وينبع من حرص سموه على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون مع الجزائر.
وعززت الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين هذه العلاقات وكان من ابرزها الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة للكويت في ابريل عام 2008 والتي استعرض خلالها مع سمو الامير القضايا العربية والاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والسبل الكفيلة بتحقيق المزيد من دعم وتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات.
وتوجت هذه الزيارة بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجالات تجنب الازدواج الضريبي والتعاون الاقتصادي والفني والتدريب والتعليم المهني والاعلام والثقافة اضافة الى مذكرة تفاهم للتشاور والتنسيق بين وزارتي الخارجية في البلدين.
كما زار الكويت ايضا الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد في مارس عام 1980 فيما قام سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله بزيارة الجزائر في ديسمبر عام 1981 وكان وقتها وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء والتى توجت بانشاء لجنة مشتركة للتعاون بين البلدين بالاضافة الى تأسيس شركات مشتركة في مجال الاستثمار والتعاون النفطي.وكان البلدان قد اسسا في ابريل عام 1999 صندوقا استثماريا مشتركا برأسمال قدره 178 مليون دولار لتمويل الاستثمارات الخاصة في قطاعات السياحة والمالية والمناجم والصناعة.
كما ترتبط الكويت والجزائر باتفاقية لمنع الازدواج الضريبي وتشجيع الاستثمار وقعت في اواخر شهر مايو عام 2006 بهدف زيادة الاستثمارات المشتركة والمتبادلة بين البلدين الى جانب زيادة المستثمرين الجزائرين والكويتيين الراغبين بالاستثمار في القطاعات المختلفة في البلدين.
وكانت الدورة الخامسة للجنة الكويتية الجزائرية المشتركة التى عقدت في الجزائر في شهر نوفمبر عام 2008 قد اسفرت عن توقيع البلدين بروتوكول تعاون مشترك بين غرفتي تجارة وصناعة البلدين اضافة الى اتفاق تعاون في مجال الارشيف وتبادل المطبوعات والمعلومات والخبراء اضافة الى مذكرة تفاهم في مجال الشباب والرياضة والشؤون الدينية والاوقاف ومذكرة تفاهم تسمح بتعدد شركات الطيران الوطنية في كلا البلدين وزيادة عدد رحلات الركاب والشحن والتعاون بين شركات الطيران الوطنية للدخول في ترتيبات الرمز المشترك.
وتشير احصاءات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية انه بدأ نشاطه الاقراضي في الجزائر عام 1964 عندما قدم قرضا بقيمة 498ر4 مليون دينار كويتي لانشاء خط انابيب النفط بين حوض الحمراء وارزو في مرحلته الاولى.
ومنذ ذلك الوقت وحتي اليوم بلغ مجموع القروض التي قدمها الصندوق الكويتي للجزائر اربعة قروض بقيمة 880ر21 مليون دينار وجهت الى تمويل مشاريع في قطاعات الزراعة والمياه والصرف الصحي والنقل والمواصلات.
وايمانا من الكويت باهمية نقل الموروث الثقافي والمخزون الاجتماعي الكويتي الى الجمهور الجزائري اقامت في فبراير عام 2007 اسبوعا ثقافيا تضمن معرضا للصور واللوحات الفنية ومحاضرات وامسيات شعرية.
وبدورها اقامت الجزائر في شهر مايو الماضي اسبوعا ثقافيا في الكويت تضمن لوحات موسيقية راقصة من الطرب الجزائري الشعبي ومعارض فنية وتشكيلية ومحاضرات في الادب الجزائري ومسرحيات.