محليات

صاحب السمو امير البلاد يفتتح مبنى مكتبة الكويت الوطنية

الكويت - تحت رعاية حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه اقيم صباح اليوم حفل افتتاح "مبنى مكتبة الكويت الوطنية".
وقد وصل موكب سموه رعاه الله الى مكان الحفل عند الساعة العاشرة والنصف من صباح اليوم حيث استقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل وزير النفط ووزير الاعلام الشيخ احمد عبدالله الاحمد الصباح ووزير الاشغال العامة ووزير الدولة لشؤون البلدية فاضل صفر علي صفر.
وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ومعالي رئيس مجلس الامة جاسم محمد الخرافي ومعالي كبار الشيوخ ومعالي نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء ونائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي جراح الصباح وكبار المسؤولين بالدولة.
وبدأ الحفل بالنشيد الوطني ثم تلاوة ايات من الذكر الحكيم بعدها القى وزير النفط ووزير الاعلام الشيخ احمد عبدالله الاحمد الصباح كلمة بهذه المناسبة.
ثم القى وزير الاشغال العامة ووزير الدولة لشؤون البلدية فاضل صفر علي صفر كلمة بهذه المناسبة.
بعدها قامت المهندسة فرح الشرهان بتقديم عرض مرئي للمكتبة الوطنية.
ثم تم تقديم هدية تذكارية لسموه بهذه المناسبة بعدها قام سموه رعاه الله بجولة تفقدية في ارجاء المكتبة.
هذا وغادر سموه رعاه الله مكان الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وترحيب.
(النهاية) وفيما يلي نص كلمة وزير النفط ووزير الاعلام الشيخ احمد عبدالله الاحمد الصباح في افتتاح مكتبة الكويت الوطنية بسم الله الرحمن الرحيم حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه سمو الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ولي العهد حفظه الله معالي السيد جاسم محمد الخرافي رئيس مجلس الامة الموقر اصحاب المعالي الشيوخ الموقرين سمو الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء حفظه الله اصحاب المعالي الوزراء المحترمين سعادة السفراء الضيوف الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله نحمده ونستعينه انزل على نبينا (صلى الله عليه وسلم) نور الاسلام بادئا بقوله العظيم "أقرأ" فجعل الثقافة واجبا اسلاميا ورسالة حضارية الى العالمين احييكم اصدق تحية وارحب بكم اجمل ترحيب في هذه المناسبة العزيزة على دولة الكويت وشعبها اذ نحتفل معا بافتتاح المبنى الجديد لمكتبة الكويت الوطنية التى اسست بمرسوم اميري عام 1994 لتضيف انجازا حقيقيا الى سلسلة الانجازات الكبرى التي حققها الشعب الكويتي الكريم تحت قيادة حكيمة احبت شعبها وشاركته في اماله وتطلعاته فاحبها الشعب والتف حولها وبادلها اخلاصا باخلاص وتعاضد الجميع حكاما ومحكومين تحت راية دولة الكويت فوهبوا وطننا العزيز ما يليق به من مكانة سامية ودور رفيع سواء في محيطنا الاقليمي والعربي او بين بلدان الاسرة الدولية.
سيدي حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى تفتتحون سموكم اليوم المكتبة الوطنية ونحن نتأهب للاحتفال بباقة من الاعياد الوطنية التي تغمر قلوب الكويتيين بمشاعر العزة والفخار ليغدوا افتتاح هذه البوابة المعرفية المباركة عيدا جديدا يلقي طيفا من الوان الفرح على اعيادنا العزيزة حيث تتنسم دولة الكويت عبق الاحتفالات بالذكرى الخامسة لتقلد سموكم مسند الامارة في عيد يتعانق مع الذكرى الخمسين للاستقلال والذكرى العشرين للتحرير.
ان هذا الانجاز الوطني المشرف الذي يتسق مع رؤية سموكم الحكيمة بان دولة الكويت التي تتاهب لتصبح مركزا ماليا وتجاريا اقليميا وعالميا وفقا لارادتكم السامية يجب ان تتمسك بدورها الثقافي الذي دابت على النهوض به منذ فجر تاريخها الحديث سواء لمجتمعها المحلي او لمحيطها العربي على السواء.
فعلى الرغم من هيمنة العنصر الاقتصادي على كثير من ملامح الحياة والسلوك في عالمنا المعاصر فان دولة الكويت اعتبرت دائما ان للثقافة دور الصدارة في التنمية باختلاف صورها وذلك ما نستلهمه من حكمة سموكم التي تجعل من المواطن محورا للتنمية ومن الانسان هدفا للتطور وفي هذا الاطار يحق للشعب الكويتي ان يفخر بهذه المكتبة الوطنية التي تفتتحونها سموكم اليوم لتحقيق حلم طال انتظاره كي تظل دولة الكويت مستودعا للمعرفة ومنارة للتقدم وحاضنة للثقافة والابداع خصوصا اننا نعيش في عصر تتبارى فيه الامم المتقدمة باسهاماتها الثقافة بقدر ما تتسابق باسهاماتها الاقتصادية.
