الكويت / اكدت الحكومة مجددا في جلسة مجلس الامة الخاصة اليوم حرصها وسعيها الحثيث الى حل ازمة انقطاع الكهرباء الذي تعانيه البلاد حاليا وتوفير الكهرباء اللازمة لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة لا سيما انها قضية وطن.
وقالت الحكومة على لسان وزير الكهرباء والماء بدر الشريعان ان قضية الكهرباء تحظى باهتمام المواطنين "وتؤرقنا جميعا مجلسا وحكومة" معربا عن الشكر والتقدير للمجلس على عقد الجلسة بما من شأنه اطلاع الشعب الكويتي على الجهود التي تبذلها الوزارة حاليا والخطط التي تسير عليها للمستقبل.
واضاف الشريعان "نحن في الوزارة نشارك المجلس القلق والحرص على تقليل تبعات القضية قدر الامكان وتوفير الكهرباء اللازمة لمواجهة الصيف الحار".
واشار الى التحديات التي واجهها بشأن ازمة انقطاع التيار حين قبوله الوزارة وعزمه على مواجهتها بمسارين اولهما حلول قصيرة الاجل من خلال تقليل اثار زيادة الاحمال في الصيف قدر الامكان اما الحل الثاني فيتمثل بوضع خطط استراتيجية بعيدة المدى تعالج اوجه الخلل في انتاج ونقل وتوزيع الكهرباء وتضمن حلولا مستدامة للأزمة.
واوضح ان منهج الوزارة في التعامل مع الازمة قائم على ثلاثة اسس هي تطوير الانتاج بما يواكب تطلعات الدولة وتطوير البنى التحتية للخدمات الكهربائية وتعزيز ثقافة ترشيد الاستهلاك.
واستعرض الشريعان جهود الوزارة في التعامل مع القضية على المدى القصير مشيرا الى قيام الوزارة بتفقد شبكة توزيع الكهرباء والمحولات المحروقة منها بسبب ارتفاع درجات الحرارة الى معدلات قياسية.
وبين ان الوزارة استبدلت عددا كبيرا من المحولات (750 محولا) بمحولات تتحمل درجات عالية من الحرارة وبالتالي مضاعفة الجهد الكهربائي الى (300) بالمئة.
وقال ان الوزارة قامت بتركيب اجهزة معاملات القدرة في مواقع الاستهلاك العالي بما من شأنه رفع الكفاءة وتوفير الفاقد لاعادة استخدامه بدلا من هدره.
واضاف ان الوزارة قامت كذلك بتطبيق فكرة غسل خطوط الضغط العالي لضمان كفاءة هذه الخطوط وعدم انقطاع التيار فيها بسبب تناوب موجات الرطوبة والغبار.
وكشف عن دراسة تجريها الوزارة حاليا لدراسة بعض الخيارات لتعزيز الطاقة الكهربائية الحالية بأمور عديدة متبعة في بعض دول الخليج وامكانية ادخال هذه الاوجه المبتكرة للخدمة قبل شهر رمضان المبارك.
وقال ان الوزارة في مجال ترشيد الاستهلاك طورت من كفاءة آلية تحصيل الفواتير خلال السنة الماضية من خلال الانترنت اضافة الى تفعيل فريق التحصيل "واستطعنا تحصيل عشرة ملايين دينار من اجمالي 270 مليونا قيمة الفواتير المستحقة".
واعلن عزم وزارة الكهرباء اليوم اطلاق الخط الساخن لطوارىء الكهرباء والماء (152) او (18700000) للاجابة على استفسارات وشكاوى المواطنين من كل المحافظات.
وعن الخطط المستدامة لحل ازمة انقطاع الكهرباء قال الشريعان ان الوزارة شرعت في الاسراع ببناء محطات جديدة لانتاج الكهرباء لتتواكب مع التوسع العمراني والسكاني الذي تشهده البلاد والزيادة في التوسع المرتقبة مع خطة التنمية "وبدأنا العمل بمحطة الصبية التي ستضيف 1320 ميغا واط في صيف 2011 و680 ميغا واط اضافية في صيف 2012" .
واضاف "حاولنا الاستعجال بانشاء محطة اخرى هي محطة الزور الشمالية التي ستكون من اولى المشاريع ضمن قانون الشركات المساهمة وستضيف 4800 ميغا واط من الكهرباء في المستقبل وتساهم في تغطية احتياجات خطة التنمية اما الجانب المستعجل فهو توفير المياه فهناك هاجس فعلي لقصور في المياه خلال السنوات القليلة المقبلة وهذه المحطة ستوفر 280 مليون جالون لتخرجنا من هذا الهاجس".
وتابع "اما المحطات الحالية فسنقوم خلال الايام المقبلة بتوقيع عقد تركيب المفاعل المتوالي في محطة الزور وهو الذي سيمكننا من زيادة كفاءة المحطة ب 560 ميغا واط اضافية وستتم الاستفادة منها الصيف المقبل".
واستعرض ما تقوم به بشأن النقل والتوزيع من خلال انشاء محطة توزيع رئيسية في منطقة الزور والعمل على استبدال وتحديث المحولات غير الملائمة لمناخ الكويت وتجربة استخدام اصباغ عازلة تساهم في عزل معدات المحولات الداخلية عن الحرارة الخارجية لتفادي الاحتراق اضافة الى تطوير سياسة الصيانة الحالية والتعاقد مستقبلا مع شركات عالمية في الدول الرائدة في مجال الكهرباء.
وقال ان الوزارة تعول في استراتيجية تعزيز ثقافة ترشيد الاستهلاك على وعي المواطن والمقيم من خلال تحصيل الاموال والاحساس بالقيمة التي يدفعها مقابل الطاقة المستهلكة والتنسيق مع شركة (كي نت) لتطبيق التحصيل الالكتروني اضافة الى التحصيل اللاسلكي من خلال فرق التحصيل "واتفقنا مع بعض الوزارات لربط الخدمات بحيث لا يتم انجاز أي معاملة اذا كان صاحبها غير منتظم بالسداد".
واضاف ان الوزارة طرحت عدة مناقصات لتوريد وتركيب عدادات الدفع المسبق للقطاعات التجارية وعدادات ذكية لباقي القطاعات بما فيها القطاع السكني "وسيتم تركيبها خلال اشهر قليلة".
واشار الى ان الوزارة تعكف حاليا على وضع دراسة لتطبيق نظام الشرائح في التحصيل للتمييز بين المواطن المسرف في الاستهلاك ونظيره المقتصد حتى لا يؤخذ الأخير بجريرة غيره من المسرفين "مع الاخذ بالاعتبار عدم المساس بالمواطنين ذوي الدخل المحدود".
واكد الشريعان في ختام كلمته ان ازمة انقطاع الكهرباء هي "ازمة وطن" تتعلق بمعاناة المواطنين واحتياجاتهم اليومية الضرورية "ونحن بحاجة لمصارحة المواطنين بالواقع واشراكهم بالحلول".
واشاد بالجنود المجهولين الذين يواصلون الليل بالنهار لتأمين راحة المواطنين لاسيما من فنيي الطوارئ والمحطات .