محليات

ديبورا جونز تقول ان دولة الكويت شريك اقتصادي يعتمد عليه

الكويت - قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الكويت ديبورا جونز هنا اليوم ان واشنطن وجدت دولة الكويت دائما شريكا اقتصاديا وامنيا يعتمد عليه الى جانب منتجاتها البترولية.
جاء ذلك خلال مناقشات الدائرة المستديرة التي استضافتها السفارة الامريكية بالكويت بهدف التعريف بمجلس الاعمال للتفاهم الدولي الذي يتشارك مع وزارة الخارجية الامريكية في تنظيم جولة لمدن متعددة مع تسعة سفراء امريكيين يخدمون في منطقة الشرق الاوسط.
وتستمر "جولة تعزيز الاعمال والصادرات بين الولايات المتحدة والشرق الاوسط" خلال الفترة بين يومي 18 و22 من الشهر الجاري بمشاركة سفراء الولايات المتحدة في كل من الجزائر ومصر والكويت وليبيا وعمان وقطر والسعودية وتونس والامارات العربية.
ويهدف البرنامج الى عرض قطاعات النمو في المنطقة وتقديم فرص فريدة من نوعها للشركات لتطوير استراتيجيات لزيادة الصادرات الامريكية وتوسيع الاعمال في الشرق الاوسط.
وقالت السفيرة جونز في معرض ردها على سؤال لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان "الكويتيين مقاولون ناجحون بشكل يفوق العادة" مضيفة ان "تعريف المقاول هو الكويتي واعتقد انه يعرف عنهم أنهم من اكثر التجار ورجال الاعمال مهارة وحدة".

واضافت انه "يجب ان تفخر الكويت بشكل كبير بحقيقة انه من بين جميع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فان الكويتي هو المستثمر والمطور الاول في دول اخرى" موضحة ان "الكويت استثمرت ما يزيد على 36 مليار دولار في دول اخرى خلال الاعوام الخمسة او الستة الماضية".
واشارت جونز الى انه "وخلال الفترة نفسها جذبت الكويت اقل من 600 مليون دولار في صورة استثمارات اجنبية مباشرة".
وتابعت "هل تحتاج الكويت الى رؤوس الاموال.. ليس بالضرورة.. لكن الكويت تحتاج الى التطور وفرصة تطوير الموارد البشرية من اجل شبابها ولاسواقها الداخلية".
وقالت "لقد كان لدينا علاقات طويلة الاجل ومثمرة للغاية مع الهيئة العامة للاستثمار الكويتية التي تدير صندوق اجيال المستقبل في البلاد" مشيرة الى ان احدث الامثلة على ذلك التقارير التي تشير الى ان الهيئة العامة للاستثمار ستثتثمر في الطرح العام الاولي للوحدة الآسيوية التابعة لمجموعة التأمين الامريكية الدولية (ايه.آي.جي).
واضافت انه "اذا كان هذا الامر حقيقة فانه سيعتبر استمرارا لما كان علاقة طويلة ومثمرة لنا مع الهيئة العامة للاستثمار".
وحول نظرة المؤسسات والشركات الامريكية للكويت قالت السفيرة ل (كونا) "تعتبر الكويت بالنسبة لتلك الشركات ديمقراطية نامية كما تتمتع بصحافة قوية" مضيفة "انها (الكويت) تتمتع بوسائل تحقيق (الديمقراطية) فقلة عدد السكان وارتفاع الدخل ومستوى التعليم العالي الى جانب ارتفاع معدل الالمام بالقراءة والكتابة والذي بلغ 5ر94 بالمائة وهي نسبة مميزة في الخليج كلها تمثل ادوات متاحة امام الكويت وليس عليها سوى تنفيذها".
وفيما يتعلق بمشروع قانون الخصخصة الذي طرح مؤخرا وتمت الموافقة عليه في الكويت وكيف يمكن ان يساعد على تعزيز الوضع الاقتصادي للبلاد قالت جونز "شكك كثيرون فيما اذا كان قانون الخصخصة سيجذب الاستثمارات الأجنبية وذلك لأنه طالما ان الحكومة تتمتع بحق الرفض (سواء من خلال البرلمان أو غيره) فان الشركات - سواء في الولايات المتحدة أو في أي مكان آخر- عندما ترى حماية قوية للموظفين بما لا يكفل لها المرونة فان في ذلك بعض الاشكالية".
وأضافت أن "مناقصات المشاريع الحكومية تتسم بالطول الشديد وكما في الكويت فان الفوز بمناقصة لا يعني بالضرورة القيام بكل شيء".
وقالت السفيرة الأمريكية في رد على سؤال آخر يتعلق بالعقوبات التي فرضت مؤخرا على ايران وكيف يمكن ان تؤثر اقتصاديا على طموحات الكويت بالتحول الى مركز تجاري اقليمي ودولي ان "على الكويت تقييم كلفة المنافع السياسية وما يقابلها اقتصاديا".
واضافت "لا شك في أن للعقوبات تأثير وقد وضعت بطريقة ليكون لها تأثير بيد انها صممت بعناية تستهدف عدم الاساءة الى الشعب الايراني في حياته اليومية ولكن لحمل الحكومة على اعادة النظر في موقفها".
وحول العراق قالت جونز "اعتقد ان الكويت تمثل انزيما اقتصاديا طبيعيا للعراق.. فاذا كان لدى العراق رغبة حقيقية لفتح ابواب التجارة فان الكويت تعد الشريك الممتاز له لما تتمتع به من اتصالات ووسائل".
وتابعت " خلال عام 2008 نما حجم التجارة الامريكية بشكل مطرد .. الا ان التجارة العالمية شهدت تراجعا كبيرا وبفعل الانتعاشة التي حدثت العام الجاري بلغت الصادرات الأمريكية الى الكويت في الأشهر السبعة الأولى من 2010 ما يقرب من 80 في المائة أعلى مما كانت عليه في العام الماضي خلال نفس الفترة كما تقترب بالفعل من 92 في المائة عما كانت عليه في عام 2009 ".
وأضافت "ومن جانبها انتعشت الان أيضا صادرات الكويت فقد بلغت 72 في المائة اعلى مما كانت عليه في نفس الفترة من عام 2009 ونحو 84 في المائة من اجمالي صادرات الكويت الى الولايات المتحدة العام الماضي".
وفي اشارة الى مبادرة التصدير الوطنية التي اطلقها الرئيس باراك أوباما قالت جونز انها "تهدف الى مضاعفة الصادرات الامريكية في جميع أنحاء العالم على مدى خمس سنوات" ومن المثير للاهتمام بالنسبة لنا "ان تتزامن تلك المبادرة مع اعلان الكويت عن خطتها للتنمية البالغ تكلفتها 104 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة".
ولفتت السفيرة الأمريكية الى انها "ستتوجه في وقت لاحق من الشهر الجاري الى الولايات المتحدة لزيارة خمس ولايات وهي نيويورك والينوي ومينيسوتا ويسكونسن وتكساس في اطار وفد من سفراء الولايات المتحدة لتسليط الضوء على فرص الأعمال في المنطقة .. قائلة "ليس هدفي فقط هو اجراء محادثات مع الشركات التي تعرف الكويت بالفعل ولديها اعمال هنا ولكن أيضا مناقشة الفرص والتحديات امام ممارسة الأعمال التجارية في الكويت وسأتحدث الى 99 في المائة من الشركات الأمريكية التي تقدم منتجات عالية الجودة لكنها لاتقوم بتصدير تلك المنتجات بالقدر المطلوب".
وحول أسباب اختيار تلك الولايات الخمس قالت جونز "لأن تلك الولايات صدرت على مدى اربعة اشهر ما يقرب من 28 في المائة من اجمالي صادرات الولايات المتحدة العام الماضي وتشمل منتجاتها قطع غيار الطائرات والأغذية والمعدات الطبية كما تتمتع تلك الولايات بخبرة في التصدير الى دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة السعودية والامارات واما ما يتعلق بجانب الاستيراد فان الكويت هي المصدر رقم 19 لولاية تكساس".
كما كشفت جونز ايضا عن زيارة سيقوم بها وكيل وزارة التجارة الامريكية فرانسيسكو سانشيز للكويت في وقت لاحق من هذا الاسبوع والتي تعد الأولى منذ أربع سنوات حيث "سيأتي الى الكويت والولايات كدليل على مدى جديتنا فيما يتعلق بشؤون التجارة".
وقالت ان "ما يثير اهتمامنا ايضا هو ان الكويت دولة شابة غالبية سكانها من الشباب تحتاج الى عمل مفيد وفرص لتنمو وتشارك تلك المؤسسات".
واوضحت ان "الكويت ليست في بعض الجوانب مكانا يسيرا للقيام بأعمال تجارية .. اننا نعرف ذلك حيث تحتل المرتبة 61 على العالم فيما يتعلق بسهولة ممارسة الأنشطة التجارية والخامسة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.. وللامانة فحتى مع احتلالها للمرتبة ال61 فان الكويت لا تزال في الثلث الأعلى من البلدان المصنفة من قبل البنك الدولي لذلك نرى أن ثمة فرصا وأشياء يمكننا تحقيقها جراء ذلك.
واختتمت السفيرة جونز بالقول ان هدفها الشخصي من الزيارة (الى الولايات الامريكية) هو معرفة كيف يمكن للولايات المتحدة أن تكون في مقدمة الجهود الكويتية الخاصة بالنظر الى بديل صديق للبيئة.. ولنظهر مدى المرونة والابداع التي نتمتع بها (الكويت والولايات المتحدة) .. فالولايات المتحدة تدرك أن الكويت تتمتع بنسبة كبيرة من السكان تتميز بالشباب والابداع والديناميكية تطمح للفخر بهم .. كما أرى دائما شبابا في كل مكان ما يجعلني أقول دائما ان الكويت تتمتع بمورد متجدد دائما هو شعبها ".
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى