الكويت - قال نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير الدولة لشؤون التنمية ووزير الدولة لشؤون الاسكان الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح ان الكويت تقوم بتحول استراتيجي من خلال اعطاء جزء من خدماتها التي كانت تقوم بها الى القطاع الخاص.
وأضاف الشيخ أحمد الفهد في كلمة ألقاها اليوم ممثلا عن سمو أمير البلاد في افتتاح مؤتمر (الاعلام الاقتصادي) الذي تنظمه جمعية العلاقات العامة الكويتية ان هذا التحول الذي يمثل أحد اهداف الخطة التنموية يعطي دورا أكبر للقطاع الخاص في المساهمة باقتصاديات البلاد.
وأوضح ان الخطة التنموية تنطلق من الرؤية الاستراتيجية التي تبناها سمو أمير البلاد لتكون الكويت مركزا تجاريا وماليا وهذه الرؤية تأتي انعكاسا للموروث التجاري الكبير الذي بنته البلاد خلال السنوات الطويلة الماضية.
وذكر ان خطة التنمية وضعت بمشاركة جميع مؤسسات الدولة من حكومة ومجتمع مدني وقطاع خاص ما ساهم باخراجها متوسطة المدى لتكون جزءا من الرؤية الاستراتيجية.
وبين ان خطة التنمية تضم 230 سياسة منها 63 في المئة تهتم بالتنمية البشرية بينما باقي السياسات تهتم بوضع وتطوير البنية التحتية للبلاد مشيرا الى تحويل أسلوب تنفيذ الخطة الشمولي الى الاسلوب التأشيري الذي يعتمد على مشاركة القطاع الخاص في تنفيذها.
وأكد الشيخ أحمد الفهد أهمية العمل الجماعي لتحقيق أهداف الخطة التنموية من جميع الاطراف "لانها خطة أمة وليست خطة حكومية فقط" مبينا ان الخطة لا يمكن أن تحقق اهدافها دون توافق وتفاعل بين المؤسسات التنفيذية والتشريعية والمجتمع المدني.
وشدد على أهمية المؤتمر الذي يحمل شعار "دعم الكويت كمركز مالي واقتصادي وتجاري اقليمي وعالمي" في المشاركة بتحقيق اهداف الخطة التنموية وان يكون داعما لها لانها تساهم بالتوعية من خلال الحوارات المتبادلة في الحلقات النقاشية بين المختصين.
من جانبه قال رئيس مجلس ادارة جمعية العلاقات العامة الكويتية بدر المديرس ان تبني الجمعية واختيارها لموضوع الاعلام الاقتصادي هدف الى تعزيز خطة التنمية وتعريف الرأي العام بأهميتها وحثه على المشاركة في جهود تطبيقها.
واضاف المديرس ان المؤتمر يعبر عن مسؤولية الجمعية في المساهمة بجهود تحقيق التنمية الشاملة مشيرا الى أهمية الاوراق العلمية المقدمة في المؤتمر للخروج بتوصيات واقتراحات قيمة ينتج عنها اثر على الاعلام الاقتصادي ليخدم خطة التنمية.
من جهته اكد النائب الاول لرئيس مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة الكويت خالد الصقر ان الشفافية والموضوعية هما شرطان أساسيان في كسب الاعلام المصداقية وجعله ضمانة لاخلاقيات الممارسة الاقتصادية من خلال الحرص على نقل الخبر "صادقا وكاملا يبين الحدث كما وقع".
وقال الصقر ان التحدي الاهم الذي يواجه الاعلام الاقتصادي هو حماية الوسيلة الاعلامية من ضغوط وتدخلات الاعلان الذي يمثل المصدر الاساسي لتمويلها ما يشكل قوة ضاغطة للتأثير في سياساتها ومواقفها.
وأضاف ان دورا مهيمنا بات يتمتع به الاعلام في تشكيل وتوجيه الرأي العام في جميع المجالات لذا من الضروري تعزيز الحرية الاعلامية من خلال الرقابة الشعبية على الاعلام معتبرا ان غياب المنظمات والهيئات المعنية برصد اداء الاعلام يساهم في انزلاقه نحو مساندة الفساد وتبريره والتستر عليه.
بدوره قال مستشار أول الاتصالات والعلاقات الخارجية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجموعة البنك الدولي حافظ الغويل ان المؤتمر يأتي في الوقت المناسب لاعادة النظر في القيمة الفعلية للاعلام كأداة تمتلك طاقات هائلة بما يتوفر لها من زخم لا يقارن من المعلومات والاخبار بفضل التقدم غير المسبوق في تكنولوجيا الاتصالات.
وأضاف الغويل ان عملية نقل الاخبار والصور الحية متاحة ليس في الصحف والتلفزيون وحسب وانما على أجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة ايضا ما جعل تأثيره على اتجاهات الرأي العام محليا وعالميا اكبر واقوى من اي وقت مضى.
وذكر ان هذه التطورات تجعلنا نعيد النظر في منظومة القيم المهنية والاخلاقية الخاصة بعمل الاعلامي وصدق المعلومة وحرية الصحافة والاعلام ومسؤولية الاعلام في تعزيز ودعم جهود التنمية.