مدينة الفاتيكان (روما) / أكدت المشرف العام على دار الآثار الاسلامية الشيخة حصة صباح السالم الصباح هنا اليوم أهمية دور القواسم المشتركة في التراث الفني في حياة الانسان وانفتاحه الحضاري.
وشددت الشيخة حصة في محاضرة القتها في منتدى تحاوري عالمي بالفاتيكان حول موضوع (الحرية الدينية اليوم) على دور الفن عبر التراث في بسط ومد أرضية وقيم التعايش الانساني المشترك وارتقائه الحضاري.
وتناولت الشيخة حصة في محاضرتها الرئيسية أمام المنتدى العالمي لباقة من أبرز الشخصيات المرموقة عبر تجربتها والاسهام الواضح لدار الآثار ودولة الكويت في رعاية التراث الانساني العناصر والمراحل التي أسست لمجموعة مقتنيات الصباح من كنوز التراث الفني الاسلامي مشيرة الى الدور المحفز والمشجع والجهد المتصل للشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح في نشأة هذه المجموعة الفريدة.
وكان رئيس المجلس البابوي للثقافة الكاردينال جان كارلو رافازي افتتح المنتدى الذي نظمته وبثت وقائعه حول العالم على شبكة الانترنت منظمة (تيدكس) العالمية بمشاركة شخصيات ذات اسهامات هامة في مجالات الثقافة والفنون والعلوم والرياضة بحضور سفير دولة الكويت في روما الشيخ جابر دعيج الابراهيم الصباح أمام حشد من المعنيين والمهتمين بقضايا الحوار والتواصل الثقافي من مختلف القارات.
وارتكزت الشيخة حصة في تناولها لهذه العناصر والتجربة الانسانية والبحثية الزاخرة المصاحبة على أربعة عناصر رئيسية تشكل دائرة التفاعل الابداعي والجمالي الثقافي حول موضوع تراث الفن ومادته بدءا من جامع التحف الفنية ودافع الاستكشاف ومن ثم الفنان المبدع صانع التحفة والزائر أو المشاهد متلقي المؤثرات الجمالية للعمل الفني انتهاء بالباحث والدارس الذي يستجلي مكنون المنتج الابداعي وخلفيته واطاره بالتعمق في التاريخ والفكر والمناخ الذي أثمر فيه.
وخاضت الشيخة حصة التي لاقت ترحيبا خاصا من الحضور مستعينة بوسائط العرض في شرح أثر هؤلاء "الأشخاص" المنخرطين حول العمل الابداعي والتراث الفني في اثراء حياة الانسان وكيف أن "الفن ليس مجرد لوحة أو تمثال أو آنية من الفخار انما هو منتج وافراز حضاري يعطي دلالات على شخصية المبدع والظروف التي واكبت انتاجه والغرض منه".
وأكدت ان التحفة الفنية تفصح عن القيم الفنية والجمالية حيث أن كل عمل فني انما ينطق عن مفاهيم جمالية ودينية وثقافية وبالتالي عن مفاهيم انسانية موضحة بأمثلة من التراث لتحفة تصور صليبا نسطوريا انه عندما توضع التحف المختلفة جانبا الى جنب فانها تفرز قيمة اضافية مشتركة تتجاوز الفن ذاته لتبرز القواسم الجامعة رغم اختلاف مصادر هذه الأعمال والمنتجات الفنية.
وألقت الشيخة حصة الضوء على العلاقات التي تكتنفها جذور وتراث الحضارة الاسلامية مع الحضارات والثقافات الأخرى مستشهدة بمثال النساطرة المسيحيين الذين تواجدوا في المنطقة الاسلامية وتفاعلوا فأثروا وتأثروا بمحيطها الحضاري والتعرف عليها كما عرضت نماذج من الفنون البوذية "تنم عن انسجام وتناغم مع فنون أخرى سواء اسلامية أو غربية".
وتطرق المشرف العام على دار الآثار الاسلامية الشيخة حصة صباح السالم الى مشارب الفن الحديث ومنه المدرسة التجريدية حيث يظن البعض أن التجريد هو نتاج خالص للحضارة الغربية بينما تضرب جذوره في القدم وفي تراث الفنون الاسلامية.
وفي تصريح خاص لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) قالت الشيخة حصة عقب القاء محاضرتها انها سعت لأن تعرض من خلال مشوار تجربتها الخاصة كمهتمة بتراث الفنون الاسلامية وكيف كان للتشعب والتشابك في أعماق الثقافة من اسهام في الانفتاح الأرحب على العالم والتواصل مع ثقافاته العديدة التنوع والثراء.