الحضور الكرام لقد نظر الشعب الكويتي دائما منذ بزوغ النهضة الحديثة للدولة الى العمل الثقافي بوصفه ضرورة انسانية وحاجة اساسية كما اعتبرها بوعي مبكر لافت رافعة للتنمية وركيزة للهوية ليس لدولة الكويت فقط بل للامة العربية قاطبة.
هذه الرؤية العميقة للثقافة ودورها في بناء المجتمع وقفت دائما وراء الانجازات الكويتية الشامخة في فضاء الثقافة العربية التي تشهد مثلا لمجلة العربي لانها خير سفير لدولة الكويت الى جميع اقطار امتنا العربية كما تشهد على عزمنا مواصلة العمل الثقافي البناء والمستقبلي اذ سنشيد في القريب مراكز ثقافية ومسارح في كل محافظة توسيعا لدائرة المعرفة وترسيخا لرسالة الابداع كما اننا مقدمون على انشاء دار للاوبرا في العاصمة لتحقيق التواصل بين ثقافتنا العربية الاصيلة والوان الابداع الراقية من الثقافات الاخرى.
وقد تجسد هذا الوعي الثقافي المبكر في انشاء اول مكتبه عامة بشكل عفوي وبدائي في الربع الاول من القرن الماضي عام 1923 وعلى رغم صعوبة العيش انذاك تنبه لفيف من ابناء دولة الكويت من الرعيل الاول الى اهمية الكتاب ومحورية الثقافة بوصفهما الباب الوحيد الذي يتعين على الكويتيين عبوره الى المستقبل وظلت هذه المكتبة الاهلية التطوعية تنير طريق المعرفة امام اجيال متعاقبة من ابناء دولة الكويت متواكبة مع التطورات الاجتماعية والاقتصادية التي احاطت بالمجتمع على امتداد عقود.
ثم اخذت القيادة الحكيمة باسباب التطور فشرعت تتوسع في انشاء المكتبات سواء بزيادة عددها او تعزيز محتواها المعرفي بزيادة اعداد الكتب وتنويع مجالاتها وفي موازاة ذلك لم يفارق العقل الجمعي الكويتي حلمه الكبير بانشاء مكتبة وطنية وقد تمسك الشعب والقادة على مر السنين والعقود بضرورة تحقيق هذا الحلم على ارض الواقع حتى انشىء المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب عام 1973 ليحمل على عاتقه مهمة تشييد المكتبة الوطنية الحديثة حيث وضعها في صدارة مشروعاته الكبرى التي تدعم الاستراتيجية الثقافية لدولة الكويت وتستجيب للاحتياجات المتزايدة للمواطنين من كل المستويات والشرائح.
وتواكب التوسع في التعليم العالي والمجالات البحثية الى جانب دعم الرسالة التقليدية للمكتبة بتوفير فرصة القراءة الشاملة للمواطن والمقيم وتيسر السبل امام الكبار والناشئة على السواء لتحصيل العلم بافضل النظم التقنية المطبقة في العالم المتقدم.
وحيث ان هذه المكتبة سوف تحتضن نحو مليون وسبعمائة وخمسون الف كتاب وهو ما يجعل منها منارة معرفية للمنطقة باثرها تطمح الى ان تتخذ مكانها بين ارقى واعرق المكتبات على خارطة العالم.
حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى ها هي المكتبة الوطنية صرحا شامخا يقوم على عزيمة شعب محب للثقافة ومقدر لرسالتها ويرتكز على حكمة قيادة تدعم طموحات الشعب في التطلع الى المستقبل وتعكف على تعزيز اركان هذا الوطن الغني بقدرات ابنائه وحكمة قيادته فاذا بهذا المشروع الكبير ينهض امام اعيننا شجرة ورافة اصلها ثابت وفرعها في السماء.
ان هذا الصرح الوطني ثمرة لرؤية ثاقبة من قيادة البلاد التي تدرك ان الثقافة هي القاطرة التي تقود التنمية وتنتقل بالمجتمع الى رحابة المستقبل وافاق التقدم ورات في المكتبة الوطنية ركيزة للبنية التحتية الثقافية ودعامة اساسية للنهوض بالبحث العلمي والية لنشر تقاليد القراءة وتوسيع الاطلاع في اوساط المواطنين.
حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى الحضور الكرام اجدد التهنئة لسموكم وللشعب الكويتي الاصيل باعيادنا الوطنية العزيزة التي يضاف اليها اليوم عيد جديد بافتتاح هذا الصرح الثقافي وكلنا امل ان تكون هذه المكتبة بوابة مباركة لمستقبل مشرق يليق بدولة الكويت والكويتيين.
واخر دعوانا ان الحمد لله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى