فينيارد هيفن (الولايات المتحدة) / كرر البيت الابيض الجمعة انتقاده لقرار اسكتلندا الافراج عن الليبي عبد الباسط المقرحي الذي ادين في تفجير لوكربي قبل سنة واعتبره "مؤسفا وغير مناسب وخاطئا".
وجاء تعليق جون برينان, مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لمكافحة الارهاب, بمناسبة مطالبة اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي بالتحقيق في ما اذا كانت صفقات تجارية وراء قرار الافراج عن المقرحي.
ويمضي اوباما اجازة من عشرة ايام مع عائلته في فينيارد.
من جانبها قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في بيان ان "الولايات المتحدة لا تزال تعارض بصورة قاطعة قرار السلطات الاسكتلندية الافراج عن المقرحي واعادته الى ليبيا".
وقالت "كما قلنا مرارا للسلطات الاسكتلندية, نحن لا نزال مصرين على ان المقرحي كان ينبغي ان يقضي كل فترة سجنه في اسكتلندا".
ومن جهة ثانية, وجه اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي الجمعة رسالة الى قادة ليبيا واسكتلندا وقطر للمطالبة بالتحقيق بشأن ضغوط تجارية للافراج عن المقرحي.
ونشرت الرسالة خلال مؤتمر صحافي في نيوارك, في ولاية نيوجيرزي, شمال شرق الولايات المتحدة.
ويشكك كاتبو الرسالة الديموقراطيون روبرت ميننديز, وفرانك لوتنبرغ وتشارلز شومر وكريستن جيليبراند بوجود اسباب طبية وراء الافراج عن المقرحي.
وجاء في الرسالة ان "اسئلة كثيرة لا تزال عالقة (..) وعائلات الضحايا يتساءلون ان كانت القضايا التجارية بين ليبيا وقطر واسكتلندا لعبت دورا في الافراج عنه".
وتذكر الرسالة بان قطر قدمت في 2008 مساعدات كبيرة لاسكتلندا قبل ان يطلب الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني, الذي كان حينها رئيسا للقمة العربية, الافراج عن المقرحي.
وقال ميننديز ان نجل الزعيم الليبي اقر بان وضع المقرحي مهم في تقرير مصير التعاون بين ليبيا وشركة بريتش بتروليوم.
ويعتبر المشككون ان شركة بريتش بتروليوم البريطانية ضغطت من اجل الافراج عن المقرحي للحصول على عقد بقيمة 900 مليون دولار للتنقيب عن النفط في ليبيا. لكن اسكتلندا وبريطانيا نفتا ذلك.
والمقرحي (58 عاما) رجل الاستخبارات الليبي كان الوحيد الذي ادين وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في قضية تفجير طائرة بوينغ مدنية تابعة لشركة بانام الاميركية فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية في 1988 ما ادى الى مقتل 270 شخصا.
وافرجت الحكومة الاسكتلندية في آب/اغسطس 2009 عن المقرحي المصاب بسرطان البروستات بعدما قال اطباؤه ان المرض في مراحل متقدمة ولم يبق امامه سوى ثلاثة اشهر للعيش.
لكن المقرحي الذي امضى ثماني سنوات في السجن لا يزال على قيد الحياة ما يثير جدلا في بريطانيا والولايات المتحدة التي جاء منها معظم ضحايا الاعتداء.
وتتكتم ليبيا على الوضع الصحي للمقرحي الذي كان آخر ظهور علني له في ايلول/سبتمبر 2009. ونشر التقرير الطبي الوحيد عنه في كانون الاول/ديسمبر 2009.
وتعد لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي لعقد جلسة علنية حول القضية في ايلول/سبتمبر.