الكويت - أكد سفير جمهورية أذربيجان لدى الكويت تورال رضاييف ان للدولتين الصديقتين العديد من السمات المشتركة التي تعزز وتشجع التعاون في جميع المجالات وخصوصا قطاعي الاستثمار والسياحة.
وقال السفير رضاييف في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان العلاقات بين الدولتين تسودها الألفة والتفاهم مشيرا الى أعمال لجنة التعاون الكويتية الآذرية المشتركة التي كانت ثمار آخر اجتماعاتها خمس اتفاقيات في عدة مجالات منها المجال الثقافي واتفاقية حول الجمارك وبروتوكول عمل اللجنة المشتركة واتفاقية أمنية.
واضاف ان من السمات المشتركة القطاع النفطي حيث تعتبر العاصمة باكو من أقدم المدن التي ظهر فيها النفط والتي أشار اليها العديد من المؤرخين ومن أقدمهم التاجر والمستكشف من البندقية ماركو بولو (بين القرنين ال13 و14م) مشيرا الى وجود أقدم منشأة ميكانيكية للتنقيب على النفط تعود لمنتصف القرن التاسع عشر.
واشار الى أكاديمية النفط الأذربيجانية التي تأسست عام 1920 وتحتوي على ثماني كليات منها الجيولوجيا والاستكشاف والغاز وتكنولوجيا البتروكيماوية ودراسة الأسواق العالمية وغيرها من التخصصات والدراسات العليا والتي اعتبرها وجهة ممتازة للشباب الكويتي لاكتساب المزيد من الخبرة والدراسات المتقدمة في مجال تمتاز به الدولتان.
وأفاد بان قرب المسافة بين الدولتين يعتبر ايضا من السمات الممتازة المشتركة والتي بدورها ستساهم بشكل مباشر في مد جسور التعاون التجارية حيث الرحلة في الطائرة تستغرق أقل من ساعتين اذا كان خط الرحلة مباشرة مؤكدا السعي الجاد لفتح وجهات السفر المباشرة في أقرب فرصة ممكنة والتي ستعمل ايضا على اتاحة الفرص للاستثمار في المجال الزراعي حيث ان أكثر من 54 من المئة من الأراضي الأذربيجانية زراعية.
وعن السياحة أكد السفير رضاييف ان أذربيجان تتميز باحتوائها تسعة من أصل اثني عشر اقليما مناخيا على الكرة الأرضية مما يجعلها وجهة ممتازة للسياحة على مدار العام وفي مختلف الاهتمامات مبينا ان الاستثمار الفندقي في العاصمة باكو اصبح في السنوات القليلة الماضية في أعلى مستوياته وصار لمعظم الفنادق العالمية والشهيرة أفرع لاستيعاب أكبر عدد من السياح والزوار خصوصا وان أذربيجان تستعد لاستضافة أول ألعاب أولمبية أوروبية في صيف عام 2015.
واشار الى ان الآثار والمعالم التاريخية والأثرية تعود الى آلاف السنين ومنها مستوطنة قوبوستان وهو "متحف في الهواء الطلق" والذي يحتوي على رفات الإنسان البدائي أو الأول ونحو 4000 من الرسومات الصخرية لأشخاص وحيوانات وعشرات الكهوف التي كان يعيش فيها الأسلاف الأوائل مشيرا الى موقع آخر وهو مدينة (شيكي) وقصر (شيكي خان) الذي تم تشييده في القرن الثامن عشر بدون استخدام مسمار واحد ويتميز بنوافذ فريدة من نوعها يحتوي كل متر مربع فيها على ما بين 3000 الى 7000 قطعة زجاج.
وقال ان موقع أذربيجان في وسط القوقاز جعلها محطة بارزة في العلاقات والتجارة الأممية وفي تبادل القيم الثقافية والأفكار بين الأقطار والشعوب في العصور الوسطى وموقعها ضمن طريق الحرير العظيم الذي يبدأ من اليابان الى أوروبا واستخدم منذ القرن الثالث قبل التاريخ الميلادي الى القرن الخامس عشر مشيرا الى بعض القرى التي تحافظ على تراثها الذي يعود الى أكثر من 1000 عام ومنها شمخا ولاهيج وغيرهما من المدن والقرى المهمة.
وأكد ان من أهم السمات المشتركة بين الكويت وأذربيجان الدين الاسلامي حيث تتوافر المساجد في كل مناطق أذربيجان وتحتوي بعض الجامعات في أذربيجان على أقسام للغة العربية وتعليمها مشيرا الى قرب "المطبخ الأذري" الى المطبخ الكويتي والمأكولات التي تقدم في المطاعم الأثرية التي يعود بعضها الى قرون مضت في العاصمة والمدن الأخرى.
واضاف السفير رضاييف ان الفعاليات الثقافية تحظى باهتمام كبير في أذربيجان حيث تحتوي العاصمة باكو على العشرات من المتاحف المختلفة من الفنون التشكيلية والسجاد والكتب والموسيقى والعديد من المسارح وقاعات الأوركسترا التي تقام عليها الأمسيات الموسيقية والأوبرا والفنون الشعبية على مدار العام حتى باتت تستقبل العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية من شتى أرجاء العالم.
ولفت الى ان من أقدم المعالم التراثية في العاصمة باكو برج العذراء (قيز قالاسي) الذي يصل طوله الى 28 مترا ويجمع عدد من الباحثين البارزين على ان بناءه تم في القرن الأول من التاريخ الميلادي وأصبح البرج الآن متحفا مدرجا في قائمة المعالم التاريخية للتراث العالمي لمنظمة اليونسكو في عام 2000 ويتوسط المدينة القديمة التي بها الأسواق الشعبية وسلع أذربيجان المشهورة مثل السجاد والمشغولات اليدوية البارعة.
وذكر ان لمحبي الرياضات الشتوية مجالا واسعا لممارستها في أذربيجان حيث يوجد أكثر من منتجع ومنشأة متخصصة لتلك الرياضات في أرجاء البلاد ومنها في مدينة جابالا (اطلق عليها عاصمة ألبانيا القوقازية وتعود للقرن الأول الميلادي) الواقعة عند سفح أعلى قمة في أذربيجان.