موسكو - أكد سفير دولة الكويت لدى روسيا الاتحادية ناصر حجي المزين هنا اليوم متانة العلاقات بين دولة الكويت وروسيا والتي شهدت تطورا ونموا مستمرين على اساس الاحترام المتبادل.
وقال السفير المزين وهو ايضا عضو في اللجنة الكويتية الروسية الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني في لقاء اجرته معه وكالة الانباء الكويتية (كونا) بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة للجنة يوم غد ان كلا البلدين يحرصان على تطوير وتعزيز التعاون بينهما لاسيما في ضوء التحضيرات للزيارة التاريخية المرتقبة لحضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الى موسكو.
وشدد على ان الجانب الروسي يولي اهتماما كبيرا للتعاون في شتى القطاعات في دولة الكويت وعلى رأسها القطاع النفطي والتكنولوجي والتجاري والاستثماري والفني وللمشاركة في المشاريع التي تضمنتها خطة التنمية الكويتية والاستفادة من الخبرات والامكانيات الروسية لتنفيذ المشاريع.
ولفت السفير المزين الى الزيارة التي قام بها نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح الى روسيا خلال الفترة من 14 الى 16 مايو الماضي اذ اجتمع بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وتم الاتفاق على عقد اجتماع اللجنة المشتركة في اطار التحضيرات الجارية لزيارة سمو امير البلاد الى موسكو.
وبين ان البلدين شهدا تعاونا في المجال الثقافي اذ استضاف (متحف الكرملين) معرض (ذخيرة الدنيا) برعاية سامية من حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في الفترة من 20 فبراير الى 20 مايو 2009 وانتقل بعد ذلك الى (متحف الارميتاج) في مدينة (سانت بيترسبورغ) في الفترة من 7 اغسطس وحتى 8 نوفمبر 2009.
وأشار السفير المزين في لقائه مع (كونا) الى زيارة رئيس وزراء جمهورية تتارستان رستم نور علي مينخاتوف والوفد المرافق له الى الكويت في 2 نوفمبر 2008 والتي شهدت مباحثات رسمية مع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح وعدد من كبار المسؤولين تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في شتى المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وذكر ان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية قدم في عام 1997 قرضا لروسيا بقيمة مليار ومئة مليون دولار لتحديث وتوسيع (ميناء مورمنسك) البحري مبينا ان الجانبين توصلا الى اتفاق في يناير 2005 على سداد روسيا قيمة القرض الاساسي نقدا مع سداد قيمة الفوائد التي تفوق 600 مليون دولار بالبضائع الروسية وتم التأكيد على هذا الاتفاق في اكتوبر 2005 أثناء زيارة وفد وزارة المالية الروسية الى الكويت.
واستعرض السفير المزين تطور العلاقات الكويتية الروسية مبينا ان جذورها تعود الى مطلع القرن العشرين عندما قامت السفن الروسية بزيارات متكررة الى شواطئ الكويت منذ فبراير 1900 حيث لقى المسؤولون الروس كل ترحيب وحسن ضيافة من حاكم الكويت المغفور له باذن الله تعالى الشيخ مبارك الصباح.
وأشار الى ان دولة الكويت كانت اول دولة خليجية تبادر باقامة العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي في 11 مارس 1963 ومنذ ذلك التاريخ شهدت العلاقات بين البلدين تطورا ونموا مستمرين.
وكانت اول زيارة لمسؤول كويتي رفيع الى موسكو هي الزيارة التي قام بها الامير الراحل المغفور له الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح الى موسكو في نوفمبر 1964 عندما كان يشغل انذاك منصب وزير المالية والصناعة والبترول واسفرت الزيارة عن توقيع اول اتفاقية تعاون تجاري واقتصادي بين البلدين.
وتوالى بعد ذلك توقيع اتفاقيات حيوية بين البلدين من بينها اتفاقية التعاون الفني والاقتصادي في فبراير 1965 واتفاقية تزويد اسطول الصيد الكويتي بنسبة عشرة في المئة من سفنه في عام 1966 وبروتوكول التبادل الثقافي والعلمي في عام 1978.
ووقع الجانبان الكويتي والروسي بروتوكول التبادل الاعلامي في 20 نوفمبر 1979 واتفاقية التعاون الاقتصادي والفني في عام 1982 والتبادل التلفزيوني في عام 1985 ومعادلة الشهادات الجامعية في عام 1989.
وقال السفير المزين انه عقب الانهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991 وبروز روسيا كوريثة شرعية للاتحاد السوفيتي شهدت العلاقات الكويتية الروسية تطورا ملموسا شمل كل المجالات بما في ذلك المجال العسكري اذ تم توقيع اتفاقية امنية بين البلدين وبروتوكولات خاصة بشراء الاسلحة الروسية.
وكانت الاتفاقية الأمنية وقعت في عام 1993 أثناء زيارة وزير الدفاع الاسبق المغفور له باذن الله تعالى الشيخ علي صباح السالم الصباح الى موسكو.
وتم توقيع اتفاقيات أخرى تتعلق بحماية وتشجيع الاستثمارات وتلافي الازدواج الضريبي واتفاقية التعاون الثقافي وبروتوكول التعاون الاعلامي واتفاقية التشاور بين وزارتي خارجية البلدين اثناء زيارة رئيس الوزراء الروسي فكتور تشيرنومردين الى الكويت في عام 1994 ووقعت كذلك اتفاقية تشكيل اللجنة الحكومية الثنائية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني.
وتم تشكيل لجنة مشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني بين دولة الكويت وروسيا الاتحادية وفقا لاتفاقية أبرمت في 21 نوفمبر 1994 بمقتضى المرسوم رقم 91 لسنة 1995.
ومن المقرر ان يصل وزير النفط ووزير الاعلام الشيخ احمد العبدالله الاحمد الصباح الى موسكو مساء اليوم ليرأس الجانب الكويتي في اجتماعات اللجنة.
ومن المرتقب ان تشهد اعمال الدورة توقيع عدد من الاتفاقيات المتعلقة بالتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية وبمكافحة المخدرات واعفاء الدبلوماسيين من تأشيرة الدخول الى جانب تعديل الاتفاقية الثقافية الموقعة بين البلدين.
ويطرح الجانب الروسي الاستعانة بالتكنولوجيا الروسية المتطورة في مجال الاستفادة من الغاز المصاحب للنفط ويطرح كذلك فكرة استفادة دولة الكويت من مشروع التيار الجنوبي للتزود بالغاز الروسي عبر شبكة انابيب.
وتتطلع روسيا الى الانخراط في المشاريع النفطية والحيوية في دول الخليج فقد حصلت على عقد امتياز لحقل (غرب القرنة 2) الضخم في العراق ويبدي المسؤولون الروس رغبة في المشاركة في تطوير حقول نفط الشمال في الكويت وفي المشاريع التي تضمنتها خطة التنمية الكويتية.