محليات

علاوي يؤكد ضرورة البدء بصفحة جديدة مبنية على احترام دولة الكويت والتكامل معها

بغداد - أكد رئيس المجلس الوطني للسياسات العليا في العراق الدكتور اياد علاوي ضرورة طي صفحة الماضي بين البلدين الشقيقين العراق والكويت والبدء بصفحة جديدة مبنية على احترام دولة الكويت وسيادتها وحدودها والتكامل معها.
وأعرب علاوي خلال لقائه وفدا إعلاميا كويتيا زائرا عن الاسف لما قام به النظام الصدامي تجاه الكويت مشددا على ضرورة طي صفحة الماضي والبدء بصفحة جديدة مبنية على الأخوة والصداقة والعلاقات والمصالح المشتركة وعلى احترام الكويت وسيادتها وحدودها واحترام ظروفها والتكامل مع الكويت ومع المنظومة العربية بالكامل.
ورحب بالوفد الاعلامي الزائر في "بلدكم الثاني العراق" واصفا الزيارة بأنها "مباركة وتسير باتجاه تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين".
وقال ان من الصعب على العراق ان يخرج من الثوب العربي والاسلامي لاسيما ان لبلاده عمقا عربيا واسلاميا "ونعتز بهذا العمق ويجب ان نتواصل معه".
وذكر ان ما ارتكبته يد الغدر الصدامية في الكويت "أمر يحز في النفس ونحن المعارضة العراقية كنا ضد ما حصل بشكل قاطع لذا علينا فعلا ان نبدأ صفحة جديدة من الاخوة الحقيقية والحفاظ على المصالح المشتركة للبلدين على حد سواء".
واكد علاوي ان العراق "يعتز" بالكويت وبعلاقة الاخوة التي "تجمعنا" بالشعب الكويتي مبينا ان على البلدين الشقيقين "مسؤولية كبيرة لا تتمثل في اعادة اللحمة والتواصل بينهما فحسب بل ان هناك مسؤولية كبيرة تقع على الجميع بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط الكبير الممتد من افغانستان شرقا الى المغرب غربا والى الصومال واليمن جنوبا".
وقال ان "مجتمعاتنا متداخلة وما يحصل في اي بلد من بلدان الشرق الاوسط الكبير يؤثر في العراق لذا فان المسؤولية مزدوجة تتمثل في اعادة الوضع الطبيعي بين الكويتيين والعراقيين والمسؤولية الثانية تتمثل في التصدي لظواهر ومظاهر التطرف السياسي بكل اشكاله سواء كان دينيا او طائفيا او غيرهما".
واضاف ان "أي تطرف لا يخدم ابدا الوضع العربي والوضع الاسلامي لاسيما ان هذه الامور تحصل في ظل نظام دولي يتغير بسرعة" مبينا ان "كل هذا التراجع الحاصل والمشاكل والتوتر تؤثر فيها عدم استقرار الوضع الدولي سواء ما حصل في التداعيات الاقتصادية للازمة المالية العالمية او في المتغيرات التي تحصل على المستوى العالمي ألقى بظلاله على ما يحصل في منطقتنا اضافة الى التردد الامريكي في معالجة الامور بالمنطقة بشكل صحيح وسليم".
وافاد بان هذه امور تلقي بمسؤولية كبيرة على الكويت والعراق على حد سواء وعلى حملة الرسالة الاعلامية بشكل خاص لاسيماوان الاعلام رسالة يجب ان يؤديها الاعلامي تجاه شعبه والمنطقة والعالم "بشكل سليم".
واعرب عن اليقين بأن المنطقة ستنتصر في النهاية وأن الاعتدال والمنطق سيسودان "وسنبدأ بجعل منطقتنا بؤرة حقيقية للاستقرار والسلام والنمو لاسيما ان عززنا العلاقات السياسية بعلاقات ربط اقتصادي وتجاري ومصلحي واقعي فالاخوة ليست فقط في الشعارات لكن في التنفيذ والعمل ... وزيارتكم الكريمة للعراق تأتي تحقيقا لهذا الهدف".
