محليات

الخرافي .. العرب وتركيا شريكان رئيسيان بالمنطقة وتحدياتها تتطلب تعاونا بينهما

أكد رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم محمد الخرافي اليوم ان ما تشهده منطقة الشرق الاوسط في المرحلة الحالية من مخاطر وتحديات تستدعي مزيدا من التعاون والتنسيق وتقريب المواقف بين الدول العربية وتركيا لمواجهة تلك التحديات باعتبارهما شريكين رئيسيين في المنطقة.
جاء ذلك في كلمة القاها الخرافي في افتتاح مؤتمر الحوار البرلماني العربي - التركي الذي تستضيفه دولة الكويت اليوم وغدا.
وقال ان الحوار البرلماني العربي -التركي "الذي يتشرف مجلس الأمة الكويتي باستضافة جولته الثانية اليوم هو دون شك تعبير عن حرص الجانبين على تطوير علاقات الصداقة بينهما وتأكيد أهمية كل طرف بالنسبة للآخر لاسيما في هذه المرحلة الحرجة التي تشهد فيها منطقة الشرق الأوسط تطورات وأحداثا ستكون لها نتائجها وتبعاتها على دول وشعوب المنطقة".
واضاف ان ذلك من شأنه ان يجعل الحوار العربي -التركي على المستويين الحكومي والبرلماني "أمر في غاية الأهمية" للوصول الى صيغ ورؤى مشتركة تؤمن مصالح الطرفين وتقرب مواقفهما في سبيل أن تكون منطقة الشرق الأوسط منطقة أمن واستقرار وازدهار. واوضح ان جدول أعمال هذه الجولة من الحوار يعكس سعة وعمق القضايا التي تهم الجانبين ويعبر عن رغبة كل منهما للتفاهم والتعاون بشأنها وذلك انطلاقا من القناعة المشتركة بالدور الأساسي لكل طرف منهما "في شؤون هذه المنطقة".
وقال ان أول ما يبرز في هذا السياق هو النزاع العربي - الاسرائيلي وما لحق بعملية السلام في الشرق الأوسط من تعثر لا يبدو معه ضوء في آخر النفق نتيجة اصرار الحكومة الاسرائيلية على مواصلة سياساتها الاستيطانية وتجاوزها لأسس ومبادئ عملية السلام وتجاهلها لدعوات المجتمع الدولي للعودة لتلك الأسس والمبادئ ووقف سياساتها الاستيطانية والعدوانية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق.
واكد ان استمرار ذلك وعدم قيام الدول الراعية للسلام وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية بمسؤوليتها لاعادة عملية السلام الى أسسها ومبادئها وعدم أدائها الدور المطلوب للوصول الى سلام دائم عادل وشامل يؤمن الأمن والاستقرار في المنطقة ويكفل الحقوق العربية المشروعة "سيبقي منطقة الشرق الأوسط في حالة متواصلة من التوتر وعدم الاستقرار ومسرحا لبؤر التوتر والعنف".
وافاد الخرافي بان ذلك يضع أمام هذه الجولة من الحوار "على نحو خاص" وأمام العلاقات العربية - التركية "على وجه العموم" تحديا كبيرا يستدعي المزيد من التعاون والتنسيق وتقريب المواقف بين الطرفين لمواجهة المخاطر والانعكاسات التي يولدها على أوضاع ومصالح كل منهما باعتبارهما شريكين رئيسيين في هذا المنطقة.
واشار الى ان مهددات الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط "تتعدى حدود هذه القضية" لتشمل ملفات ساخنة أخرى على رأسها الخلاف الدولي بشأن الملف النووي الايراني والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والأوضاع في السودان الشقيق "وهي جميعا محل اهتمام المجتمع الدولي ومحل اهتمامنا وقلقنا كذلك" لما لها من تبعات ونتائج على الأمن الاقليمي والسلم العالمي.
وقال الخرافي ان "ما يهمنا هنا ويهم شعوبنا هو أن تعالج هذه الملفات بالمبادرات السلمية والحوار وبعيدا عن قعقعة السلاح والتهديد باستخدام القوة فشعوب هذه المنطقة هم أول من سيدفع ثمن المواجهة العسكرية وهو ثمن باهظ لطالما دفعته شعوب المنطقة ولا تريد أن تكرره". واستدرك قائلا "اذا كان اخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل هو هدف مشروع يعمل المجتمع الدولي من أجله فهو أيضا قناعة وهدف لدولنا وشعوبنا" مضيفا "واذا كان الملف النووي الايراني يثير قلق المجتمع الدولي فان الترسانة النووية العسكرية الاسرائيلية تثير مخاطر كبرى على أمن دول منطقة الشرق الأوسط".
واكد في هذا السياق وجوب ان يكون الموقف الدولي في مواجهة أسلحة الدمار الشامل وفق معايير ومقاييس موحدة وبحرص على أمن واستقرار جميع شعوب المنطقة "دون تمييز أو انحياز".
وقال ان "المجال الأرحب" لتمتين العلاقات العربية -التركية يكمن في التعاون الاقتصادي المبني على التوازن وتكريس المصالح المشتركة مشيرا الى ان للتعاون الاقتصادي العربي - التركي أفاقا واسعة ومجالات رحبة بما يتوفر لدى طرفيه من مقومات وامكانيات لها ثقلها على الصعيدين الاقليمي والدولي.
واضاف "وفي تقديري ان تعزيز التبادل التجاري وتوفير الحوافز الاستثمارية المتبادلة وتسهيل حركة وانتقال رؤوس الأموال والعمالة وفق الضوابط الوطنية وتطوير اتفاقيات التعاون في مجالات الطاقة والخدمات والمياه سيكون لها جميعا أثر بالغ الأهمية في تعزيز المصالح المشتركة وتمتين أواصر العلاقة بين الجانبين "وهي محاور مهمة على جدول أعمال هذه الجولة من الحوار وسيكون من المفيد النظر في تشكيل لجان متخصصة من الجانبين لتحقيق تقدم فيها".
ورحب الخرافي بالمشاركين في المؤتمر معربا عن خالص تقديره لتلك المشاركة وتمنياته لضيوف الكويت طيب الاقامة في دولتهم الثانية الكويت وكل النجاح والتوفيق للملتقى.
واستذكر بالشكر والتقدير "ما لقيته وزملائي أعضاء وفد مجلس الأمة الكويتي من كرم وحفاوة خلال زيارتنا الأخيرة لجمهورية تركيا الصديقة" مؤكدا أهمية اللقاءات المثمرة التي تمت خلالها مع القادة والمسؤولين الأتراك "وفي مقدمتهم فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد الله غول وأتطلع الى مزيد من هذه اللقاءات الأخوية لما فيه مصلحة البلدين الصديقين".
وجدد الخرافي في ختام كلمته امام المشاركين ترحيبه بهم وتمنياته لضيوف الكويت طيب الاقامة في بلدهم الثاني معربا عن تقديره للجهود الذي بذلها البرلمان العربي الانتقالي في تنظيم هذا الملتقى الحواري المهم "الذي أتمنى له كل توفيق ونجاح".
ومن المقرر ان يناقش المؤتمرون في جلسات المؤتمر الاربع على مدى يومين عددا من المحاور السياسية والثقافية والاقتصادية وتنسيق المواقف في المحافل البرلمانية الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى