موسكو – أكد وزير الطاقة الروسي سيرغي ايفانوفيتش شماتكو هنا اليوم ان بلاده تولي اهتماما كبيرا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية لدول الخليج العربي بشكل عام والكويت بشكل خاص.
وقال شماتكو في كلمة ألقاها في الجلسة العامة للجنة الكويتية الروسية الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني والتي يرأس فيها الجانب الروسي ان بلاده ترى افاقا واعدة لتعزيز التعاون مع دولة الكويت في مجالات الطاقة والاستثمار والبنية التحتية والمشاركة بتحقيق المشاريع الكبرى فيها.
وبين انه تم الحديث في الاجتماع المصغر مع الجانب الكويتي حول الخطوات المحتملة لتكثيف الاتصالات والعلاقات مؤكدا ان بلاده تدرس خبرة الكويت في مجال الاستثمارات والخطوات المطلوبة لجعل الاستثمارات الكويتية في روسيا اكثر جاذبية.
وشدد على اهمية مواصلة التعاون بين البلدين عن طريق توقيع الاتفاقيات والاطلاع على القوانين المعمول بها في كل من الكويت وروسيا مشيرا الى انه تم الاتفاق على تبادل المعلومات حول المشاريع الكبرى التي ستنفذ في الكويت لكي تتمكن الشركات الروسية من دراستها .
ونوه الوزير الروسي بمتانة العلاقات السياسية بين البلدين المبنية على الحوار والتفاهم السياسي مشيرا الى الدعم الذي تقدمه دولة الكويت للمبادرات التي تتقدم بها روسيا في الامم المتحدة في حين اعرب ان امله ان تتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين التي لم تتجاوز ال77 مليون دولار العام الماضي.
واشار في كلمته الى تأسيس لجنتين فرعيتين من قبل الجانب الروسي والجانب الكويتي الذي يراس لجنته وزير النفط ووزير الاعلام الشيخ احمد العبدالله الاحمد الصباح في اللجنة المشتركة الاولى الخاصة بمسائل النفط والغاز والطاقة والاخرى المتعلقة بالاستثمارات والشؤون العلمية والتقنية.
واكد الوزير الروسي ان بلاده ستدرس باهتمام بالغ تطبيق الاتفاقية الحكومية المتعلقة بالازدواج الضريبي موضحا ان بلاده مهتمة بالمسائل المرتبطة بالتعاون المصرفي بين البلدين.
واشاد بدعوة الكويت له لزيارة مكتب الاستثمار الكويتي في لندن والاطلاع عن كثب على نشاطه وخبرته والمميزات التي يتبعها وكيفية تطبيقها في روسيا.
وفيما يتعلق بالتعاون النووي بين البلدين قال شماتكو ان هناك مشاورات ثنائية عقدت في شهر مايو 2009 حول مسائل التطوير في هذا المجال لاسيما وان روسيا رائدة في استخدام الطاقة النووية موضحا وجود اتفاق حول وضع مشروع اتفاقية في هذا المجال.
من جهته قال وزير النفط ووزير الاعلام ورئيس الجانب الكويتي في اللجنة الكويتية الروسية الحكومية المشتركة الشيخ احمد العبدالله الاحمد الصباح في كلمته التي القاها في الجلسة العامة ان دولة الكويت وروسيا الاتحادية تعتبران من الدول المنتجة الرئيسية للنفط الخام وتعقد عليهما مسؤولية توسيع وتطوير صناعتيهما النفطية لتأمين الامدادات الكافية للاسواق العالمية من جانب وسد حاجة الطلب المحلي المتنامي على الطاقة من جانب اخر.
واضاف الشيخ احمد العبدالله "ان الشركات النفطية الوطنية في بلدينا تواجه تحديات كبيرة للمحافظة على مراكز متقدمة في صناعة النفط العالمية الامر الذي يدعو الى تعاون نفطي اوثق بينهما وبناء شراكات استراتيجية بينهما كي تتمكن من تلبية المتطلبات المحلية والدولية.
ودعا الى زيادة التعاون بين روسيا ومنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وذلك للسيطرة على تدفق البترول في الاسواق العالمية وعدم اغراقها بالمزيد من الكميات غير المطلوبة من قبل المستهلكين لاسيما وان النفط يعد احد مصادر الدخل الوطني الرئيسية في كلتا الدولتين.
وشدد على اهمية التعاون في مجال البحث العلمي وتسخير التكنولوجيا الحديثة والمتطورة لتنمية احتياطات البلدين النفطية وتطوير قدراتها الانتاجية واستكمال دور النفط كمحرك للاقتصاد العالمي ومصدر رئيسي للطاقة لاسيما وان دولة الكويت تولي اهتماما بالغا لاستخدامات الطاقة النووية للاغراض السلمية وتطوير مصادر الطاقات الجديدة والمتجددة لتوليد الطاقة الكهربائية للقطاعات الاستهلاكية المختلفة.
وواوضح وزير النفط في هذا الشأن اهتمام صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في مجال الطاقة النووية مؤكدا ما اشار اليه وزير الطاقة الروسي في كلمته حول اتفاقية التعاون في مجال الطاقة النووية بين البلدين المزمع توقيعها في القريب العاجل.
وقال ان التعاون بين الكويت وروسيا في المجال التجاري والاقتصادي والاستثماري يخدم مصالح القطاعين العام والخاص في البلدين الى جانب التعاون الثقافي وفي مجال ادارة الموارد المائية والتقنية الطبية عن طريق الاقمار الصناعية.
وبعد القاء الكلمة قام الجانبان الروسي والكويتي بالتوقيع على البرتوكول الختامي لاعمال الجلسة الثالثة للجنة الكويتية الروسية الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني في دورتها الثالثة.