الكويت - أكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح استعداد دولة الكويت للرد على جميع النقاط والملاحظات التي وردت في التقرير الاخير لوزارة الخارجية الامريكية حول حقوق الانسان في البلاد.
جاء ذلك في تصريحات ادلى بها الشيخ صباح الخالد في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده اليوم مع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله عقب اختتام أعمال الدورة السادسة للجنة العليا الكويتية - العمانية المشتركة.
وقال الشيخ صباح الخالد تعليقا على التقرير السنوي للخارجية الامريكية حول حقوق الانسان ان المجتمع الكويتي "مجتمع منفتح والسقف العالي للحريات يتيح لكل متابع ان يتأكد من هذه الامور بنفسه لذا نحن لا نقلق ولا يضيرنا" ما تضمنه التقرير السنوي لوزراة الخارجية الامريكية حول حقوق الانسان في الكويت.
وردا على سؤال حول الاتفاقية الامنية لدول مجلس التعاون الخليجي أكد استعداد وجاهزية الحكومة لتوضيح كل بنود هذه الاتفاقية والرد على جميع استفسارت اعضاء مجلس الامة بهذا الخصوص عندما يتم دعوة الحكومة من قبل لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس للاجتماع معها حول هذا الموضوع.
وحول مفاعل (بوشهر) النووي وتأثيرات الزلازل التي ضربت ايران اخيرا قال ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي من تشرف على سلامة مفاعل بوشهر النووي وهي من تقدم تقريرا بذلك و"نحن نثق بان الوكالة لديها القدرة والمعرفة لمتابعة هذا الامر لذا نحن بانتظار هذا التقرير" .
وتطرق الى تأكيدات من الجانب الايراني والفريق الروسي المشغل لمفاعل بوشهر النووي بان المفاعل لم يتضرر من جراء الزلازل الاخيرة التي ضربت ايران.
وقال ان الكويت وعمان تتشاركان بالشعور بالقلق لخطورة الوضع في المنطقة نظرا لقرب مفاعل بوشهر النووي من مياه الخليج العربي واعتماد دول مجلس التعاون على الخليج كمصدر للمياه لذا فان "اي تسرب او تلوث لهذا المفاعل سوف يكون مصدر خطر كبير على دولنا".
وفي رده على سؤال حول تصريحات المبعوث العربي والدولي الاخضر الابراهيمي الاخيرة بالغاء تمثيله لجامعة الدول العربية في الشان السوري وطلبه قصر ذلك على دوره الدولي أكد الشيخ صباح الخالد ان الكويت تدعم مهمة الاخضر الابراهيمي لان دوره هو الوصول لحل يجنب سوريا مزيد من الدمار ونزف الدماء.
وقال "نحن نؤيد ان يكون هناك اتفاق في مجلس الامن يساعد الاخضر الابراهيمي في مهمته كما اننا نؤيد الاتفاق الذي توصلت اليه الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن في جنيف وان يكون قاعدة للانطلاق لتشكيل حكومة في سوريا تحقق امال وتطلعات الشعب السوري".
وردا على سؤال حول اتهام وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لدول خليجية بالوقوف عائقا امام الوصول الى اتفاق سلام بشأن الازمة السورية اعرب المسؤول الكويتي عن الامل من روسيا بان تولي الوضع السوري الذي "ادمى القلوب" لاكثر من سنتين مزيدا من العمل لايجاد حل يوقف نزيف الدم.
وشدد في هذا الصدد على ضوروة العمل "متحدين" لبحث هذا الموضوع وايجاد مخرج للمأزق "الصعب" الذي تمر فيه سوريا معربا عن الامل بان يشارك المسؤول الروسي لافروف في صياغة حل يجنب سوريا مزيدا من الدمار.
وجدد الشيخ صباح الخالد تحذيره من خطورة انزلاق سوريا الى حرب اهلية مؤكدا ان ما يعانيه الشعب السوري "العزيز علينا" مؤلم بكل المقاييس.
وردا على سؤال حول تقيمه للعلاقات الكويتية المصرية الحالية وصف الشيخ صباح الخالد العلاقات الكويتية - المصرية بانها "راسخة" وهي من اولويات السياسة الخارجية الكويتية واحد ركائزها القوية مؤكدا ان الكويت لن تنسى دور مصر "العظيم" في تحرير البلاد.
وقال ان النظام في مصر يختاره الشعب المصري "ونحن نحترم اختياراته في اي اتجاه كان .. لاننا نتوقع من كل الدول ان تعاملنا بالمثل وان تحترم اختيار الشعب الكويتي في نظامه ونظام حياته".
وشدد في هذا السياق على ضرورة المحافظة على متانة العلاقات الكويتية - المصرية في كل الاوقات "لان مصر تمثل لنا البعد الاستراتيجي والامن القومي العربي والدور المحوري باعتبارها حجر الزاوية للامن والاستقرار في المنطقة ككل".
وحول اجتماعات اللجنة العليا الكويتية - العمانية المشتركة قال الشيخ صباح الخالد ان هذا الاجتماع جاء استكمالا وتواصلا للدورات الخمس السابقة في ربط وتعزيز مصالح البلدين موضحا ان الدورة السادسة شهدت عقد لقاءات ثنائية مشتركة ل 28 جهة حكومية وأهلية في الجانبين.
من جهته قال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله ان الممارسة الديموقراطية في الكويت "لم تعد تجربة بل هي واقع بكل المقاييس" مؤكدا انه واقع كويتي "ناجح" على الرغم مما تخلله خلال مراحل ما.
وأعرب المسؤول العماني في رده على سؤال حول تقييم التجربة السياسية الكويتية عن اعتقاده ان هذا الواقع الكويتي "مناسب جدا لاهل الكويت" كما جاء في الدستور.
واضاف "انا اعتقد في رأيي الشخصي ان الكويت تخوض تجربة اضافية بالنسبة لتحقيق الديموقراطية والحفاظ على النهج السياسي" معتبرا هذا الحجم من الممارسة الديمقراطية "صالح للمستقبل".
وقال ان ايجابيات اي ممارسة يمكن لها ان تتأثر ب"المتغيرات اذا لم نستطيع ان نتقي شرورها..ومع ذلك نامل من الله ان لا يحدث هذا في الكويت".
وفي رده على سؤال بشأن تقييمه للعلاقات العمانية - المصرية الحالية أكد ان العلاقات مع مصر "طبيعية وعادية.. وهذا نهجنا لاننا لا نقيم علاقتنا مع دول على اساس الافراد ولا على اساس الاشخاص وعلى الجماعات".
وأوضح بن عبدالله ان بلاده تقيم علاقاتها مع مصر على اساس انها "دولة عربية رئيسية كبرى لها دور كامل وكبير ومهم في المجموعة العربية" معربا عن الاسف لما يحدث حاليا في مصر لانه "يفرق المصريين".
واضاف ان هناك امكانيات لبلوغ اتفاق وطني "على مسار يحفظ لكل واحد في مصر حقوقه المشروعة في بلده" معربا عن الامل بان تكون هذه النهاية قريبة.
وحول الاتحاد الخليجي وتعزيز العمل المشترك اعرب عن اعتقاده باستطاعة مجلس التعاون الخليجي انجاز الكثير و"خلق العجائب" في اطار العمل المشترك.
وشدد في هذا الصدد على وجوب المضي في هذا الاتجاه "والتعاون خصوصا واننا نمر بمرحلة من المراحل الصعبة في منطقة الشرق الاوسط وفيما يعرف بالربيع العربي ..
وبالتالي اعتقادنا ان ما يصلح لنا هو تطوير مجلس التعاون الخليجي".
وبسؤاله عن امكانية قيام عمان بدور او وساطة ما بين دول الخليج وايران قال بن عبدالله ان مملكة البحرين لديها علاقات "طبيعية مع ايران والامر لا يحتاج الى وساطة".
واوضح ان جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة "قد ذهب في مشروع في اطار المجتمع البحريني وان الحوار الذي اطلقه الملك حمد بن عيسى كفيل بان يساهم الى حد كبير جدا بالامن والاستقرار في هذه المنطقة والى اعادة العلاقات ان كان قد شابها شيئا الى سابق عهدها بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي".
وحول تصريحات الاخضر الابراهيمي الاخير بشان سوريا أكد تأييد بلاده لمهمة الاخضر الابراهيمي "وهو شخصية عربية معروفة ولديها خبرة وهو يفهم ماذا يستطيع ان يعمل وماذا لا يستطيع ان يعمل.. لكن نحن ايضا نتفق معه بانه يواجه مصاعب جمة من طرفي الصراع" في سوريا.
وقال "اعتقد بالنسبة للمعارضة او الائتلاف السوري فانه لم يبد اي تعاون" من شأنه ان يساعد على دفع مجلس الامن الدولي الى "ايجاد نوع من الميثاق الدولي في هذه المسالة" موضحا ان الائتلاف الوطني السوري مازال بحاجة الى بناء بنيته التحتية وعندما تستكمل البنية التحتية سيكون قادر على ان يتخذ قرار في كيفية الخروج من هذه الازمة في سوريا "ولكن هذا هو حال السياسة الدولية".
واعرب عن الامل بان يتمكن الائتلاف السوري "من بناء بنيته التي يستطيع من خلالها ان يشارك بايجابية وان يشارك بقوة في ايجاد حل للازمة السورية التي اصبحت بكل المقاييس ازمة دولية ولم تعد ازمة سورية سورية او سورية عربية".
وعن موقفه من تصريحات الروسي لافروف واتهامه دولا عربية وخليجية بالوقوف عائقا امام الوصول الى اتفاق سلام بين الاطراف المتنازعة في الازمة السورية قال "ندرك ان روسيا لديها اهتمامات واضحة بالملف السوري ..ومن مصلحة الجميع الوصول الى اتفاق سلمي لحل هذه الازمة ووقف نزيف الدم بكل مستوياته".
واوضح المسؤول العماني بن عبدالله ان هذه المسالة "الان هي مسالة دولية واعتقد ان الجميع ينبغي ان يعمل على ايجاد توافق في مجلس الامن اما فيما يتعلق بدول خليجية وقربها وبعدها من هذه الازمة فان دول الخليج اعضاء في جامعة الدول العربية والقرار هو قرار الجامعة العربية ولكن هذا لا يعني اننا لا نريد حل سلمي فنحن نعتقد ان الحل السلمي هو المخرج قبل ان تتعقد الازمة اكثر".
واكد دعم المجموعة العربية وبالذات دول مجلس التعاون الخليجي "لاي جهة دولية او اقليمية ممكن ان تساعد في ايجاد حل سلمي".
وفي رده على سؤال بشأن تأثير الزلازل على مفاعلات ايران النووية قال ان الزلازل قدر الهي يحدث في كثير من انحاء العالم "لا نستطيع نحن او غيرنا ان يتحكم بها" وان المخاوف تتصل بقضايا "ذات طبيعة انسانية خاصة".
واستدرك بالقول ان التعبير عن القلق بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي "مسألة مشروعة" لا سيما بعد تسونامي اليابان مشيرا الى الاتصالات الجارية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهذا الخصوص.v