بغداد - أكد العلامة العراقي السيد الدكتور محمد بحر العلوم أهمية الدور الذي يؤديه الاعلام في رأب الصدع بين العراق والكويت ومساندة الجهود الحكومية والقيادات المختلفة في هذا الشأن.
واعرب بحر العلوم خلال لقائه وفدا إعلاميا كويتيا زائرا عن ترحيبه بالوفد في بلده الثاني العراق مشيدا بالزيارة التي وصفها ب"المبادرة الكريمة".
وعبر عن الامل في ان يعطي الاعلاميون "أعضاء السلطة الرابعة" صورة حقيقية لمحبة العراق "لكم ولوطنكم الكويت" اضافة الى ان "تستمر هذه الزيارات التي عودتمونا عليها في القادم من الايام والسنين" نظرا لتأثيرها الايجابي الكبير في قلوب العراقيين.
واعاد الى الاذهان ما ابتلت به بلاده من قبل النظام الصدامي "كما ابتليتم وما عاناه الشعبان من جراء ذلك" مضيفاان العراقيين كما هم الكويتيون "لا يزالون حتى اليوم يبحثون عن رفات ابنائهم واحبائهم منذ سبع سنوات وكثيرا منا لم يعثر على رفات من فقدوهم ولا نعرف مصيرهم حتى بعد فتح المقابر الجماعية".
واضاف ان ذلك "لا يعني ان ننتهى من البحث او نوقفه" مبينا ان ثمة اجماعا من قبل المسؤولين العراقيين على ان يعملوا كل ما بوسعهم في هذا الصدد.
وقال بحر العلوم "اننا نعيش جرحا كبيرا فما حدث للكويت من غزو من قبل النظام البائد امر لا يمكن القبول به" مشددا على ان صدام اراد ان "يدق اسفينا بين العراق والكويت لتبقى المشكلة دائمة بينهما على الرغم من التشابه الكبير بينهما والعلاقات والمصاهرات ونواح اقتصادية واجتماعية عديدة تجمع بينهما".
واكد ما يكنه قلبه للكويت اميرا وحكومة وشعبا من حب "وعندما امر عليها اشعر ان موجة من الاطمئنان تحيطني" مضيفا ان للكويت كذلك "خصوصية في قلوب العراقيين".
وجدد دعوته لممثلي وسائل الاعلام لتحمل المسؤولية لرأب الصدع بين البلدين والشعبين الشقيقين "فالاعلام والصحافة هما الاساس في اعطاء الصور وبيان الحقيقة وهذه مسؤولة كل اعلامي وصحفي في العراق والكويت على حد سواء".
ودعا الى التعاون وشد "هذه اللحمة ونعيد الشروق والصحو الى بلدينا واذا لم نهتم لهذا الامر فسنبقى في ضياع وهذا ما ناديت به دائما ولا ازال فلنستفد من تجربة الوضع المرير الذي عشناه ونأمل ان يعيش الجميع بسلام فلا يعرف لا يعرف الضيم الا من يكابده" في اشارة الى 35 عاما من المعاناة والظلم والقهر عاشها العراق تحت قيادة النظام الصدامي. واضاف "أملنا ان نفرش الارض بالبساط الاخضر لنبني العراق الجديد بعد ان عانينا من الارهاب والمشاكل" معربا عن الاسف لسكوت بعض الدول عما كان يحصل في العراق "وهم الان ابتلوا به وبدأ الارهاب يدق ابوابهم".
واشار بحر العلوم الى التعايش السلمي الذي كان يجمع القوميات المختلفة في العراق مضيفا ان الامور في تحسن مستمر في العراق بما يحقق امالنا الكبيرة.
وقال ان الكويت كانت الاولى بين دول المنطقة في الديمقراطية وتأسيس البرلمان وضمان الحريات "وهذه قضية مهمة جدا يجب ان نتعايش معها".
واكد السيد بحر العلوم الذي عاش في البلاد فترة من الزمن ان "قلبي كويتي والسنين التي عشتها هناك بقيت راسخة في ذهني واعيش من خلالها مع كل ما يدور في الكويت الحبيبة ... وأعلم ان الكويتيين يعانون من جرح تجاه وضع العراق لكن ما اعرفه عن اخواني المسؤولين هناك انهم يهتمون بتذليل المصاعب وحل القضايا بين بلدينا".
واوضح ان الهدم يكون في يوم لكن البناء يحتاج الى مدة "لذا نحتاج الى العمل على تقريب وجهات النظر وتسليط الضوء على الجوانب الايجابية ونبني عليها وهذه هي مسؤولية السلطة الرابعة في البلدين" في اشارة الى دور الاعلام في مساندة الجهود الحكومية والقيادات بهذا الاتجاه.
من جانبه اشاد سفير دولة الكويت لدى العراق الفريق علي المؤمن بدور السيد بحر العلوم في الدفع باتجاه رأب الصدع العراقي الكويتي مشيرا الى ما قدمه ابان ترؤسه (المؤمن) مركز المساعدات الانسانية وتسهيل عمل المركز هناك منذ عام 2003.
واستذكر المؤمن عمله في توزيع المساعدات في النجف الاشرف تحت اشراف القوات الامريكية والاوامر التي اعطاها للعاملين معه في المركز من الكويتيين وتأكيده ضرورة ان لا يقوموا بتعريف انفسهم بأنهم كويتيون وألا يقوموا بزيارة مرقد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام "نتيجة لخطورة الوضع الامني آنذاك".
واضاف "فوجئت بمعلومة تفيد بمخالفة العاملين الاوامر الصادرة لهم وعندما استفسرت منهم عن الاسباب قالوا ان العراقيين هم من استدل على اننا كويتيون وهم الذين اصروا على ان نقوم بالزيارة بل هم انفسهم قاموا بالهتاف وسط الحرم الشريف باسم سمو امير البلاد حينذاك الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح وسمو الامير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله الصباح".
وذكر ان ماحدث كان دلالة واضحة على حب اهل العراق لاسيما اهل مدينة النجف الاشرف للكويت حكومة وشعبا "وحتى الآن نستشعر قوة ذلك الحب".
واكد السفير المؤمن ان تجربته في العراق الشقيق "اثرت معرفتي بهذا البلد وبشعبه وعلاقاتي معهم والسيد العلامة بحر العلوم كان له الدور الاعظم في هذا المجال لاسيما ان بيته كان مقرا دائما لي في النجف الاشرف" مضيفا ان "تجاربي هنا تعكس جانبا ايجابيا ومشرقا للعلاقات العراقية الكويتية".