بغداد - شدد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني هنا اليوم على ضرورة ان تجتهد الحكومة العراقية باتجاه حل جميع المسائل العالقة مع الكويت بما يمهد لخروج العراق من احكام الفصل السابع للامم المتحدة.
واكد فراتيني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري على ضرورة عمل الحكومة العراقية من اجل تطبيع علاقاتها مع الكويت واعادتها الى طبيعتها وحل جميع المشاكل العالقة معها لتمهيد السبيل امام خروج العراق من احكام الفصل السابع.
وقال " نحن سعداء لأننا لمسنا من الحكومة العراقية استعدادها لتقوية علاقاتها على كافة الأصعدة مع دولة الكويت التي قمت بزيارتها أمس" مضيفا "نعتقد أن على الحكومة العراقية العمل على تحسين علاقتها مع الكويت".
كما طالب فراتيني بغداد بالعمل بشكل جاد من اجل حماية المسيحيين في العراق قائلا انه على "الحكومة العراقية اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لحماية المسيحيين من العمليات التي تستهدفهم بالقتل والاختطاف ومن الاعتداءات على كنائسهم ودور عبادتهم".
وشدد على ان حماية المسيحيين من "الاولويات في اطار اهتمامات ايطاليا" مضيفا ان " ما يتعرضون له من استهداف امر لا نقبله ابدا في ايطاليا ويجب حمايتهم بكل السبل".
واشار فراتيني الى ان رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي ابلغه بان العراق لا يريد للمسيحيين ان يغادروا وهم سكان العراق الاصلاء وان حمايتهم مسؤولية تشبه مسؤوليات حماية كل فئات المجتمع العراقي ومكوناته.
ونقل فراتيني عن المالكي القول ان "الاجهزة الامنية تعمل بجد لحمايتهم ومعاقبة الجهات التي تستهدفهم".
ورحب وزير الخارجية الايطالية بتشكيل مجلس النواب العراقي لجنة تعمل على متابعة حماية المسيحيين معلنا ان بلاده لا تدعم هجرة المسيحيين من العراق لان ذلك يحقق اهداف تنظيم القاعدة من عملياته الارهابية ضدهم".
واشار الى ان مجلس الامن اصدر الاسبوع الماضي قرارا بالاجماع ينص على ضرورة حماية المسحيين في العراق.
وكرر وزير الخارجية الايطالي ما دعا اليه نظيره الالماني غيدو فيسترفيله الذي كان قام بزيارة العراق امس بشأن ما وصفه ب "طلب الرأفة" لنائب رئيس النظام البائد طارق عزيز والذي صدر بحقه حكمين بالاعدام اضافة الى احكام اخرى لادانته بجرائم ضد الانسانية.
ورد وزير الخارجية العراقي على سؤال حول احتمال العفو عن عزيز بالقول "أكدنا ضرورة احترام قرار القضاء العراقي لان عزيز حصل على كافة حقوقه في المرافعة والدفاع. يجب أن يحترم الجميع قرار القضاء".
أضاف "لديهم طلب أو رجاء للعفو ليس ايطاليا فقط من يطلب ذلك وانما روسيا والفاتيكان ودول اخرى" مشددا على ان "الحكم صادر من القضاء العراقي المستقل الذي لا يمكن التدخل في قراراته".
واضاف ان القيادة العراقية مهتمة بتوسيع النشاطات الايطالية في العراق وخاصة في مجال الاستثمارات مشيرا الى انه اتفق مع فراتيني على عقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة في بغداد مطلع العام المقبل.
واشار الى ان ايطاليا ستشارك في تنفيذ مشروعات استراتيجية كبرى في العراق ومنها ميناء الفاو الكبير وصيانة سد الموصل المهم. وأضاف انه بحث مع فراتيني اوضاع المسيحيين العراقيين وانه أكد حرص الحكومة العراقية على حمايتهم وانها ليست لها اي سياسة تمييزية ضدهم او تشجعهم على الهجرة الى خارج البلاد مؤكدا رفض العراق للدعوات الخارجية لهذه الهجرة.
وشدد على ان السلطات العراقية مصممة على اتخاذ جميع الاجراءات التي تكفل حماية المسيحيين وردع عمليات استهدافهم وتعويض المتضررين منهم واعادة بناء الكنائس التي تعرضت للاعتداءات وتعميرها.
وعلى صعيد متصل اكد الرئيس العراقي جلال طالباني خلال استقباله فراتيني الليلة على تمتع العراق الجديد بعلاقات واسعة ووثيقة مع دول العالم.
وشدد طالباني على ان هذه العلاقات تشهد تقدما مضطردا مع مرور الأيام مشيرا الى ان بلاده تبذل جهودا حثيثة للعب دورها الرامي لتحقيق السلم والأمن في المنطقة والعالم.
وذكر بيان رئاسي وزع هنا ان طالباني سلط الضوء خلال الاجتماع على الوضع السياسي العام في البلاد واكد تصميم القادة السياسيين على "اتمام عملية تشكيل الوزارة الجديدة لكي تتمكن من النهوض بالبلاد والارتقاء بالحياة العامة الى مستوى أفضل وتقديم أفضل الخدمات الى المواطن العراقي وبناء مستقبله" على حد تعبيره .
ورأى طالباني ان هذا من شأنه ان يساعد أيضا "في توفير أرضية ملائمة للاستثمار الخارجي ودخول الشركات العالمية وخصوصا الايطالية منها للمساهمة في عملية اعادة اعمار العراق".
وأشار طالباني الى الوضع الأمني الذي يزداد تحسنا يوما بعد آخر حسب قوله مبينا ان "رقعة الارهاب الذي سعى الى ايقاع الفتنة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي بدأت تتقلص".
ولفت الى ان "آفة الارهاب تربصت باخواننا المسيحيين وآخر أعمال الارهاب الوحشية كان استهداف كنيسة سيدة النجاة بينما يمثل المسيحيون وجودا أصيلا في العراق وهم الأبناء الأصلاء لهذا الوطن