باريس / اكدت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري هنا اليوم متانة العلاقات الكويتية الفرنسية مشيدة بالجهود التي تبذلها دولة الكويت من اجل المساعدة على تنمية الدول الفقيرة في العالم.
جاء ذلك في تصريح للوزيرة ماري لوكالة الانباء الكويتية كونا بمناسبة احتفالات دولة الكويت بمرور 50 عاما على الاستقلال و20 عاما على التحرير وخمس سنوات على تولي حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم.
وذكرت المسؤولة الفرنسية ان الكويت صديقة وحليفة وشريكة لفرنسا لا غنى عنها في المنطقة.
وقالت تميزت الصداقة العميقة بين فرنسا والكويت بمراحل اساسية على غرار ما حصل من خلال مشاركة فرنسا في التحالف الدولي الذي ادى الى تحرير الكويت من الغزو العراقي.
واضافت تجد علاقتنا جذورها الراسخة في تعلقنا معا بقيم مشتركة منها حياة سياسية متينة وحرية رأي واسعة جدا والتسامح كركيزة للديمقراطية.
واوضحت ان العلاقات الفرنسية الكويتية اخذت ابعادا جديدة لها في السنوات الاخيرة حيث قرر رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي وحضرة صاحب السمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في فبراير 2009 ارساء شراكة استراتيجية شاملة.
واشارت الى ان تلك الشراكة تتمحور بشكل خاص حول ثلاثة ميادين هي الطاقة النووية السلمية مع توقيع اتفاقية التعاون النووي في ابريل 2010 وتجديد معاهدة الدفاع بين البلدين في 21 اكتوبر 2009 واهتمام الكويتيين بشراء الطائرات العسكرية الفرنسية من طراز رافال والاقتراح الفرنسي للكويت سنة 2009 بالدخول في رأسمال مجموعة اريفا النووية الفرنسية.
وقالت ان فرنسا تعلق اهمية كبيرة جدا لنوعية الحوار السياسي مع الكويت اذ توجد لدى البلدين نظرة متقاربة كثيرا بشأن كبرى المسائل الاقليمية والدولية ونحن نواصل التشاور حول كل هذه المواضيع.
واضافت الكويت لديها مكانة خاصة في المنطقة وكذلك في العالم العربي وهي تلعب دورا هاما كما انها طرف محترم وقد ادى وضعها الجغرافي وتاريخها المعروف بالانفتاح والحوار الى جعلها وسيطا طبيعيا في اي حدث لارساء اكبر قدر من الاستقرار الاقليمي.
واوضحت وزيرة الخارجية الفرنسية انه على الصعيد الاقتصادي فهناك تحديات كبرى ترتسم في الافق يتوجب تعزيزها خاصة في قطاع المشاريع الاقتصادية الكبرى التي باتت ممكنة بفضل خطة التنمية التي اقرها البرلمان الكويتي وفرنسا ترغب طرح خبراتها عبر المشاركة في هذه المشاريع.
يذكر ان معدل حجم التبادل التجاري المدني بين فرنسا والكويت خلال السنوات الخمس الماضية بلغت اكثر من 5ر1 مليار يورو سنويا مما وضع الكويت في المرتبة الثانية من بين دول الخليج على مستوى الواردات وفي المرتبة الرابعة على مستوى الصادرات الفرنسية.
وذكرت اليو ماري انه في المجال الطاقة النووية السلمية فان تعاونا ثنائيا عميقا بدأ يرتسم وهو اليوم قيد التنفيذ وهذا يعكس ارادتنا بتحقيق الالتزامات التي اتخذها بلدانا فعليا.
وفي مجال الثقافة والتربية اعربت الوزيرة الفرنسية عن تمنياتها في ان تلعب فرنسا الدور العائد لها في هذا المجال وتحافظ على المكانة المميزة التي تتمتع بها في الكويت من خلال تعميق التعاون بصورة اكبر في هذا الميدان.
وردا على سؤال حول تقييمها للدور التنموي التي تقوم به دولة الكويت في العالم اشادت وزيرة الخارجية الفرنسية بهذا الدور قائلة ان الكويت تلعب دورا كبيرا وضروريا لتنسيق افضل في مجال تقديم المساعدات وارساء الشراكات مع الدول.
وذكرت نحن نحيي جهود الكويت التي تبذلها من اجل المساعدة على تنمية الدول الفقيرة في العالم والتزامها المالي باطلاق مشاريع عديدة في هذه الدول.
واضافت ان دولة الكويت تعتبر مع المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة احدى الدول الثلاث في العالم العربي التي تساهم باكبر نسبة في هذا الميدان.
واضحت ان الكويت تخصص من خلال صندوق التنمية الكويتي نسبة 7ر0 بالمئة من دخلها القومي الاجمالي للتنمية في العالم عبر اشكال المساعدات المالية والفنية وهو مبلغ كبير.
يذكر ان صندوق التنمية الكويتي مول خلال السنة الماضية ما لايقل عن 792 مشروعا بقيمة 5ر4 مليار دينار كويتي في العديد من الدول النامية.
وردا على سؤال حول الخطوط العريضة والمحاور الاساسية لمنتدى المستقبل الثامن لمجموعة وبلدان الشرق الاوسط وافريقيا الشمالية الذي تستضيفه دولة الكويت في شهر ديسمبر القادم برئاسة مشتركة مع فرنسا اعربت اليو ماري عن سعادتها بمشاركة بلادها مع الكويت رئاسة المنتدى.
وذكرت ان منتدى المستقبل الثامن سيجمع ممثلين عن المجتمع المدني ووزراء وهو اطار مهم جدا لانه يسمح بان يكون هناك حوار حول مسائل العصرنة في المجتمعات.
وقالت ان الرئاسة المشتركة للمنتدى تعكس العمل المشترك بين فرنسا والكويت فسوف ندرس معا قريبا مختلف المراحل التي لا تزال باقية حتى المنتدى الثامن في الكويت في نهاية عام 2011 وهذا يفترض تنظيم عدة اجتماعات عمل تضم ممثلين عن المجتمع المدني.
واضافت لقد اقترحت خلال اجتماعنا في الدوحة في 15 يناير الماضي بان يتم التركيز في محادثاتنا حول ثلاثة تحديات الاولى تتعلق بالامور الاقتصادية والتكنولوجية والثانية ترتبط بالتقدم للجميع من خلال التفكير بشؤون التربية والقضايا التي تخص المرأة والثالثة محادثات تتعلق بشأن تماسك مجتمعاتنا والتسامح فيها واحترام حرية العبادة.
واوضحت ان مسألة العولمة ستكون بالطبع داخل اعمالنا ايضا في المنتدى على غرار ما هي داخل اعمال قمة مجموعة العشرين جي20.
واستذكرت وزيرة الخارجية الفرنسية دور بلادها في تحرير دولة الكويت قائلة ان فرنسا هي بلد صديق وحليف للكويت ولقد وقفت الى جانبها خلال حرب عام 1990 وقامت بالتزاماتها بما فيها العسكرية عبر احترام القرارات الدولية التي اتخذها مجلس الامن الدولي.
وقالت ان فرنسا صوتت دون تردد منذ الثاني من اغسطس 1990 على مجمل القرارات التي اصدرها مجلس الامن الدولي التي ادانت الغزو العراقي.
واضافت شاركنا في الخطوات والتدابير التي تم اتخاذها من اجل تحرير الاراضي الكويتية فسجلنا بذلك تضامننا الكامل مع الكويت وهذا الامر سمح بفضل التعاون الدولي باعادة السيادة للكويت وارساء القانون الدولي مجددا .