نيويورك - أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير إيرواني أن بلاده لم تبدأ الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي مستشهدا بأن إيران أوقفت "ردها العسكري المشروع" بمجرد توقف عدوان الاحتلال عليها.
جاء ذلك في جلسة الإحاطة نصف السنوية التي عقدها مجلس الأمن الدولي مساء أمس الثلاثاء بشأن تطبيق القرار (2231) الذي أيد خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني.
وقال إيرواني إن "الحرب الطويلة وواسعة النطاق التي اعتقدوا أنها ستجبر إيران على ما يسمى بالاستسلام غير المشروط وتجعلها تتخلى عن برنامجها النووي السلمي من خلال الترهيب والتهديد واستخدام القوة قد فشلت بشكل أوضح من أي وقت مضى".
ولفت إلى أننا اليوم "أقرب إلى الدبلوماسية من أي وقت مضى" معربا عن شكره "لدولة قطر الشقيقة والصديقة" على جهودها الدبلوماسية المخلصة لإنهاء "العدوان الإسرائيلي" على بلاده ومنع المزيد من تصعيد التوترات الإقليمية.
وأوضح المندوب الإيراني أن "هذا يثبت حقيقة بسيطة بشكل أوضح من أي وقت مضى أن الدبلوماسية والحوار هما السبيل الوحيد لحل الأزمة غير الضرورية بشأن برنامج إيران السلمي".
وحول القرار (2231) أكد إيرواني على ضرورة انتهاء عمله في موعده المحدد مشددا على أن إيران ترفض "أي محاولة لإحياء بنود منتهية الصلاحية تحت أي ذريعة".
وأشار إلى أن "ازدواجية المعايير صارخة" في قوله "بينما تحتفظ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بترسانة نووية هائلة وتتغاضى عن مخزون إسرائيل (الاحتلال) غير المعلن فإنها تزعم زورا أن برنامج إيران السلمي يهدد السلم والأمن الدوليين" على حد تعبيره.
وأوضح المندوب الإيراني أن الإجراءات "التصحيحية" التي اتخذتها بلاده عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق تتوافق تماما مع الخطة والقرار (2331) "وكانت تهدف فقط لاستعادة التوازن وتشجيع جميع الأطراف على العودة إلى التزاماتها".
وفي المقابل قالت القائمة بأعمال المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا إن "فشل إيران في الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي أدى إلى إطالة أمد الصراعات وترسيخ حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وخارجها لسنوات عديدة".
وأشارت شيا إلى أن أحدث تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التحقق والرصد "يظهر بوضوح أن إيران واصلت تسريع أنشطتها النووية دون أي مبرر مدني موثوق".
وأعربت عن أسفها لأن "بعض أعضاء هذا المجلس اختاروا غض الطرف عن عدم امتثال إيران" مشددة على أن بلادها لن تفعل ذلك.
وأوضحت القائمة بأعمال المندوبة الأمريكية أن الهدف مما وصفتها بـ"العملية التاريخية" التي نفذتها بلادها كان إضعاف قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي و"تخفيف التهديد الذي تشكله إيران على إسرائيل (الاحتلال) والمنطقة وعلى نطاق أوسع على السلم والأمن الدوليين".
واختتمت شيا كلمتها بالقول "في هذه اللحظة الحرجة يجب علينا جميعا حث إيران على اغتنام هذه الفرصة من أجل السلام والازدهار والوفاء بالتزاماتها الدولية".
يذكر أن جلسة الإحاطة هذه هي الأخيرة بموجب القرار (2231) الذي سينتهي مفعول سريانه في أكتوبر المقبل.