دمشق - اكد سفير دولة الكويت لدى سوريا عزيز الديحاني هنا اليوم حرص دولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا على دعم العمل الخيري والانساني في سوريا والدول العربية والاسلامية والعمل على تطوير آليات العمل الانساني وصولا للأهداف العليا في صون الكرامة الانسانية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير الديحاني خلال تسليمه وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية ديالا حاج عارف مبلغا ماليا بقيمة 30 الف دولار امريكي دعما من الحكومة الكويتية لجمعية (قرى الاطفال الايتام) في سوريا بحضور مسؤول الشؤون الثقافية والاعلامية في السفارة الكويتية محمد ربعي الشيان وعدد من موظفي الوزارة السورية.
وقال السفير الكويتي "الكويت حريصة على دعم كل ما يخدم العمل الانساني ولها دور كبير في هذا المجال" مؤكدا استعداد الكويت لمد يد العون مع سوريا في العديد من الاعمال الانسانية التي تخدم العائلات السورية المحتاجة.
واضاف "انه بتوجيهات من الحكومة الكويتية قدمنا هذا التبرع الى جمعية قرى الاطفال ونتمنى ان تكون هناك الكثير من الانشطة والتبرعات التي تقدمها الكويت لمختلف الجمعيات في سوريا".
واشاد الديحاني خلال اللقاء بالعلاقات الكويتية السورية "المميزة" والتي تحظى برعاية واهتمام حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح والرئيس السوري بشار الاسد.
واعرب عن الامل في ان تشهد هذه العلاقات مزيدا من التقدم والازدهار وخاصة في مجال تطوير آليات العمل الانساني والذي يتأتى من خلال شحذ الهمم وحشد طاقات العاملين والمتطوعين في هذا المجال الحيوي وتطوير قدراتهم.
ووجه السفير الكويتي الى الوزيرة السورية دعوة لزيارة الكويت لبحث سبل تعزيز وتطوير علاقات التعاون بين الجانبين مؤكدا ان وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الكويتية توجد فيها الكثير من المؤسسات المهتمة بشؤون الطفل والاسرة والمعاقين اضافة الى الجمعيات الخيرية والاهلية وجمعيات النفع العام.
ودعا السفير الديحاني خلال لقائه الوزيرة السورية التي وعدت بتلبية الدعوة الى اهمية الاستفادة من الخبرات المتبادلة بين الوزارتين وبخاصة فيما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة.
واشار الى ان "تقديم هذا التبرع يأتي تزامنا مع احتفالات دولة الكويت بمرور 50 عاما على الاستقلال و20 عاما على التحرير وخمس سنوات على تولي سمو امير البلاد مقاليد الحكم وهي مناسبة لتقديم الشكر لمواقف سوريا التي لا تنسى قيادة وحكومة وشعبا".
واستذكر موقف الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد المساند والداعم للكويت خلال فترة الغزو العراقي الغاشم قائلا انه "صوت شجاع كنا بحاجة اليه".
من جهتها اعربت الوزيرة السورية عن شكرها واعتزازها بالتعاون القائم بين سوريا والكويت مؤكدة ان الكويت دائما سباقة في الاعمال الاقتصادية والانسانية.
وقالت عارف ان "المساهمات متبادلة بين البلدين وهناك جزء كبير من السوريين ساهموا في عمليات التنمية في الكويت مثلما تساهم الكويت اليوم في مختلف القضايا وهذا يدل على ان العلاقة اخوية بحتة والمصالح فيها متوحدة ومشتركة".
واعربت عن تقديرها للحكومة الكويتية على هذا التبرع لجمعية قرى الاطفال معربة عن الامل في ان تتوسع هذه المساعدة لتشمل عددا اكبر من الجمعيات السورية.
واشادت الوزيرة السورية بعمق العلاقات التي تربط بين الكويت وسوريا مشيرة الى ان "الكويت من الدول التي لا يشعر زائرها بالغربة ولها خصوصية مميزة وهي تستحق ان تنتصر في كل قضاياها".
ولفتت الى الموقف التاريخي الذي اتخذه الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد خلال فترة الغزو العراقي الغاشم للكويت وقالت "اذكر جيدا تفاصيل رسالة الرئيس الراحل وخطابه الى صدام حسين ومناشدته الانسحاب كون الكويت دولة عربية وكذلك كيف تحدث في القمة الطارئة بالقاهرة عن تاريخ الكويت لدرجة فاجأت الاخرين ولقي مصداقية كبيرة".
وفي اطار نشاط جمعية كفالة الطلاب الجامعيين اقترحت الوزيرة السورية على السفير الكويتي تخصيص كرسي يحمل اسم سمو امير دولة الكويت بحيث يتحمل سموه تكاليف نفقة دراسة عدد من الطلاب لافتة الى ان تكلفة نفقة الطالب الواحد تقدر بنحو خمسة الاف دولار سنويا.
وقالت ان الجمعية تقوم باختيار الطلاب المتفوقين للدراسة في الجامعات الخاصة الا ان عددا منهم لا يستطيع الدراسة بسبب اوضاعهم المادية التي لا تسمح لهم بتكملة تعليمهم الامر الذي يضطرهم الى الدخول بفروع لا تتناسب مع رغباتهم.
كما اشارت الى موضوع تحمل سكن تكاليف طلاب الجامعات حيث يحمل السكن اسم المتبرع ويخلد ذكراه.
بدوره اكد السفير الديحاني "ان سمو امير البلاد والاسرة الحاكمة والشعب الكويتي حريصون على عمل الخير .. ورأينا عن قرب بحكم عملي كسفير في باكستان الانشطة الخيرية التي تقوم بها الكويت في مختلف ارجاء المعمورة".
ووعد بنقل هذه الرغبة السورية الى الحكومة الكويتية للنظر فيها ومتابعة كافة الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين الجانبين للسعي الى تفعيلها واخذ مجراها الطبيعي بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
واعتبرت الوزيرة السورية في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عقب اللقاء الدعم الكويتي جزءا من كل والكل اكبر بكثير فهناك علاقات تجذرت وتأصلت على مر الزمن بين سوريا والكويت ولم تعد هذه العلاقات تحتاج الى اثبات لكنها تحتاج الى ادوات للتذكير بكم هي عميقة".
وقالت ان "هذا التبرع يعتبر احد هذه الادوات ومهما كان حجمه ونوعه يدل على ان الهم مشترك وان المواضيع الاجتماعية والاقتصادية التي تهم البلدين ليست منفصلة لدى كل دولة فمعالجة أي مشكلة او عائق يوجد في دولة يتم من خلال مساهمة الطرفين فيه وهذه هي الايجابية في الموضوع بأنه لا يتم من خلال نظرة احادية الجانب بل يتم من خلال اتفاق الطرفين على المعالجة".
وعن خطط تنمية العلاقات الاجتماعية بين البلدين اشارت الى ان هناك مسودة اتفاق في الجانب الاجتماعي تدرس من قبل الطرفين وسيتم التوقيع عليها قريبا وهي تعتبر تأطيرا لعلاقة قائمة بالاساس.
وهنأت الوزيرة السورية دولة الكويت "قيادة وحكومة وشعبا" بمناسبة الاحتفالات بالاعياد الوطنية وأضافت "اقول للكويت المباركة لكم ليست من خلال كلمات وانما من خلال الاعجاب بما تم انجازه خلال هذه الفترة من تطور ونمو في الكويت اذ لا يستطيع أي مطلع الا ان يقول هنيئا للشعب الكويتي على ما تم تحقيقه من امور تنموية تستحق فعلا الوقوف امامها".