وعن طبيعة عمل المجلس الوطني للسياسات العليا الذي يترأسه اوضح علاوي ان المجلس معني باتخاذ السياسات العليا للبلاد بما يحقق هويتها سواء كانت اقتصادية او استثمارية او دفاعية او امنية والسياسات التي تتعلق باصلاح القضاء العراقي والقوانين وكذلك وضع الاولويات التشريعية لمجلس النواب.
وعن ما اثير حول وجود بعض أفراد حزب البعث في التشكيل الوزاري الاخير قال "نحن ضد سياسية الاجتثاث العشوائي فحزب البعث فيه مسيئون من حيث الممارسة وليس الفكر".
واضاف "من اساء ومن ارتكب أفعالا اجرامية يجب ان ينال العقوبة كاملة والا يسمح له بالتسلل الى مواقع الادارة في البلاد اما البعثي الذي لم يرتكب أي فعل وانتسب للحزب رغم ارادته ليعيش وليس لممارسة أفكار الحزب فهو بعثي وليس حزبيا".
ومضى يقول "نادينا بمعاقبة من اساء من حزب البعث للعراقيين او الكويتيين او للدول الاخرى لكننا لا نريد ان نعاقب المذنب والبريء معا لانهما ينتسبان الى حزب البعث فليس كل بعثي حزبي". وأكد علاوي في هذا السياق ضرورة ان يتم اخراج فكرة الثأر والانتقام "من حساباتنا كعرب وعراقيين لاسيما اذا اردنا ان نعيش فهذه الفكرة لن تؤدي بالمنطقة الى الاستقرار أبدا لذا يجب ان ننبذ هذه الفكرة وان ننبذ الكراهية والحقد".
وذكر انه "من هذا المنطلق يجب ان تبنى العلاقات العراقية مع الدول المجاورة ومع الكويت على وجه التحديد وتكون على اسس جديدة وعلى اساليب واوضاع جديدة لا تشعر الكويت من خلالها بأي تهديد بأي شكل من الاشكال لا من العراق ولا من غيرها".
وقال اننا "نريد ان نطوي هذه الصفحة السوداء وننطلق الى المستقبل الجديد فنحن نعيش في منطقة من أكثر مناطق العالم ثراء في الموارد الاقتصادية والبشرية والعراق أثراها" مضيفا "انه رغم ذلك يعيش ثلثا الشعب العراقي تحت خط الفقر".
واشار الى ضرورة ان يبدأ العراق "صفحة جديدة تحترم فيها كرامة الانسان العربي والكردي والتركماني ويرجع العراق الى ابنائه ليعيشوا فيه مكرمين معززين وكذلك شعوب المنطقة ولابد ان ننسى سياسة الانتقام والكراهية والحقد وان نقتدي بالرسول الكريم حين فتح مكة وعفا عن الكفار فيها".
وجدد علاوي دعوته الى نبذ التطرف بكل اشكاله "فهو امر متعب ويولد ردود فعل غير سليمة او صحيحة" مشددا على ضرورة ان يحترم الانسان هوية الاخرين الدينية او القومية او المذهبية أو الطائفة والا يقوم بتهميشهم مهما اختلفت معهم في تلك الهوية.
واكد حاجة العراق الجديد الى وجود شراكة حقيقية وواقعية في القرار السياسي بين جميع الطوائف والقوميات تكون مبنية على اسس واضحة "وهذا من شأنه ان يبعد شبح الاساءة للعراق والعراقيين".
وقال "نريد ان نبني بلدا يتسع لكل ابنائه الموجودين في الداخل والخارج وهذا يتطلب منا الابتعاد عن نهج الانتقام والأخذ بالثأر والاحقاد".
ودعا الى "تأطير الخلافات والاختلافات في العراق في اطار ديمقراطي بما يكفل الابتعاد عن التناحر السياسي لان صالح العراق والعملية السياسية فيها يكون في المضي قدما بما يحقق كذلك استقرار المنطقة بأسرها".
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى